الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأزهر منارة الوسطية

الأزهر منارة الوسطية
الأزهر منارة الوسطية




لا يختلف اثنان على مكانة مصر وقوتها فى العالمين العربى والإسلامي، ويعد الأزهر الشريف اهم قوى مصر الناعمة فهو حلقة الوصل بين جميع أبناء العالم الإسلامى فبه يدرس طلاب من أكثر من 110 دول، بخلاف بعثاته المنتشرة فى مختلف أنحاء العالم والتى تعد مرجعا هاما للمسلمين فى كل دولة.. على مدار 11 قرنا استطاع الأزهر ان يمثل قاعدة عالمية تمثل مرجعية دينية لأكثر من مليار مسلم حول العالم، واستطاع بفكره الوسطى ان يفتح أبوابا كثيرة للحوار مع كبرى المؤسسات الدينية حول العالم وعلى رأسها الفاتيكان وكنيسة كانتر بيرى، مما جعله محور اهتمام عالمى للتواصل.

الأزهر كان ولا يزال المؤسسة الوطنية العريقة التى تقف بجوار الوطن فى مختلف الظروف والأحوال، ولذلك كان دوره العالمى ظهيرا قويا وداعما للدولة المصرية.
الدكتور محمود الهوارى، من علماء الأزهر، كشف لـ «روزاليوسف» أن الأزهر الشريف من المؤسسات التى لها مكانة عالية وقوة ناعمة، وهو وإن كان مؤسسة مصرية وطنية من الطراز الأول إلا أنه عالمى الأثر بما له من تاريخ عريق، وأثر عميق، إذ أن الأزهر وهو بهذه العالمية لا يُذكر فى أى مكان إلا مقرونًا باسم مصر، ولشيخه مكانة مرموقة بين كل الدول ويحظى بحفاوة استقبال الملوك والرؤساء والسلاطين.
وتابع: «إن أزهر مصر موطن الشرف ولا شك، فالشرف فى تاريخ البشرية مقرون بمؤسسات بعينها، هى الكعبة المشرفة والقدس الشريف ثم الأزهر الشريف، ناهيك عن لقب الإمام الأكبر فهو حصرى على شيخ الأزهر فقط دون غيره من رجال الدين فى أى بقعة فى الأرض..وتيمنا وتبركا بهذه المؤسسة العريقة تطلق كثير من الدول اسم الأزهر على الشوارع والمحال التجارية والحدائق العامة وحتى على الأشخاص أحيانا.
تكمن قوة الأزهر الناعمة، كما يوضح الهوارى، فيما ينشره من علم؛ فبسبب الأزهر الشريف صدّرت مصر علوم الدين السمح إلى معظم دول العالم، حتى للدولة التى بُعث فيها نبى الإسلام (صلى الله عليه وسلم)، كما تكمن قوة الأزهر الناعمة فى سفرائه الذين يتلقون علومه فى كلياته وأروقته على أيدى رجاله ومشايخه، ثم يرجعون إلى بلادهم مبلغين ومعلمين، ففى الأزهر الشريف يتعلم طلاب من أكثر من مائة دولة ويتخرج فيه سنويا آلاف يعودون إلى بلادهم عاشقين لمصر معترفين بفضلها عليهم، فكم خرج الأزهر من هؤلاء المحبين على هذا المدى الزمنى العريض؟ إنهم الملايين.
واختتم تصريحاته قائلاً:» كم نشاهد الأزهر ورجاله وهم يمدون أيديهم للدنيا، إعمارًا وصيانة، وتوجيها، حتى إن دول العالم لتنادى الأزهر ليقينها فى أثره الجميل فى تربية النفوس على التعايش وآدابه، وكلامه الفصل الذى يفضح تيارات العنف والتطرف والغلو، وتأمل زيارات رؤساء العالم له فى مصر، واستقبالهم لرجاله خارجها! ومن حق كل مصرى أن يفخر بالأزهر، بمصريته وعالمية رسالته، ولو لم يكن أزهريا.
وعن قوة الأزهر ودوره وتأثيره على المسلمين بالخارج، أكد د. حسان موسى رئيس الوقف السويدى للحوار والمتحدث باسم المؤتمر الإسلامى الأوروبي، ان الأزهر الشريف من المؤسسات الشامخة فى بنائها وفكرها وريادتها، وكلما ذكر الأزهر ذكرت مصر، وهو من المؤسسات ذات البعد الروحى والعلمى والشرعى والدينى فلها إشعاع دينى خاصة فى الغرب لا ينكر ذلك إلا حاسد فشيخها ينظر إليه كرمز وشيخ للإسلام والمسلمين يعد مرجعًا فى الفتوى وكذلك فى التوجيه والإرشاد والجانب الروحى والإشعاع الفكري.
 وأشار موسى إلى أن الأزهر من خلال مبعوثيه ومبتعثيه يصنع مناخا يسود فيه قيم التسامح والتعايش والحوار والقبول بالآخر بين مكونات الجاليات المسلمة على اختلاف اجناسهم، لافتا إلى أن الأزهر استطاع ان يضع له بصمة فى كثير من المواقف التى تهم الأقليات المسلمة خاصة فى موضوع العداء للإسلام، والإساءة للرموز والمقدسات الدينية وبخاصة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واستطرد حسان: «إن الأزهر تبقى كلمته مسموعة عند صانع القرار، كما تبقى كلمته مسموعة عند ابناء الأقليات المسلمة فى الغرب، وبمكانته وتاريخه وعمقه الجغرافى والروحى والدينى يبقى مهوى كثير لطلاب العلم والباحثين عن الحقيقة والتحقق من سمحاة الإسلام وتسامحه، فالأزهر هو قبلة للعلماء والمتعلمين وقبلة لناهلى المعرفة، حيث أصبح رمزا من رموز الإسلام، واصبحت لمصر تأثير كبير من الجانب الدينى بوجود الأزهر، حيث يقوده علماء أجلاء، وسيبقى مشعل هداية فى هذه الظلمات التى ينتشر الفكر الإرهابى والعداء للإسلام، وسيظل منارة الإشعاع وإشعاعه إضاءة لهذا الكون.
الشيخ عبد الحميد متولى رئيس المجلس الأعلى للأئمة فى البرازيل شدد على ان الأزهر له فضل كبير على مسلمى البرازيل، ولذلك فكلمته مسموعة لديهم، حيث وضع أسس الفهم السليم للدين من خلال بعثاته الدعوية، التى مثلت صمام أمان حفظ الله به البرازيل من سموم الإرهاب والفكر المتطرف.
وأضاف ان مسلمى البرازيل يدينون باالفضل لمصر وأزهرها حيث تأسست الجالية المسلمة فى البرازيل منذ 17 عامام على المنهج الأزهرى، وعرفت من خلاله المنهج الصحيح، فلايوجد لدينا فى البرازيل خلافات أو جماعات دينية بفضل الأزهر ومنهجه.