الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حافظنا على وحدة النسيج السورى ورغبتنا فى الانفصال اتهامات باطلة تروجها تركيا

مظلوم عبدى قائد قوات سوريا الديمقراطية: مشروعنا تعددى يشارك فيه كل السوريين

كشف الجنرال مظلوم عبدى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، خلال حواره معنا الذى سننشره على حلقتين، العديد من الملفات المهمة أبرزها الحرب مع داعش وكيفية السيطرة عليها والقبض على ما يقرب من 12 ألف داعشى، إلى جانب كشف المخططات التركية ودعمها للإرهاب من أجل سيطرتها على الدول العربية والإسلامية وفتح الطريق أمام إقامة خلافة جديدة على نهج الخلافة العثمانية. سنتعرف خلال الجزء الأول من الحوار على مواجهة داعش وكيفية إدارة الأمور بعد القبض على كل هذا الكم الهائل والتعرف على رأيه فى الدور المصرى بالمنطقة، بينما سنخصص الجزء الثانى من الحوار لكشف المخطط الإرهابى التركى فى دعم داعش. وإلى نص الحوار.. ■ من هو مظلوم عبدى؟



- أنا من مدينة كوبانى الكردية، ودرست الهندسة المعمارية فى جامعة حلب، منذ أيام الدراسة شاركت فى العمل السياسى كناشط سياسى كردي، وأسست مع رفاقى فى 2003 حزب الاتحاد الديمقراطى مع بداية الأزمة السورية، كجزء من استعداداتنا للتعامل مع المستجدات التى ستحدث فى سوريا فى ذلك الوقت، كما أسست مع رفاقى فى عام 2011 حركة المجتمع الديمقراطي، ومع ظهور بوادر الحرب الأهلية فى سوريا، قمت مع مجموعة من رفاقى بتأسيس وحدات حماية الشعب، لحماية المنطقة الكردية بشكل خاص، ومناطق شمال شرق سوريا بشكل عام، وتحولت وحدات حماية الشعب بمشاركة من المكونات الأخرى من القادة العرب والسوريين الآشوريين عام 2015 إلى القوات السورية الديمقراطية ومستمرة حتى الآن.

■ ما ملامح المشروع التى تقوده قوات سوريا الديمقراطية؟

- مشروعنا ديمقراطى تعددى تشاركى يشارك فيه جميع مكونات الشعب السورى بجميع قومياته، فى بداية الأحداث وجدنا أن الوضع فى سوريا، جعل المجتمع السورى بشكل عام ينقسم على أساس طائفى وقومي، بدعم من القوى الإقليمية الموجودة مع مرور الزمن لاحظنا أن الأحداث فى سوريا تأخذ هذا المنحى الطائفى والقومي، وأصبح مقياس القوة يعتمد على الطائفية والقومية، ونحن اتخذنا قرارا ألا نكون جزءا من هذا الخطاب القومى ولا من الخطاب الطائفى والتطرف الديني، ولهذا أخذنا منحى ىخر وأسميناه الطريق الثالث، وهو الطريق الديمقراطى التعددى التشاركى ليشمل جميع السوريين، ولهذا أقول لك المشروع مشروع ديمقراطى تعددى تشارك الإدارة فيه أهل المنطقة الذين يقومون بإدارة مناطقهم عن طريق الديمقراطية مباشرة بالمشاركة العملية فى الإدارات فى جميع المؤسسات الإدارية والسياسية والعسكرية، وأصبحت قوات سوريا الديمقراطية القوة الوحيدة فى سوريا التى لا تعتمد على الأرضية الطائفية والأرضية القومية، وجميع مكونات المنطقة شاركوا فى قوات سوريا الديمقراطية ضد الهجمات الإرهابية والتدخلات الخارجية وهجمات داعش على المنطقة، وأستطيع أن أقول أن دماء السوريين بجميع مكوناتهم العرب والكرد والاشوريين والتركمان امتزجت فى قوات سوريا الديمقراطية، وشكلت أرضية حقيقية لمشروع ديمقراطى يضمن وحدة سوريا بكافة مكوناتها.

