الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أساتذة إعلام: الـ«توك شو» يقتل الحياة السياسية ويغيب المواطنين

أساتذة إعلام: الـ«توك شو» يقتل الحياة السياسية ويغيب المواطنين
أساتذة إعلام: الـ«توك شو» يقتل الحياة السياسية ويغيب المواطنين




كتب ـ أحمد عبدالهادى


تعد الفضائيات مؤخرًا من أهم وسائل الإعلام فى التأثير على وجدان وعقول المشاهد مما يزيد من مدى ثقافتهم وإدراكهم لكل ما حولهم فى المجتمع، كما تحظى وسائل الإعلام بأهمية بالغة فقد جاء تطورها الكبير مصاحبًا لما يشهد العالم من تطورات متسارعة فى نواحى الحياة فتلعب على تعبئة الرأى العام بالأخبار والمعلومات التى تغير من مواقف المتلقى واتجاهاته وسلوكه.
وفى الفترة الأخيرة انحرف الإعلام عن مساره فى نشر الفكر الصحيح واتجه إلى الإثارة من خلال عرض الأفكار المبتذلة وغير الهادفة التى تشغل المواطن عن قضايا كثيرة أهمها المشهد السياسى فى مصر مع اقتراب الاستحقاق الانتخابى الثالث فى خارطة المستقبل الذى يمثل السلطة التشريعية فى البلاد وهو المراقب الأساسى للحكومة والمنوط بحل كل مشاكل المواطنين وغيرها، ومن هنا قامت «روزاليوسف» ببحث رأى عدد من أساتذة الإعلام حول تقييمهم لدور الإعلام فى تنمية وتغييب الوعى السياسى والانتخابى للمواطن:
وترى د. ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية أن  ما يحدث فى الإعلام من نشر الأفكار المبتذلة والموضوعات غير الهادفة وانحرافه عن كل ما يشكل اهتماماً فى حياتنا اليومية كمصريين فى ظل وجود صعوبات تواجه البلد حاليًا فى حربها ضد الإرهاب ومواجهة المشاكل الاقتصادية الطاحنة والاستعداد للانتخابات البرلمانية خصوصًا مشاكل الدوائر الفردية والقوائم وهذه مناقشات يجب على الفضائيات الاهتمام بها وليس الاعتماد على برامج الإثارة والشائعات التى تبعد المواطن العادى عن كل ما يدور حوله فى مصر وذلك لكسب المزيد من الشهرة والإعلانات وتعتبر هذه الطريقة غير مسئولة منهم.
وتساءلت د. ليلى ما هى أهمية اتجاه الإعلام لكل ما يبعد المواطن عن دوره فى الحياة السياسية حاليًا وأشغاله فى مشاكل مبتذلة من الغرب مثل خلع الحجاب؟، وهل هذا الوقت المناسب لتلك الموضوعات الغريبة؟، كما دعت الإعلاميين بأن يراعوا ضميرهم ودورهم الوطنى والمهنى فى هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها البلد وأن يبتعدوا عن الإثارة والمواضيع المبتذلة التى لا تفيدنا فى الوقت الحاضر.
إلا أن د. فاروق أبو زيد عميد كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا يعترض على وصف الإعلام بأنه منحرف عن المسار الصحيح معتبرًا أن ما يحدث فى مصر هو وضع طبيعى بعد قيام ثورتين، موضحًا أنه يوجد حاليًا تعددية فى وسائل الإعلام سواء الصحافة أو الإذاعة أو الفضائيات منها من يناقش القضايا السياسية مثل مشروع قناة السويس الجديدة أو الانتخابات البرلمانية ومنها ما يقوم على التسلية فى برامج الـ«توك شو» سواء كانت هادفة أو تافهة أو منحازة لشىء ما، لافتًا إلى أن هناك 300 قناة مصرية وعربية ودولية تتحدث باللغة العربية من الممكن للمشاهد أن يختار ما يتوافق مع رغباته واهتماماته.
وطالب أبو زيد كل وسائل الإعلام بضوابط ثلاثة وهى أولاً: تحرى الدقة فى صحة الأخبار والمعلومات من المصادر قبل نشرها، ثانيًا: التعليق بموضوعية على الأخبار من خلال الرأى والرأى الآخر حتى يستفيد المتلقى بكل الآراء ويختار كل ما يتناسب مع طموحاته، ثالثًا: إعطاء الموضوعات حجمها الطبيعى ليس بتهويلها أو بتهوينها.
وأكد د. فاروق أن الوعى السياسى للشعب المصرى أصبح أقوى من أن يؤثر فيه إعلام فهو يعلم ما هو جديد فى الحياة السياسية من انتخابات أو صراعات ولا يحتاج وصاية من الإعلام حاليًا لأنه على علم أكثر من الإعلاميين أنفسهم.
وقال د. وليد خلف الله المدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بقنا جامعة جنوب الوادى أنه للأسف الشديد هناك بعض الإعلاميين والمُعدين الذين استطاعوا أن يتلاعبوا بعقول الشعب المصرى بتناول القضايا السطحية غير الهادفة بطريقة مُثيرة وابتعدوا عن كل القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية التى قام الشعب المصرى بثورتى 25 يناير و30 يونيو من أجلها والتى يجب أن يطرق لها الأبواب.
وطالب خلف الله بعمل تشريعات وقوانين لردع هذه الابتذالات خاصةً أن البلد فى طريقه للاستحقاق الثالث لخريطة الطريق وهو الانتخابات البرلمانية والذى سيخلق برلماناً قوياً يراقب أداء الحكومة وأضاف يجب على الدولة صنع ميثاق أخلاقى للعمل الإعلامى يدرس فى الجامعات المصرية ليخلق جيلاً من الإعلاميين والصحفيين يتناول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل صحيح.