الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكايات من ملحمة النصر

حكايات من ملحمة النصر
حكايات من ملحمة النصر




اللواء أركان حرب فؤاد فيود: موشى ديان مات بحسرته بعـد حرب أكتوبر


تحية إجلال وتقدير لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من رزقه الله الشهادة ومنهم من كتب له الحياة، ليروى للأجيال بطولات جيش مصر الذى صان الأرض، وأعاد للأمة العربية كرامتها، وأصبح لمصر درع تحمى وتصون أمنها وأرضها وشعبها وسيف يقضى على كل من تسول له نفسه الاقتراب من حدودها.

أكد اللواء أركان حرب فؤاد فيود، أحد أبطال القوات المسلحة فى حرب أكتوبر، وكان أحد رجال سلاح المشاة ميكانيكا، أن المشاة ميكانيكا يشكل على الأرض مجموعات صائدى الدبابات، موضحا أنه يسمى ما حدث فى 1967 نكسة وليست هزيمة، لأن الهزيمة استسلام بدون قيد أو شرط، وكان موشى ديان يقول: «نحن ننتظر المصريون لتوقيع وثيقة الاستسلام وعنواننا معروف فى القدس وظل منتظرًا حتى مات بحسرته بعد حرب 1973.
وتابع: «نجحنا بعد 20 يومًا من النكسة فى 1 يوليو بمعركة رأس العش، عندما قمنا بتدمير 3 دبابات و11 مدرعة وسقوط 33 إسرائيليًا ما بين قتيل ومصاب، وفشلت إسرائيل فى الاستيلاء على منطقة رأس العش لأنها مدخل بورفؤاد حيث كانت تحتل كل سيناء عدا هذا الجزء، ولم تستطع أن تحتل رأس العش أو يعبروا منها، وفى يوم 14 يوليو قام اللواء مدكور أبوالعز بنسف كل التشوينات التى استولت عليها إسرائيل بعد 1967 بضربة جوية ناجحة فى قاتيا ورمانة، وشارك فى هذه الضربة رجال الصاعقة بقيادة البطل إبراهيم الرفاعى والبحرية المصرية، وفى يوم 21 أكتوبر نجحنا فى إغراق المدمرة إيلات وكان أول استخدام للصواريخ البحرية فى العالم ،وهذا اليوم اتخذته القوات البحرية عيدًا لها».
واستطرد: «فى يوم 9 مارس كان الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، طالع للحد الأمامى للدفاعات واستشهد فى الموقع نتيجة ضرب الموقع بدانة مدفعية وأصابته بعض الشظايا وأصبح هذا اليوم يوم الشهيد، وفى يوم 19 إبريل أى بعد أربعين يومًا من استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض قاد الشهيد إبراهيم الرفاعى مجموعة الصاعقة المصرية (39) ونفذوا غارة على النقطة القوية التى خرجت منها الطلقة وقتلوا أربعة وأربعين إسرائيليًا ورفعوا العلم على هذه النقطة وعادوا سالمين غانمين أى أنه وجه رسالة للشهيد البطل عبدالمنعم رياض يقول فيها: «أخدنا تارك، بعد كده إسرائيل عملت غارة على الجزيرة الخضراء وشدوان يوم 20 يناير وفشلوا فى الاستيلاء عليهما، وعملوا غارة على رأس غارب وأخذوا الرادار ، فقمنا بعمل غارة عليهم فى عقر دارهم فى ميناء إيلات مرتين ونسفنا بيت هيشع وبيت يام ونسفنا الرصيف الحربى للميناء وأغرقنا لهم حفارًا للبحث عن البترول فى داكار، وأغرقنا لهم غواصة أمام شواطئ الإسكندرية».
وأضاف اللواء أركان حرب فؤاد فيود: «الجيش المصرى لم يستكن، وكنا نعطى للإسرائيليين كل يوم درسًا مختلفًا بالإضافة إلى نشاط القناصة العالى والإغارات والكمائن، كنا نقول لإسرائيل: إذا أردتم البقاء فى سيناء فاعلموا أن الثمن غال وستدفعونه يوميًا إلى أن ترحلوا منها، وانتقلنا بعد ذلك إلى نجاح آخر ببناء حائط الصواريخ، ونجحنا بالكمائن المتحركة لصواريخ الدفاع الجوى فى إسقاط عدد كبير من طائرات «الفانتوم» وكان هناك أسبوع تساقط الطائرات، وأصبح 30 يونيو يومًا للدفاع الجوى بعد قطع ذراع إسرائيل الطويلة، فإسرائيل لا تحترم إلا