الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مجلة «الخيال» على صفيح ساخن

مجلة «الخيال» على صفيح ساخن
مجلة «الخيال» على صفيح ساخن




كتبت - سوزى شكرى

على الرغم من تعاقب الوزراء على وزارة الثقافة مازال التخبط والارتباك مستمراً داخل أروقتها بما تحمله المخاطبات الرسمية والقرارات من تناقضات لا راد لها ولا مجيب، فقد سبق وأن نشرنا فى روزاليوسف بتاريخ 17 نوفمبر 2014 سبقا صحفيا بالمستندات الرسمية تحت عنوان «فضيحة جديدة فى أكاديمية الفنون ووزارة الثقافة» تناولنا فيه ما يخص مؤهلات السيدة فينوس فؤاد رئيس الإدارة المركزية للشئون الأدبية بالمجلس الأعلى للثقافة والتى فتحت لها «الدكتوراة» أبواب المناصب داخل وزارة الثقافة على مصراعيه،


بعد ظهورها المفاجئ فى الوسط الثقافى من الباب الخلفى لأكاديمية الفنون باعتبارها أستاذا فى قسم التنشيط الثقافى -الذى لم يكن قد تم افتتاحه بعد ولم يكن يوجد به طلبة أو أساتذة فى حينها -، وألقينا الضوء فى تحقيقنا على العديد من المخالفات التى وقعت فيها السيدة فينوس فؤاد أو تسببت فى وقوع المسئولين فيها من أجل عيون «الدكتوراة»، ولم يهتم حينها أى من المسئولين بالرد أو حتى بفتح باب التحقيق بما ذكرناه بالمستندات إلى يومنا هذا.
على أن الأحداث بتشابكاتها لاتزال تعيد فرض نفسها على الساحة مجددا ولكن داخل أروقة الهيئة العامة لقصور الثقافة هذه المرة بعد قيام الفنان التشكيلى الدكتور إبراهيم غزة رئيس تحرير مجلة «الخيال» بتقديم خطاب رسمى إلى الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة والتى تتبعها مجلة «الخيال» إداريا وذلك للاستفسار عما إذا كانت السيدة فينوس فؤاد والتى تشغل منصب مدير تحرير مجلة الخيال حاصلة على درجة الدكتوراه من عدمه وذلك لأنها تصر على وضع لقب الدكتوراه قبل اسمها فى مقالاتها بمجلة الخيال.
حينها ورد إلى مجلة الخيال رد رسمى من السيد محمد أبو المجد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية يحمل رقم صادر 3769 بتاريخ 2/12/2014 وجاء نصه كالتالى: «تلقيت خطابكم بشأن الأمر المشاع عن عدم حصول الدكتورة فينوس فؤاد مدير تحرير مجلة «الخيال» على درجة الدكتوراه، وأود أن أحيط سيادتكم علماً بأنه تأكد لى أن د.فينوس فؤاد حاصلة على شهادة الدكتوراه فى فلسفة التنشيط الثقافى برسالة تحت عنوان «الدور الثقافى للمتاحف فى ضوء دراسة السياسات الثقافية فى كل من مصر والمغرب»، وتأكد لعلمى أن الشهادة معتمدة من الجهات الرسمية المعنية».
تقدم بعدها كل من الفنان الدكتور إبراهيم غزالة رئيس تحرير مجلة «الخيال» والفنان أيمن هلال مدير التحرير التنفيذى باستقالتهما بتاريخ 30 مارس 2015 من «مجلة الخيال» لأن رد «أبو المجد» وحده لا يكفى ليحسم التساؤل المطروح حيث إن السيدة فينوس فؤاد لم ترسل صورة من شهادة الدكتوراه إلى المجلة بعد أن تأكد منها رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وذكروا فى خطابهم عن سبب استقالتهم أنهم يرفضون التمادى والتواطؤ فى السكوت على التزوير، وأن التزوير جريمة لا تسقط بالتقادم، بالإضافة إلى أن أستاذة فى أكاديمية الفنون أكدت لهم أن آخر مؤهل حصلت عليه السيدة فينوس فؤاد هو مؤهل الماجستير، وأن الرسائل العلمية مثل الماجستير والدكتوراه لا تمنح بالمراسلة، وأنه لابد أن تكون هناك رسالة مكتوبة ولجنة للحكم والمناقشة فأين تلك الرسالة؟ ومن هى لجنة المناقشة والحكم؟ خاصة أن هذه التساؤلات تفتح مجالا للشك حول صدق الشهادة التى رآها السيد محمد أبو المجد، أو أن تلك الشهادة ربما يكون قد تم شراؤها من جهات تبيع الشهادات؟ وتساءلوا عن وجود ما يثبت أنها معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، وبحسب ما جاء فى الاستقالة ذكر «غزالة» أنه سبق للسيدة فينوس فؤاد عام 2009 أن زورت بطاقتها الشخصية وكتبت فيها أنها أستاذ جامعى، وهى ليست كذلك لأنها كانت فى عام 2009 طالبة فى مرحلة الماجستير فى أكاديمية الفنون ولم تحصل على الماجستير إلا فى عام 2010، فهل يعقل أن يكون الترقى لدرجة الدكتوراه والأستاذية قبل الحصول على درجة الماجستير؟!
الغريب فى الأمر والمثير للشك والريبة أن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ورئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية تجاهلا تقديم «غزالة» و«هلال» لاستقالات مسببة ليقوم السيد محمد عبد الحافظ ناصف رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة بإصدار القرار رقم 117 بتاريخ 19/4/2015 بإعادة تشكيل هيئة تحرير مجلة «الخيال»، وقد جاء فى القرار أن: «السيد الأستاذ أحمد الجناينى رئيس التحرير، السيدة الأستاذة فينوس فؤاد مدير التحرير، السيد الأستاذ أيمن حامد مدير التحرير التنفيذى، السيد الأستاذ بدوى مبروك سكرتير التحرير، وكل من السيد الأستاذ محمد مختار محمد والسيدة الأستاذة رنا أشرف السيد سكرتارية التحرير، وكل من السيد الدكتور خالد البغدادى، والسيد الأستاذ سيد هويدى مستشارو التحرير».
المثير للتعجب أيضا هو التناقض الذى ورد فى قرار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة من ذكر صفة الدكتور إلى جوار اسم الأستاذ خالد البغدادى مستشار تحرير المجلة، بينما لم يرد ذكر صفة الدكتوراه إلى جوار اسم السيدة فينوس فؤاد مديرا لتحرير المجلة، وهو مايعيد فتح باب التساؤلات مرة أخرى، فهل يعد حذف حرف الدال تعديلاً فى الصفة وتصحيحاً لما ذكره السيد محمد أبو المجد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية فى خطابه السابق أم أنه من باب السهو فقط.