الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المتطرفون لم يتدبروا القرآن ولا سنة الرسول.. والإسلام حافظ على تراث الحضارات

المتطرفون لم يتدبروا القرآن ولا سنة الرسول.. والإسلام حافظ على تراث الحضارات
المتطرفون لم يتدبروا القرآن ولا سنة الرسول.. والإسلام حافظ على تراث الحضارات




كتب - صبحى مجاهد
فى رده على فتوى تنظيم «داعش» بتجريم دراسة الآثار، أكد مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى قد أمر فى أكثر من موضع فى القرآن الكريم، أن نسير فى الأرض ونتدبر آثار من كانوا قبلنا لنتخذ منهم العبرة والعظة، حيث قال تعالى: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ  كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ)، وقال كذلك: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أو آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا).
وأوضح مرصد الإفتاء أن مثل هذه الفتاوى المنحرفة تنم عن جهل مطبق عند هؤلاء المتطرفين، الذين لم يتدبروا القرآن ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التى تحث على تدبر آثار الأمم السابقة وتلفت الأنظار إليها، وتنهى فيها عن هدم آطام المدينة والمقصود بها الحصون. وأَضاف مرصد الإفتاء أن المحافظة على الأماكن والمبانى التاريخية والأثرية ذات الطابع التاريخى من المطلوبات الشرعية والمستحبات الدينية التى حثت عليها الشريعة، وذلك لا يتأتى إلا بالعلم، ودراستها، وهو نوع من التدبر فى آثار السابقين والذى أمرنا الله به فى كتابه الكريم.
 وأشار إلى أنه عند دخول الإسلام حافظ على تراث الحضارات والآثار فى مصر وبلاد الرافدين ومختلف الحضارات التى سبقت الإسلام وأبقوا على آثارها حتى وصلت إلينا كما تركوها موضحًا أن أصحاب الآراء الشاذة التى تدعو إلى منع تعلم علم الآثار ودراستها، أو هدمها أو طمس معالمها، قد خالفوا كذلك صحابة رسول الله، فقد فتحوا هذه الأمصار ولم يتعرضوا لهذه الموجودات من الآثار كونها عبرة وموعظة حض الإسلام أتباعه على الأخذ بها.
ولفت المرصد إلى أن الآراء المتطرفة التى اعتمدت عليها داعش فى تحريم دراسة الآثار وهدمها واهية ومضللة لعدة أسباب، وأن كل من يتبنى هذه الدعوة ليس لديه أسباب مقنعة تستند لأدلة شرعية، خاصة أن هذه الآثار فى جميع البلدان التى فتحها المسلمون كانت موجودة، ولم يأمروا بهدمها أو حتى سمحوا بالاقتراب منها، وهم كانوا أقرب عهدًا من رسول الله بل كان منهم صحابة جاءوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامى وجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها، ولم يصدروا فتوى أو رأيًا شرعيًا يمس هذه الآثار التى تعد قيمة تاريخية عظيمة.