القوة ولذلك وبعد هذه المعارك التى تمت خلال حرب الاستنزاف قبلت إسرائيل بمبادرة (روجرز) يوم 8 سبتمبر سنة 1970، وكانت المبادرة « تقوم على القرار 242 وتنص على الانسحاب وأنه لا يجوز احتلال أراضى الغير بالقوة، وكان يجب على إسرائيل أن تنسحب ولكنهم لم ينسحبوا من الأراضى المحتلة، وفى هذه الفترة كان يوم 8 أغسطس وكان الرئيس عبدالناصر يقضى فترة راحة فى الإسكندرية ففوجئ بوجود خلاف بين المقاومة الفلسطينية والأردنيين وكان الملك حسين فى ذلك الوقت هو ملك الأردن واتخذ إجراءات ضد الفلسطينيين فى الأردن حيث أطلق عليها فى ذلك الوقت مذبحة «أيلول الأسود»، وقام جمال عبدالناصر بالدعوة لمؤتمر القمة العربى يوم 25 سبتمبر 1970 ونجح مع عدد من الحكام العرب فى إنقاذ قادة المقاومة الفلسطينية فى الأردن وإيقاف هذه المعركة».
واستطرد:« بدأ الأمراء والملوك العرب فى العودة إلى بلادهم وكان آخرهم الأمير صباح السالم الصباح أمير الكويت وطالب الرئيس عبدالناصر من حوله بإحضار السيارة لأنه لا يستطيع أن يواصل السير وعند عودته إلى منزله ألقى التحية على زوجته ودخل لحجرته وعندما دخلت عليه وجدته فى النزع الأخير، ومن هنا نقول أن الرئيس جمال عبدالناصر صدق عندما كان يقول: (إنى لأعطى لهذا الوطن راضيًا وفخورًا حتى الحياة إلى آخر نفس فيها) وانتقلنا إلى مرحلة حكم الرئيس محمد أنور السادات» .
وأوضح : «فى عام 1970 كنا نتدرب على القناة وكان المدرب هو النقيب سامح سيف اليزل، وظلت التدريبات وحرب الاستنزاف مستمرة حتى انتصار أكتوبر 1973 ووجد الرئيس السادات بعد فض الاشتباك الأول وفض الاشتباك الثانى، أن هناك تراخيًا فى الحصول على حق مصر وعودة الأرض، فذهب إلى القدس فى زيارته الشهيرة ثم توقيع اتفاقية السلام، ورغم كل هذا كانت إسرائيل تراوغ فى الانسحاب من «طابا» وأصر الرئيس والقوات المسلحة والشعب على عودة طابا، ولجأنا إلى التحكيم القانونى والدولى وخضنا معركة قانونية بقيادة د. مفيد شهاب ولبيب يونان ورئيس المساحة العسكرية ونجحنا فى نهاية المطاف فى إثبات حق مصر فى طابا وتم تحرير كل حبة رمل من أرض سيناء الحبيبة».
وأردف: «أصبحت سيناء نقطة انطلاق اقتصادية قوية لوجود مشروعات البترول والثروة المعدنية، بالإضافة إلى الفوسفات والمنجنيز فى «أبو زنيمة» والفحم فى جبل المغارة ، والأسماك فى بحيرة البردويل والرمال السوداء والمنطقة الصناعية شرق بورسعيد وشرق التفريعة والمزارع السمكية والمناطق السياحة الدينية ومسار العائلة المقدسة وجبل الطور الذى تجلى عليه الله لسيدنا موسى وشجرة العليقة المباركة والسياحة الترفيهية فى رأس محمد وشرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا».
وأوضح أن تلاحم الشعب مع قواته المسلحة ومع قيادته السياسية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى أثمر عن مشروعات وطنية مثل الطرق وسهولة الوصول إلى المحافظات، متابعاً: «أقول أن القوات المسلحة معها شعب محب ورئيس مخلص ومصر آمنة بمشيئة الله سبحانه وتعالى».
وأضاف:» تسليح الجيش وقدرته ظهرت عندما أرادت بعض الدول الاقتراب من مكتسبات وثروات مصر، حيث كانت قواتنا المسلحة خير رادع لكل من تسول نفسه الأمارة بالسوء الاقتراب من سواحل أو حدود مصر«، ومضيفا: «وإلى كل أم مصرية أقول فى حرب 1973 قال لى والدى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )، فالأم والزوجة كانوا العامل الرئيسى فى تربية الأبناء أثناء وجود الزوج كمقاتل فى القوات المسلحة فتحية إلى جميع الأمهات».