السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ياسمين: أتمنى لقاء الرئيس ولن أهدأ حتى إعدام المعتدين

ياسمين: أتمنى لقاء الرئيس ولن أهدأ حتى إعدام المعتدين
ياسمين: أتمنى لقاء الرئيس ولن أهدأ حتى إعدام المعتدين




بورسعيد - محمد الغزاوى
استيقظت محافظة بورسعيد مجددا على حادث اجرامى هز ارجاءها لاربعة ذئاب بشرية تجردوا من كل معانى الإنسانية واغتالوا براءة احدى فتيات المدينة الباسلة من متحدى الاعاقة فى ذات التوقيت التى لم تسدل فيه المدينة الستار على الجريمة اللإنسانية لمقتل الطفلة زينة والتى انتفضت لها مصر بأكملها.
جاءت الضحية من اسرة بسيطة لأب يصارع المرض من اجل تربية ابنائه وهو الذى يعانى من تليف حاد فى الرئتين يتقاضى عنه معاشاً شهرياً يبلغ 1200 جنيه يسدد نصفها للسكن المفروش والآخر ينفق منه على بيته.
وتأتى الام لتكمل رسالتها بمعاونة زوجها من خلال العمل فى احد المصانع لتربية ابنائها ومواجهة متطلبات الحياة.
وجاءت الجريمة كما ترويها بطلة مصر والعالم فى الاوليمبياد الخاصة ياسمين همام عندما اختطفها ذئبان بشريان على دراجة بخارية وقت خروجها من مركز التأهيل الطبيعى متجهة الى منزلها فما كان من الذئبان الا وان اقتادوها امام اعين المارة على دراجة بخارية بدعوى انها قريبتيهما.
وتسرد ياسمين روايتها فى تأسٍ، تخرج العبارات متكسرة من فمها قائلة حاولت الاستنجاد بمن فى الشارع دون مجيب قائلة انها لاتعرف هذين الذئبين الا ان اعاقتها ربما كانت السبب الرئيسى فى عدم استجابة المواطنين لها او ربما كانت سلبية المجتمع هى السبب.
وتقول عقب اقتيادها على الدراجة البخارية قام احد الذئبين بالاتصال هاتفيا بآخر ليبلغه ان معه فتاة وانهما فى طريقهما إلى مكان عرفته وقت ان وصلت اليه فى غرفة بمدخل عمارة سكنية لاجد هناك ذئبين اخرين.
وتكمل ياسمين حديثها اجبرنى الذئاب بعد أن قاومتهما تحت تهديد السلاح على شرب مخدرات وشاى لم أشعر بنفسى بعد تناوله بأى شىء سوى أنتى استيقظت ووجدتنى بدون ملابس ووجدت الذئاب البشرية تحاول اجبارى مجددا بتهديد السلاح والضرب على معاشرتهم ووضعوا لاصقاً على فمى حتى لا اصرخ.
وتواصل ياسمين روايتها بعد التوسلات والصراخ ألقوا بى فى الشارع لأجلس امام البوابة غير مدركة اين انا حتى حضرت لى سيدة من داخل المنزل وقالت لى انت قاعدة ليه فقلت لها معرفش البيت فين فاصطحبتنى الى قسم الشرطة ليبلغوا والدى بأنهم وجدونى.
وتلتقط الام اطراف الحديث من نجلتها فتقول لقد علمت ياسمين كل شىء وحرصت ان اجعلها تتحدى اعاقتها الذهنية واثناء وجودى فى عملى يوم الحادث شعرت بقلب الام بقبضة اخذتنى على ابنتى المتوجهة لمركز التأهيل الطبيعى المعتادة الذهاب اليه لجلساتها.
وعند عودتى إلى المنزل وجدت والدها فى حالة ارتباك فسألته عن ياسمين فقال لى انها لم تعد للمنزل فهرعنا نسأل عنها فى المستشفيات واقسام الشرطة ومركز العلاج الطبيعى غير ان الجميع لم يرشدنا عن معلومة تطمئنا على ياسمين وطالبنى ضباط قسم الشرطة بان ننتظر 24 ساعة فإن لم تعد نكرر البلاغ.
