الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رانيا.. الفتاة التى هزمت اليأس والسرطان معًا

رانيا.. الفتاة التى هزمت اليأس والسرطان معًا
رانيا.. الفتاة التى هزمت اليأس والسرطان معًا




كتبت - علياء أبوشهبة


الشجاعة ليست مجرد كلمة نكتبها أو صفة نتندر بمن يحملها لكنها أفعال، وإذا كان القدر لا مفر منه فلماذا لا نواجه هذا القدر بشجاعة، وهذا هو ما فعلته المحاربة رانيا محمد عندما تقع عيناك عليها للوهلة الأولى تجد فتاة جميلة أنيقة مفعمة بالحيوية، لا تكاد تفارقها الابتسامة التى تزيد من جمالها، وعندما تتحدث إليها تكتشف تميزها ونجاحها فى عملها الذى وصلت فيه لمنصب قيادي، الأجمل فى حياة رانيا أنها محاربة لمرض السرطان منذ 15 عاما، كلما ظهر لها المرض بخبثه فى جزء من جسدها وقفت للتصدى له بقوة.
«روزاليوسف» حاورت المحاربة رانيا محمد، لعرض تجربتها المفعمة بالأمل رغم كل ما فيها من ألم، وهى التجربة التى تساعدها على دعم العشرات من محاربى السرطان الذين تفضل تسميتهم بالمحاربين، لأنها ترى نفسها محاربة فى حرب أشرس من المعارك الحقيقية لأنها تواجه عدوا خفيا لا تعرفه.
تروى رانيا، وهى الابنة الثانية لأسرة مكونة من 4 بنات، تدير الأم دفة الأمور بعد وفاة الأب، تجربتها قائلة: «أثناء دراستى الجامعية وبالتحديد عام 2000، كان عمرى وقتها 19 عاما، وفى آخر أيام الامتحانات شعرت بتعب شديد ولم أستطع التنفس جيدا، فذهبت للطبيب الذى أخبرنى أنى بحاجة إلى استئصال جزء من الغدة الدرقية، وبعد العملية عرفت بإصابتى بالسرطان التى تأخر اكتشافه وأنى بحاجة إلى إجراء جلسات العلاج الكيماوي.
وتضيف:غياب الاهتمام الكافى من الأطباء بعرض كل المعلومات المتعلقة بالعلاج هى أهم مشكلة تواجه المرضى بشكل عام خاصة مرضى السرطان، لأن العلاج لا يقتصر على جلسة إشعاع أو حقنة دواء لكنه نمط حياة كامل يجب تهيئة وتوعية المريض به، وهو ما تأثرت به سلبا عندما أصيبت بحروق فى الجزء المعالج نتيجة تعريضى للماء بعد العلاج، وهو ما زاد من ألمي، إلى جانب سقوط شعري، لافتة إلى أن علاج السرطان يحتاج أموالا طائلة سوف تنفد فى مرحلة معينة ليبقى معهد الأورام هو السبيل الوحيد للعلاج، وهى المنظومة التى أطالب بتحسينها رأفة بحال المرضى.
«كونى قدر الامتحان حتى يتباهى بك الله أمام الملائكة» هذه العبارة التى منحت رانيا القوة، فى كل خطوة، رغم خوف والدتها الدائم من ترديد كلمة «سرطان»، وهو ما حفز رانيا للمواجهة بقوة، وفضلت كتمان حقيقة مرضها عن أصدقائها، خشية أن ينظروا له بعين الشفقة.
واصلت رانيا حياتها بشكل طبيعي، حيث أنهت دراستها الجامعية، وبدأت فى البحث عن فرصة عمل، وبعد عام ونصف العام عاد المرض للظهور مرة أخرى، حيث علمت أنها مصابة بنوع شرس من السرطان لا يسعها سوى استئصال المكان الذى يظهر فيه رغم خطورة العمليات التى تجريها لاستئصال هذا الورم الخبيث الذى يفتك بجسدها شيئا فشيئا، ورغم أن أحد الأطباء نظر إليها متعجبا من مظهرها الصحى لأن الأرقام والتحاليل تشير إلى أنه أمام شخص ميت، إلا أن رانيا مازلت تنتظر الأمل فى التخلص من هذه البؤر السرطانية.
قررت رانيا شحن طاقتها المعنوية بمؤازرة مرضى السرطان، لأنها تعلم جيدا ما يعانونه جسديا ونفسيا، وتواصلت مع المرضى من خلال الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان، وعبر صفحة الجمعية على موقع «فيس بوك» كتبت رانيا قصتها مع المرض مرفقة صورتها، وخلال وقت قصير أصبحت المشاركة الأكثر انتشارا لفرط ما بها من قوة وصدق، وتشاركها ما يزيد على 10 آلاف مستخدم.
كما ساهمت هذه المشاركة أيضا فى دفع الكثير من المرضى للحديث عن تجربتهم مع المرض، ودفعت البعض للبدء فى العلاج، كما طلب البعض الأخر مقابلة رانيا والتحدث معها للحصول على الدعم النفسى منها، وهى ردود أفعال زادت سعادة رانيا وبالتالى قدرتها على مواجهة المرض.