«تابوو».. ثورة «الأندر جراوند» لكسر الصورة النمطية لحواء

نعيش فى مجتمع شرقى يحيط المرأة طوال الوقت بتابوهات تحاصرها.. تقيد حريتها.. تجعلها أسيرة لصور نمطية متخلفة تشكلت فى وجدان المجتمع على مر العصور.. تابوو النظرة للمرأة.. تابووه التحرش.. تابوو الزواج.. تابوو العلاقات.. تابو الجسد.. كل هذه التابوهات وغيرها قرر أربعة شباب وفتاة كسرها بالكلمة واللحن من خلال «تابوو» موسيقى غنائي..

متبصليش من بره بس.. أنا جوه منى حاجات كتير
أنا بنت حلوة وصوتى همس.. وبنت جدعة بصوت خطير
أنا مش بخاف أنا مش بكش.. أنا مش بعيشها بألف وش
لو يومى صعب أكلها مش.. لو يومى فل أرقص أرقص وأطير
مجدع وعارفة أنا عايزة إيه.. وأعرف كمان قيمة الجنيه
صاحبى وأخويا أخاف عليه.. وأخبى سر البيت فى بير
أنا بكرة ممكن أكون وزيرة.. أو بطانية لناس فقيرة
ملكة جمال أم وأميرة.. وشريكة بتحدد مصير.
هذه كلمات أغنية «متبصليش» أحدث أعمال فريق «تابوو»، التى تم إطلاقها منذ أسبوعين تقريبا وتم تصويرها فى شكل جريء، إذ وقفت الفرقة الموسيقية بالكامل لتغنى على ظهر سيارة نصف نقل تجوب الشوارع وسط تفاعل المارة والمواطنين، فى رسالة واضحة تدعو إلى ضرورة ألا تقتصر النظرة للمرأة على مظهرها الخارجى فقط، وأن الجوهر هو الأهم.
رانيا العدوى صاحبة الفكرة والمطربة، ومعتز مرسى لليد جيتار، وأحمد قمر للكى بورد، ومصطفى طه على الدرامز، ومحمد العشرى للبيز جيتار هم أعضاء الفريق الذى بدأ الإعداد له منذ حوالى عام ونصف العام، وتقول رانيا: كل عضو لديه خلفيات ومرجعيات متنوعة ومختلفة موسيقيا واجتماعيا، فكل شخص منا يقدم نوعا موسيقيا مختلفا مع فريق آخر، ولكن «تابوو» جمعنا حول فكرة الكلام فى الأشياء الممنوعة التى تخص المرأة وحرم المجتمع الخوض فيها. وتشير رانيا إلى أن الفرقة تحاول كشف المسكوت عنه فى المجتمع المصري، خاصة فيما يتعلق بالمرأة والحديث عن كل ما يخصها بأدق التفاصيل وتناول مشاكلها الاجتماعية وعدم حصولها على حقوقها بكل إرادتها، ومن ضمن الموضوعات التى تحدث عنها الفريق عدم النظرة للمرأة على أنها مصدر للمتعة الجسدية فقط فالمرأة مقهورة منذ قديم الأزل منذ فترة الحرملك، بالإضافة إلى الدعوة إلى استقلالها ومنحها حريتها، وتظهر هذه الأفكار فى عدة أغان بعنوان «الحرملك» وتتناول وجهة نظر الرجل الشرقى تجاه المرأة وأنها موجودة لتربية أبنائها وإشباع رغبات زوجها ولا يجوز أن يكون لها رأى وضرورة ان تشارك زوجها فى الرأي، وكذلك أغنية «جسد الفرح» وتقول إن المرأة ليست للمتعة وتقول نهاية كلمات الأغنية توصل رسالة بأن المرأة ستظل تكافح حتى ينظر لها المجتمع نظرة محترمة.
«تابوو باند» يهدف إلى تغيير نظرة المجتمع للمرأة ورغم ذلك فإنه يتضمن فتاة واحدة فقط، وعن ذلك تتحدث رانيا قائلة: كنا نحتاج إلى عنصر نسائى فى الفريق إلا أن هناك تخوفا من دخول البنات عالم الموسيقى خاصة عالم الأندر جراوند، وفشلنا فى أن تدخل فتاة الباند فقررنا أن يكون ذلك ضمن التابوهات التى سنكسرها لفتح عالم موسيقى الأندر جراوند والفن للفتيات دون خوف أو قلق.
ويكمل محمد العشرى الحديث قائلا: نحن كشباب نؤمن برسالة الفريق وبدور المرأة فى المجتمع فهى تمتلك قوة وإمكانيات عقلية وإنسانية فهى تعول أسرتها وتنفق على بيتها وترعى أبناءها كما أنها زوجة تشارك زوجها مسئوليات الحياة، وهى الفتاة المصرية الأصيلة التى يطلقون عليها «بنت بمية راجل»، ورغم ذلك ينظر لها البعض على أنها وصمة عار فى مجتمعنا خصوصا فى الأربع سنوات الأخيرة لذلك قررنا أن نكون لسان الناس فى الحديث عن المناطق الأكثر التهابا والتابوهات التى يحظر المجتمع الدخول فيها أو اختراقها.
ويلتقط أحمد قمر طرف الحديث قائلا: نتمنى أن نصل لكل مكان فى مصر.. نغنى فى الأماكن الفقيرة والراقية.. نغنى للسجينات وللحرائر.. للأطفال والكبار.. نخترق الوجدان والضمير لنقول: «رفقا بالمرأة التى هى نصف المجتمع».