وتكمل الام مرت على 24 ساعة وكأنها دهر لم استطع دخول المنزل خلالها بدون ابنتى فظللتا نبحث عنها فى الشوارع حتى ابلغنا قسم الشرطة بالعثور عليها.
وتشدد الام بانها عندما دخلت الى القسم صدمها المشهد خاصة ان ملابس نجلتى ممزقة كما انها لم تعرفنى وسألتى انت مين وانتابتها حالة تنشنج فاخذتها فى حضنى لاهدئ من روعاتها.
ويأخذ والد ياسمين اطراف الحديث قائلا حرصت انا وام ياسمين على منحها الثقة كاملة برغم اعاقتها هى وشقيقها الاصغر وعاهدنا الله على بذل كل مانستطيع من صحة ومال لأجل تربيتهما افضل تربية برغم مرضى ومصاعب الحياة.
ويكمل محمد همام والد ياسمين قائلا: عقب ان عثرنا على ياسمين فى قسم شرطة الضواحى بدأنا رحلة تهيئتها نفسيا لكى ترشدنا ورجال البحث الجنائى عن المكان التى اختطفت به حتى نجحنا بصعوبة بالغة.
واستطرد همام قائلا: تحرك على الفور قوة من قسم شرطة الضواحى برئاسة الرائد هيثم ماجد وقامت بمداهمة الوكر لكن الجناة تمكنوا وقتها من الفرار بعد ان قفزوا من نافذة الحجرة لحظة الاقتحام تتم ملاحقتهم من خلال قسم الضواحى ومباحث قسم المناخ برئاسة الرائد محمد الحسينى حتى تم القبض على 2 منهم ومازال البحث جارياً عن الآخرين.
ويصف والد ياسمين لحظة انهيار ياسمين ذات الاعاقة الذهنية وقت أن تمت مواجهتها بالذئبين وطالبتهم على حد قدرة تركيزها الذهنى ووعيها بقتلهم بالرصاص بكل أسى وكأنها ترى من وجهة عقلها الباطن انه الحق.
 ولفت محمد همام الى ان الله عزوجل وقف بجوار نجلته الضعيفة وحماها من تلك الذئاب والتى دلت الكشوف الطبية على سلامة غشاء بكارتها كونه ذات الصبغة المطاطية وفقما افاد اطباء الطب الشرعى والصحة ممن وقعوا الكشوف الطبية عليها بناء على إذن النيابة العامة.
وشدد والد ياسمين ان الحادث افقده ثقته فى المجتمع الذى يعيش فيه ولكنه لم يفقده ايمانه بالله وثقته فى القصاص العادل لحق ابنته مطالباً باعدام الذئاب الاربعة متمنياً ان تفى الدولة بوعدها بان يحصل على سكن باسم ياسمين يعيشون به ليتوفر له ولاسرته قيمة ايجار المفروش الذى يكبده دفع نصف معاشه الشهرى.
وطالبت الام الرئيس عبد الفتاح السيسى بحق المصحف الذى منحه لابنتها يوم تكريمها كبطلة مصر على العالم، وجاءت الضحية التى تعد احدى بطلات مصر والعالم فى العاب القوى لمتحدى الاعاقة لتعلن انها بدأت مرحلة جديدة من التحدى مع النفس والمجتمع لتتغلب على مأساتها بالمضى قدما نحو الفوز ببطولة العالم التى ستقام بامريكا يوليو من العام الجارى مؤكدة انها لن تهدأ إلا بعد ان تشاهد الجناة قتلى بالرصاص على حد تعبيرها داعية المولى عز وجل ان تلتقى مجددا الرئيس فى اقرب وقت ليأتى لها بحقها ويعالج والدها المريض.