الحقن المجهرى حلم الأمومة

يعد الحقن المجهرى أو التلقيح المجهرى كما يطلق عليه (Intracytoplasmic sperm injection)، أحد أكبر الفتوحات العلمية التى أنعم الله بها على البشرية، حيث يمثل بابا كبيرا لحلم الأمومة ويعد حلا لمشكلة عدم الإنجاب، خاصة مع التقدم العلمى وارتفاع نسبة نجاحه نظرا للتقنيات التى طرأت على أسلوب التعامل مع الأجنة الملقحة كما يعد أحد أشهر العمليات التى انتشرت فى الفترة الأخيرة ،وقد سبقه فى الطريق العلمى و البحثى و العملى أطفال الأنابيب والتى كانت بدايتها فى مصر عام 1986م ثم عكف العلماء على تطوير البحث فى جانب حل مشاكل تأخر الإنجاب وصولا لما هو موجود الآن  من تقنيات الحقن المجهرى الحديثة. حيث يلجأ الزوجان للحقن المجهرى إذا مر على زواجهما أكثر من 5 سنوات من دون حدوث حمل رغم تلقى العلاج التقليدى والمتابعة أو فى حالة وجود أحد الأسباب أو المشكلات التالى ذكرها والتى تحتاج للتدخل بالحقن المجهرى مع محاولة علاج المشكلات قبلها جراحيا أو دوائيا تبعا للمشكلة المسبببة لتأخر الإنجاب  فى هذه الحالة أحيانا يتم اتخاذ قرار الحقن المجهرى فى مدة أقل من المذكورة سلفا. والحقن المجهرى هو أحد أنواع عمليات التلقيح الاصطناعى خارج الجسم، حيث  تُجمَعُ البويضات من الزوجة والحيوانات المنوية من الزوج ثمّ يتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة فى كل بويضة باستخدام إبرة رفيعة وهناك أسباب مختلفة تضطر فيها السيدات لإجراء عملية الحقن المجهرى وهى: 1: انسداد قناة فالوب، وهى عبارة عن أنابيب تصل المبيض بالرحم وفيها تحدث عملية الإخصاب. 2: قلة عدد الحيوانات المنوية عند الرجال. 3: بطانة الرحم المهاجرة من الأمراض المنتشرة بين النساء وتؤثر على الحمل لذلك ينصح بإجراء عملية الحقن المجهرى. 4: تكيس المبايض وهى مشكلة منتشرة بين السيدات وليست بقليلة وتتفاوت درجتها وطرق علاجها لعلاج تأخر الحمل حتى يكون العلاج عن طريق تنشيط التبويض أو إجراء عملية الحقن المجهرى. 5: تقدم سن الزوجة مع الرغبة فى الإنجاب. وتختلف نسب النجاح من حالة لأخرى تبعا لاختلاف الأسباب، ولكن توجد أسباب أخرى قد يلجأ الزوجان فيها لطلب حل الحقن المجهرى وهى أسباب تعد أقل شيوعا من السالف ذكرها والتى تعد الأسباب الأساسية و الأكثر شيوعا ، ومن هذه الأسباب الأخرى: ■ رغبة الزوجين فى فحص الأجنة فحصاً وراثياً لاستبعاد بعض الأمراض الوراثية، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر مرض أنيميا الخلايا المنجلية ■ رغبة الزوجين فى تحديد جنس المولود، وفى هذه الحالة يكون الحقن المجهرى وسيلة لمساعدة الزوجين على إنجاب ذكر أو أنثى حسب رغبتهما عن طريق فحص الأجنة قبل عملية نقل الأجنة. ويتم الحقن المجهرى على عدة خطوات بعد استكمال الفحوصات المعملية والأشعة اللازمة  لتحديد سبب العقم واتخاذ قرار الحقن، حيث يبدأ تحضير الزوجة للحقن المجهرى أول يوم أو ثانى يوم من الدورة الشهرية حيث يتم إيقاف الدورة بإعطاء الزوجة سلسلة من الأدوية الهرمونية التى تعمل على إبطاء أو إيقاف مؤقت لعمل الغدة النخامية والدرقية حيث تعمل هذه الأدوية على إنجاب عشر بويضات على الأقل ذلك لزيادة فرص الإنجاب وتساعد هذه الأدوية البويضات المنتجة على النضوج وذلك قبل القيام بحفظها فى حاضنات خاصة تحت درجة حرارة 37 درجة مئوية ورطوبة 98 فى المائة وتتم تغذيتها معمليا.. أما بالسبة للزوج  فيتم أخذ عينات من الحيوانات المنوية واختيار الحية منها وفى حالة وجود أسباب أخرى للعقم لدى الزوج يتم سحب العينات من البربخ أو من الخصيتين. ثم يتم التلقيح بتحديد حيوان منوى واحد لكل بويضة ثم تحفظ فى حاضنة حتى تنقسم لعدة خلايا مكونة الجنين الذى يتم إعادته إلى رحم الأم  ولكن  يجب أن يعلم الزوجان أن الحقن المجهرى ليس وسيلة أكيدة للحمل، لأن نسب الحمل فى حدود 50%، وتبقى مشيئة الله عز وجل فوق كل شىء.