السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«جبل الحلال» المنطقة الوحيدة المحررة بعد النكسة.. واليوم وكر للإرهاب




 
كتب - كريم صبحي
 
«جبل الحلال».اسم ذاع سيطه مؤخرا بوصفه وكرا للإرهابيين فى سيناء الجبل الذى دائما ما كان يسكنه ويحتمى به الفدائيون وينطلقون منه فى عملياتهم البطولية ضد الجيش الإسرائيلى عقب احتلال سيناء فى عام 1967، أصبح الآن محط أنظار الأجهزة الأمنية المعنية كلما ارتكبت جريمة بسيناء وآخرهم سقوط ستة عشر شهيداً من حرس الحدود، خصوصا أنه تحول إلى ملاذ للمطاريد وعناصر الجماعات الإسلامية التكفيرية والمسلحة.
 
 
وجبل الحلال، أو وكر الإرهابيين والخارجين على القانون كما يطلق عليه بعض قيادات الأمن، منطقة وعرة تحتوى على دروب لا يعرفها سوى البدو الذين يقطنون تلك المنطقة الصعبة، وهم قبائل «التياهة والنخالوة» وجزء من قبيلة «الترابين»، وهو ما جعله مكانا مناسبا لمقاومة القوات الإسرائيلية بعد هزيمة يونيو 1967، حيث تمركز فى الجبل، الفدائى محمود السواركة وعناصر منظمة سيناء العربية، التى أرَّقت مضاجع القوات الإسرائيلية، لتفشل فى اقتحام الجبل عدة مرات، كما تكبدت خسائر فادحة، جعلت جبل الحلال هو المنطقة المحررة الوحيدة فى سيناء بعد النكسة.
 
 
وحسب مصادر أمنية، فإن أعداد الهاربين فى الجبل تزيد على ثلاثة آلاف مسلح، معظمهم هارب من أحكام، بالإضافة إلى بعض عناصر السلفية الجهادية، التى تنتمى إلى جميع القبائل، كما يعد جبل الحلال تجسيدا فعليا لمقولة إن أهل مكة أدرى بشعابها، حيث استغل البعض تضاريسه وأسراره لينأى بنفسه عن قبضة الأجهزة الأمنية التى حاولت اقتحام هذا الجبل دون جدوى. يشار إلى أن منطقة الحسنة فى شمال سيناء تضم جبالا وعرة أشهرها جبل الحلال الذى يبعد بمسافة 60 كيلومترا جنوب مدينة العريش على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويبلغ ارتفاعه 1800 متر، حيث اعتاد الهاربون من بطش الأجهزة الأمنية اللجوء إليها مستغلين طبيعتها الجبلية والصخرية العنيدة التى تصعب من أى عملية اقتحام أو تسلل، وتبلغ مساحة المنطقة إجمالا 60 كيلومترا طولا فى 40 كيلومترا عرضا وتتسم بوعورة تضاريسها، علما بأنه حينما احتلت القوات الإسرائيلية سيناء، فشلت فى إلقاء القبض على أبناء البدو الذين كانوا يختبئون فى هذه المنطقة ويستخدمونها كقاعدة لضرب الأهداف الإسرائيلية آنذاك، ومن ثم ومثلما كان الجبل صداعا للإسرائيليين فإنه بات يمثل عقبة كبيرة فى مقابل مخططات السلطات المصرية لمنع الإرهابيين من اتخاذه ملاذا آمنا لهم
ولا يعرف أحد سبب تسمية الجبل بهذا الاسم على الرغم من أنه كان لسنوات طويلة مأوى لقطاع الطرق ومهربى المخدرات والهاربين من العدالة، لكن بدو سيناء يقولون إن كلمة الحلال ليست تعبيرا دينيا بل تعنى لديهم قطعان الماشية والإبل والماعز.
 
 
كانت قوة أمنية ضخمة بلغ عددها أربعة آلاف من القوات الخاصة المجهزة بتسليح متميز شاركت خلال عام 2005 فى الحملة الواسعة التى سعت من خلالها الأجهزة الأمنية إلى إنهاء أسطورة هذا الجبل الذى يقول البعض إنه يشبه فى منعته جبال تورا بورا الشهيرة فى أفغانستان، لكن بعد أسابيع من هذه العملية غير المسبوقة أوقفت قوات الأمن تقدمها لمطاردة الإرهابيين المتحصنين فوق قمة الجبل والكهوف والمغارات، عندما وجدت نفسها بشكل مفاجئ وسط مجموعة من الألغام على مشارف المنطقة، مما أودى بحياة عدد من الضباط والجنود.