الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنصار بيت المقدس.. هل من جديد؟!

أنصار بيت المقدس.. هل من جديد؟!
أنصار بيت المقدس.. هل من جديد؟!




كتب: د. ناجح إبراهيم

  يعد تنظيم أنصار بيت المقدس هو أشرس تنظيم تكفيرى فى تاريخ مصر كله.. كما يعد أول تنظيم تكفيرى يسقط طائرات للدولة المصرية.. أو يفجر مدرعات لها.. كما يعد أول تنظيم يمتلك أسلحة ثقيلة فى تاريخ مصر أيضًا فقد امتلك راجمات صواريخ ومدافع هاون وصواريخ مضادة للطيران وJ.B.R وغيرها.
كما يعد أول تنظيم يستهدف الجيش المصرى.. فكل التنظيمات التى سبقته لم تستهدف الجيش المصرى أبدًا وكانت كل خصوماتها وثأراتها مع الشرطة أو قطاعات منها فقط.
وهو التنظيم الأوحد فى تاريخ مصر الذى يعلن انضمامه رسميا وعلانية ودون مواربة لتنظيم آخر خارج حدود مصر وهو تنظيم داعش التكفيرى أيضًا.
 ويعد التنظيم أول من ذبح مصريين فى تاريخ مصر بحجة تعاونهم مع السلطات المصرية والأغرب هو الفخر بهذا الذبح ونشره على يوتيوب وغيره من وسائل التواصل الاجتماعى أو الإعلام.
  وقد قام الجيش ومعه الشرطة بضربات كثيرة جدًا لهذا التنظيم دون أن ينهى عملياته.. ولكن هناك عدة متغيرات فى هذا الأسبوع قد تحدد المصير النهائى لهذا التنظيم.
إعلان القبائل السيناوية الحرب المباشرة ضد التنظيم:
 فقد أصدرت قبيلة الترابين وهى من أكبر القبائل السيناوية بيانًا ناريًا غاضبًا يعلن الحرب صراحة ودون مواربة ضد التنظيم جاء فيه: «لقد تماديتم فى الغى والعدوان وانتهكتم الحرمات وتحطيم كل الحدود الحمراء.. وقد صبرنا حتى أقمنا عليكم الحجة بالعرف والعقل والنقل والشريعة.. وأشهدنا عليكم القاصى والدانى لذلك نعلنها: أن نحوركم حلال لنا وقلوبكم سوادة لرصاصتنا وأجسادكم سنسكنها التراب بإذن الله».. وهذا إعلان حرب لم يحدث مثله فى تاريخ مصر.
 وقد جاء هذا الرد بعد صبر طويل على فظائع داعش ضد القبائل فقط قتلت «داعش سيناء» 23 شيخًا منهم شيخ الترابين وابنه ومائة شاب.. واقتحمت مؤخرًا بيت شيخ قبيلة الترابين وفجرت منزله فى عملية تحدٍ غير مسبوقة وغير متسقة مع أعراف هذه المنطقة.
فما كان من القبيلة إلا أن أعلنت الحرب وجهزت شبابها المسلحين وغزت بهم بعض معاقل أنصار بيت المقدس.. ولما بدأت الحرب الفعلية بينهما انضمت 23 قبيلة وعائلة سيناوية إلى الترابين لتبدأ مرحلة جديدة اعتقد أنها حاسمة لقلع التنظيم من سيناء.
لقد طفّش هذا التنظيم كل الأصدقاء والجيران وحولهم إلى أعداء وخصوم باستباحته كل شىء لدى الآخرين.
أما المتغير الثانى والخطير فهو إعلان تنظيم أنصار بيت المقدس أنه سينشئ فرعًا جديدًا فى الصعيد.. ودون تحديد المنطقة التى ينتوى إقامة فرعه فيها.
 والحقيقة أن هذا الإعلان خطير جدًا.. وقد ينبئ عن ضعف شديد للتنظيم فى سيناء.. أو قوة زائدة له أو رغبة فى التمدد خارج سيناء أو أنه يريد تخفيف الضغط عنه فيها وتحويل المعركة إلى الصعيد.
وأعتقد أن المحافظات المرشحة لذلك هى المنيا والفيوم وبنى سويف.. فهذه المحافظات الثلاث شهدت أعلى نسبة من التفجيرات والحرائق طوال العامين الماضيين.. كما أن فيها نسبة لا بأس بها من التكفيريين.. وقد يصل التنظيم إلى البحر الأحمر وأسوان.. حيث لها حدود كبيرة مفتوحة مع دول أخرى.. ويمكن تهريب الأسلحة والمتفجرات إليها بسهولة أو تكون هناك مجموعات كامنة من أيام الثورة.
الخلاصة أن أنصار بيت المقدس الآن فى وضع يحتاج للدراسة من كل الأوجه.. والحذر أيضًا.. قبل أن يفاجأ المصريون بعملية تفجيرية نوعية فى إحدى مدن الصعيد التى تتشابه مع شمال سيناء فى التهميش والإهمال والفقر والحاجة.