الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بنت الشاطئ.. نصيرة المرأة

أبرز مواقفها ضد التفسير العصرى للقرآن.. ودعمها لتعليم المرأة

 



تمر هذه الأيام الذكرى الثامنة عشرة لرحيل الدكتورة عائشة محمد على عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطئ 6 نوفمبر 1913 -1 ديسمبر 1998)، مفكرة وكاتبة مصرية، وأستاذة جامعية وباحثة. هى أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أوائل من اشتغلن بالصحافة فى مصر. بدأت تعليمها عند كتّاب القرية فحفظت القرآن الكريم ثم أرادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت فى السابعة من العمر، ولكن والدها رفض ذلك بسبب تقاليد الأسرة التى تأبى خروج البنات من المنزل والذهاب إلى المدرسة؛ ولهذا السبب اضطرت أن تتلقى تعليمها بالمنزل وقد بدأ يظهر تفوقها ونبوغها فى تلك المرحلة عندما كانت تتقدم للامتحان فتفوقت على زميلاتها بالرغم من أنها كانت تدرس بالمنزل. حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 وقد كان ترتيبها الأولى على القطر المصري، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعدها التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1939 م وكان ذلك بمساعدة والدتها، حيث كان والدها يأبى ذهابها للجامعة، وقد ألّفت كتابا بعنوان الريف المصرى فى عامها الثانى بالجامعة، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941 م كانت عائشة عبد الرحمن تحب أن تكتب مقالاتها باسم مستعار؛ فاختارت لقب بنت الشاطئ لأنه كان ينتمى إلى حياتها الأولى على شواطئ دمياط والتى ولدت بها، حتى توثق العلاقة بينها وبين القراء وبين مقالاتها والتى كانت تكتبها فى جريدة الأهرام وخوفاً من إثارة حفيظة والدها كانت توقع باسم بنت الشاطئ أى شاطئ دمياط الذى عشقته فى طفولتها منذ كانت طفلة صغيرة على شاطئ النيل فى دمياط استطاعت بنت الشاطئ عائشة عبد الرحمن أن تتدرج بالمناصب وواصلت مسيرتها العلمية حتى نالت رسالة الدكتوراه عام 1950م وناقشها عميد الأدب العربى د. طه حسين. تمكنت عائشة من أن تشغل وظيفة أستاذ للتفسير والدراسات العليا فى كلية الشريعة بجامعة القرويين فى المغرب، وأستاذ كرسى اللغة العربية وآدابها فى جامعة عين شمس بمصر، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان 1967م , والخرطوم والجزائر 1968م، وبيروت 1972م، وجامعة الإمارات 1981م وكلية التربية للبنات فى الرياض 1975- 1983م. بدأت النشر منذ كان سنها 18 سنة فى مجلة النهضة النسائية، وبعدها بعامين بدأت الكتابة فى جريدة الأهرام فكانت ثانى امرأة تكتب بها بعد الأديبة مى زيادة. كان لها مقال طويل أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نشر بالأهرام يوم 26 نوفمبر 1998. كان أبرز مواقفها ضد التفسير العصرى للقرآن الكريم ذودًا عن التراث، ودعمها لتعليم المرأة واحترامها بمنطق إسلامى وحجة فقهية أصولية دون طنطنة نسوية، وموقفها الشهير من البهائية وكتابتها عن علاقة البهائية بالصهيونية العالمية. تركت بنت الشاطئ وراءها أكثر من أربعين كتاباً فى الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، وأبرز مؤلفاتها هي: التفسير البيانى للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات. ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمعري، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة فى المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: على الجسر: سيرة ذاتية، سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولى بأسلوبها الأدبي كان الشيخ أمين الخولى يدّرس علوم القرآن لطلاب كلية الآداب عام 1936، وكانت عائشة عبد الرحمن من الطالبات اللائى يستمعن لدرس الأستاذ، واقترح الشيخ الخولى على الطلاب أن يقوموا بعمل أبحاث فى موضوعات بعينها حددها لهم فى علوم القرآن، وتعجلت عائشة واختارت موضوع نزول القرآن مزهوة مغرورة بما حصّلت على يد أبيها، وفى مكتبته الزاخرة، حتى إنها لم تطلب لإتمام إنجازه إلا يوماً واحداً، أو بعض يوم، وكانت المواجهة، وكان اللقاء الذى كفكف فيه الشيخ من غلواء غرورها، ووضع فيه خطاها على أول الطريق الصحيح، طريق القراءة المنهجية الواعية التى تفرق بين مصادر الموضوع ومراجعه، وتعرف كيف تستطيع أن تستخدم هذه وتلك فى خدمة موضوعها. ومن أبرز مواقفها دعمها لحقوق المرأة فى التعليم والحقوق والواجبات. وتركت بنت الشاطئ عشرات المؤلفات فى العديد من فروع العلم اللغوية والأدبية والفقهية والتاريخية منها : التفسير البيانى للقرآن الكريم ، القرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، وفى مجال التحقيق قدمت : الخنساء شاعرة العرب الأولى، مقدمة فى المنهج، وقيم جديدة فى الأدب العربى .وكتاب « بطلة كربلاء « عن السيدة زينب بنت على بن أبى طالب .وسكينة بنت الحسين، مع المصطفى، أم الرسول محمد .. آمنة بنت وهب .رحلة فى جزيرة العرب،أرض المعجزات، أعداء البشر . وكتابها « على الجسر .. بين الحياة والموت ) الذى يعد سيرة ذاتية حقيقية لها وكتبته بأسلوب أدبى مشوق . وقد حصلت على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية من مصر عام 1978، وجائزة الأدب من الكويت 1988،وجائزة الملك فيصل العالمية فى الآداب 1994 . وقد انتقلت إلى جوار ربها يوم الثلاثاء 11 شعبان 1419 هـ - أول ديسمبر 1998 عن عمر يناهز 86 عاما بعد رحلة حافلة بالعطاء العلمى فى الدراسات العربية عامة.