الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الأرض» بين الحلم المصرى والصداقة الإفريقية

«الأرض» بين الحلم المصرى والصداقة الإفريقية
«الأرض» بين الحلم المصرى والصداقة الإفريقية




كتب: د. عبد الله المغازى

المشروع القومى لزراعة 5 ملايين فدان هو الحلم الكبير الذى أتمنى حدوثه خلال اﻷيام القادمة، خصوصا فى مناسبة الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، فأنا أحلم وأطلب وأتمنى أن يدشن الرئيس عبدالفتاح السيسى وكذلك المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء صاحب الجهد الدؤوب المشروع القومى لزراعة 5 ملايين فدان، منها ثلاثة ملايين فدان حول بحيرة ناصر وذلك بنقل عمل معظم كراكات قناة السويس الجديدة بعد انتهاء العمل فيها لتعميق بحيرة السد العالى من ناحية، ومن ناحية أخرى الحفاظ على جسم السد العالى من الكميات الهائلة للطمى، واﻻستفادة بنقل الطمى إلى الاراضى الصحراوية حول بحيرة السد العالى، على أن يكون العمل فى بحيرة السد العالى بنفس طريقة العمل تقريبا فى قناة السويس وبنفس المعدات والسيارات والعمال والمهندسين، وحتى طريقة التمويل (شهادات قناة السويس الجديدة) ولو بمبلغ أقل من اﻷموال.
فنحن نحتاج أرض صالحة للزراعة وشبكة رى حديثة جدا، لتوفير كميات كبيرة من المياه وخلق مجتمع ريفى نموذجى مخطط له من الآن وحتى 50 عاما قادما، ولدى ثقة كبيرة أيضا فى وزير الزراعة الحالى، ﻷنه عالم مجتهد ملم بمشاكل الفلاح المصرى وملم بكل صغيرة وكبيرة فى وزارة الزراعة وهذه شهادة يستحقها الرجل بالفعل وأكثر.
هذا المشروع القومى سوف يسمح بالتأكيد بتسكين أهلنا فى النوبة فى مكانهم الطبيعى الذى تركوه منذ أكثر من 100 عام، وهم ضحوا بذلك أكثر من مرة عن طيب خاطر لمصلحة مصر، وبالتالى هى فرصة حقيقية لإعادتهم حول بحيرة ناصر وبما يتفق والرؤى اﻻستراتيجية للدولة المصرية، وبذلك أيضا نكون قد طبقنا أحكام الدستور المصرى الجديد بخصوص النوبة.
سيادة رئيس الجمهورية، معالى رئيس الوزراء، نعم اﻷمر يحتاج إلى تفكير ودراسة جيدة لهذه الفكرة، ولكن أن يكون ذلك من غير الموظفين التقليديين فى الدولة، فاﻷمر يحتاج لأرباب وأصحاب الخيال والفكر والإبداع للتطوير، ﻷن اﻷوطان ﻻ يبنيها إﻻ الشجعان الحالمون، أصحاب الرؤية والخيال الواسع.
كم كنت أتمنى كذلك أن تبدأ مصر، من الآن، فى زراعة 250 ألف فدان تقريبا فى كل دولة من دول حوض النيل خلال سنتين وذلك لزراعة الحبوب اﻻستراتيجية مثل اﻷرز والقمح والذرة والبقوليات وغيرها، بالإضافة لإنشاء مصنعين كبيرين فى كل دولة منها لتعبئة وتغليف الحبوب، وآخر لتصنيع وتغليف اللحوم الإفريقية، على أن تكون نصف العمالة من المصريين والنصف الآخر من مواطنى الدول الإفريقية صاحبة اﻷرض، وأن نسعى لتمويل هذه المشروعات من البنوك والصناديق الدولية، خصوصا العربية واﻻفريقية والإسلامية وذلك ﻷن ميزانية الدولة لن تتحمل بالتأكيد كل هذه اﻷعباء المالية الضخمة وغير المتوافرة بالطبع.
إن هذه الفكرة تحتاج لدراسة جدوى، ويجب تشجيع الدول الشقيقة والصديقة للمشاركة معنا، سواء فى المشروع القومى لزراعة 3 ملايين فدان بنظم رى حديثة للغاية فى مصر، أو لزراعة ما يقرب من 2 مليون فدان فى الدول الافريقية، وإنشاء المصانع التى تحدثت عنها سابقا، والجميل أننا بالمشروع اﻷخير سوف نعيد العلاقات مرة أخرى قوية بتلك الدول الإفريقية الشقيقة، فالواقع دائما ما يتحدث عن نفسه أﻻ وهو أن المصالح الاقتصادية المشتركة هى اللغة التى تتحدث بها الدول بينها وبين بعض الآن، ومن المتوقع أن نوفر أكثر من 10 مليارات متر مكعب من المياه نتيجة قيامنا بزراعة كل أنواع الحبوب التى يمكن أن تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه فى دول حوض النيل، علاوة على الإنتاجية العالية نتيجة الخصوبة الشديدة للاراضى هناك وهطول اﻷمطار بغزارة فى دول حوض النيل.
سيادة الرئيس، هذا حلم، وبداية أيا من المشاريع العملاقة، يكون حلما ثم بالإيمان والكفاح يتحول هذا الحلم الى واقع ملموس على الارض ويكون دافعا للنمو والتنمية و تحقيق أحلام المصريين الحالمين بمستقبل أفضل، أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين مصر ودول حوض النيل هو الحل السحرى لإحداث نقلة نوعية للتطوير والاستثمار وزيادة العلاقات عمقا وترابطا والامر كذلك يحتاج لنفس الشجاعة والارادة السياسية والشعبية مثلما تم التعامل مع الملف المصرى - الإثيوبى، واﻻشقاء فى إثيوبيا، وهو ما كان له مردود طيب من الشعبين المصرى والإثيوبى، حمى الله مصر وشعبها، والله الموفق لكل خير لمصر إن شاء الله.