الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

معركة الشرطة والشعب ضد الاحتلال البريطانى

ما أشبه اليوم بالبارحة وكأن التاريخ يعيد نفسه وكأن ضباط وقيادات الشرطة منذ سنة ٢٠١١ هم ورثة فؤاد سراج الدين باشا واللواء أحمد رائف واليوزباشى مصطفى رفعت أو أقربائهم من الدرجة الأولى، حيث كافحت الداخلية فى ٢٥ يناير ١٩٥٢ ضد المستعمر البريطانى ورفضت تسليم مبنى قسم شرطة الإسماعيلية وقاتلت بشرف حتى نفاذ آخر طلقة من بنادقهم المتواضعة حتى أصبح يوم ٢٥ يناير هو عيد للشرطة تخليدًا لبطولتهم واستشهاد ٥٠ من خيرة جنود الأرض ، وكأن التاريخ يعيد نفسه حيث تواصل وزارة الداخلية بطولاتها والدفاع عن أرض الوطن ودخول معارك واستشهاد المئات من أبطال الشرطة فى نفس يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ الذى هو يوم عيدها الذى خلده التاريخ ولكن هذه المرة لم تكن مع المستعمر البريطانى ولكن مع الجماعة الإرهابية جماعة الشر الملقبة بالإخوان المسلمين فمنذ ٢٥ يناير ٢٠١١ وما بعدها بيومين أخذ الضباط عهدًا على أنفسهم ألا يتركوا البلد والشعب المصرى والمنشآت فريسة فى يد الجماعة الإرهابية وبدأت حرب فعلية فى جميع الاتجاهات وبجميع أنواع الأسلحة والمتفجرات بين أبطال الداخلية ومنتخب إرهاب العالم وأقسم ضباط الداخلية وقياداتهم على عودة الأمن والأمان الى المواطن المصرى ورغم حالات الاستشهاد لقيادات وضباط ومجندين وأفراد من الداخلية إلا أن الضباط الأبطال أعادوا الأمن وكشفوا وقتلوا الخلايا الإرهابية والقوا بقيادات الإرهابية خلف الأسوار للمحاكمة حتى انحصر الإرهاب واختفى وكان الثمن دماء خير جنود الارض. فى عام ١٩٥٢ تحديدا فى شهر يناير ازدادت الاعمال التخربية والانشطة الفدائية من جانب رجال الشرطة والمواطنين ضد الاستعمار البريطانى ووصلت قمة التوتر ذروتها عندما نقل الفدائيون مسرح العمليات وأعمال التخريب والأنشطة الفدائية الى معسكراتهم وجنودهم وضباطهم فى منطقة القنال حيث تكبد المستعمر البريطانى خسائر فادحة نتيجة العمليات الفدائية، وتضامن العمال المصريون الأبطال مع الفدائيين والشرطة وامتنعوا عن العمل فى معسكرات الاستعمار وانسحبوا من معسكرات الإنجليز مما جعل وضع القوات البريطانية فى منطقة القناة لا يرثى له  وقتها أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين فى ترك عملهم للمشاركة فى الكفاح الوطنى سجل أكثر 91572 عاملاً أسماءهم فى الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951 - كما توقف المتعهدون عن توريد الخضروات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة 80 ألف جندى وضابط بريطانى مما تسبب فى حالة جنون لقادة الاستعمار.  «كيف أصبح ٢٥ يناير عيدًا للشرطة» صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة «البريجادير إكسهام» ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارًا يدا بيد بأن تسلم قوات «الشرطة» المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتنسحب عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فى منطقة القنال وقتها ظهر المعدن المصرى وحب الوطن وعدم الانصياع لرغبات محتل، ورفضت المحافظة الإنذار البريطانى وأبلغته إلى وزير الداخلية «فؤاد سراج الدين باشا» الذى أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام. فقد القائد البريطانى فى القناة أعصابه فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم بوليس «شرطة» الاسماعيلية لنفس الدعوى بعد أن أرسل إنذارًا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره، غير أن ضباط وجنود البوليس «الشرطة» رفضوا قبول هذا الإنذار مما جعل الاستعمار يوجه دباباته ومدافعه وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت على الساعة الكاملة، ولم تكن قوات البوليس «الشرطة» مسلحة بشىء سوى البنادق العادية القديمة والقلب الفولاذ وحب الوطن والعزيمة والإصرار.