الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المعديات النيلية.. نعوش عائمة لنقل المواطنين إلى الآخرة

المعديات النيلية.. نعوش عائمة لنقل المواطنين إلى الآخرة
المعديات النيلية.. نعوش عائمة لنقل المواطنين إلى الآخرة





تحقيق وتصوير - أيمن فراج
لجأ المصرى القديم إلى فكرة المعدية كوسيلة للنقل بين ضفتى نهر النيل ومع الانتشار العمرانى وزيادة عدد السكان أصبحت المعدية وسيلة ضرورية للتواصل والحياة مع الجانب الآخر من النهر فتعددت أشكالها وانتشرت بطول النيل وذلك لعدم وجود كبارى تخدم هذه المناطق فأصبحت هذه المعديات وسيلة لنقل آلاف المواطنين يوميا لعملهم ودراستهم وللتسوق وللعلاج ولشراء احتياجاتهم خاصة عندما تكون مدينتهم محدودة أو معدومة الخدمات.
ورغم أهمية وضرورة هذه المعديات للمواطن وعدم قدرة الحكومة على إقامة كوبرى يخدم هذه المناطق يقابل المسئولون هذا بالتجاهل والإهمال.. بتأخير هذه المعديات لمافيا يقوم  اصحابها بالمتاجرة بأرواح البشر بعيدًا عن الرقابة والمحاسبة بمعديات وعبارات متهالكة وغير مطابقة للمواصفات ومصنوعة من أردأ انواع الحديد «الخردة» ولا توجد فيها سبل الأمن والأمان من اسعافات واطواق وزوارق نجاة ولا تلقى أى نوع من الصيانة ومع ذلك تعمل على مرأى ومسمع من الجميع.
والنتيجة كتابة تاريخ أسود لها غرقا فى النيل وسقوط السيارات، الغريب فى كل مرة تتكرر نفس الحوادث بنفس الشكل ونفس الأخطاء.. ليطل علينا المسئولون بعد كل كارثة بالتعازى والمواساة والتعويضات ووعود بحل المشكلة لا تجد طريقها على أرض الواقع وتظل المشكلة كما هى ويظل المواطن المغلوب على امره يصرخ ولا أحد يلقى اليه طوق النجاة لانقاذه من الموت غرقًا.