■ هل هذا التحرك سببه وجود فراغ فى المنطقة؟

- نظام الحماية فشل فى حماية هذه المنطقة من الهجمات الإرهابية سواء كان من الإخوان المسلمين وما كان يسمى فى ذلك الوقت بالجيش الحر أو النصرة أو حتى تنظيم داعش، وترك أهالى المنطقة يواجهون مصيرهم بأنفسهم؛ ولهذا جهزنا استعداداتنا لهذه اللحظة، وكانت قراءتنا للأحداث فى سوريا قراءة موضوعية وصحيحة، توقعنا أن تندلع حرب أهلية فى سوريا، كما تنبأنا بحدوث تدخلات إقليمية خارجية مباشرة بشكل خاص من قبل تركيا، ولهذا عندما كنا نمارس العمل السياسى فى بداية 2011 وحتى قبل ذلك قمنا باستعداداتنا العسكرية بتدريب شبابنا وتجهيزهم لهذه المرحلة، ولهذا عندما بدأت الحرب الأهلية فى هذه المنطقة كنا مستعدين لها، وعندما انسحبت قوات الحكومة السورية من هذه المنطقة كنا مستعدين لملء هذا الفراغ بشكل فوري.

■ ما هى قصة داعش وكيف دخل هؤلاء لسوريا وكيف حاربتم ودحرتم وسجنتم هؤلاء؟

- فى بداية ظهور داعش عام 2014 عندما حدث الانشقاق بينها وبين تنظيم النصرة فى الأراضى السورية بشكل عام، لم يتجرأ أحد فى سوريا من الحكومة أو المعارضة والقوات المسلحة الموجودة فى سوريا على محاربة التنظيم الداعشى الذى كان قوة صغيرة وحديثًا وكان يمكن القضاء عليه فى حينه، وأتذكر خطاب أبو بكر البغدادى الذى هدد فيه جميع الموجودين فى سوريا، وظهر فى تسجيل إعلامى فى 2014 قال خلاله:»نحن موجودون هنا، ونعمل على نشر الشريعة الإسلامية فى كل أرجاء سوريا، ولن نقاتل من لا يقاتلنا ولكن سنقاتل من يتعرض لنا»، ومع الأسف رضخ الجميع فى الحكومة السورية لتهديده، ولم يتجرأ أحد على التعرض لمقاتلى داعش مما أعطاه فرصة كبيرة وفراغا يتمدد فيه فى جميع أرجاء سوريا من دون أن يحارب، وعندما أصبح قوة كبيرة وأصبح يهدد وجود الفصائل الأخرى، حاولت بعض القوى كما حدث فى دير الزور والرقة وأماكن أخرى التعرض لتنظيم داعش، ولكنهم لم يفعلوا شيئًا، واستطاعت داعش السيطرة على هذه المناطق من دون قتال كما سيطرت على بعض المناطق التى كانت تحت سيطرة القوات الحكومية، ولكن عندما وصل تنظيم داعش إلى مناطقنا هنا فى الجزيرة وكوبانى وغيرها من المناطق تعرضنا لهم وجابهناهم بكل قوة، وقلنا لهم أن هنا ليست مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية، ولا القوات الحكومة السورية، ذاك الوقت لم يكن موجودا قوات سوريا الديمقراطية كان هناك وحدات حماية الشعب، وأكدنا لهم أننا لن نسمح لهم بدخول هذه المناطق لا عسكريًا ولا إداريًا ولا شرعيًا، ولهذا كانت أول مجابهة على الأراضى السورية بين تنظيم داعش وتنظيما آخر كان وحدات حماية الشعب هنا فى الجزيرة فى بلدة الجزعة عندما دخلوها دون موافقتنا. اتخذنا قرارًا استراتيجيًا يتطلب جرأة كبيرة لقتال تنظيم داعش فى ذلك الوقت عندما كان يجتاح الدول لم يكن قرارا سهلا جدا، ولكن نحن فى قيادة وحدات حماية الشعب فى ذلك الوقت أعطيناهم مهلة زمنية محددة للخروج من الجزعة، ولكنهم لم يلتزموا بذلك، فتحركنا وحررنا تلك البلدة وكانت أول بلدة فى سوريا يتم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش فى ذلك الوقت فى فبراير 2014 فى منطقة الجزيرة، وتمادى فى هجومه على المنطقة، هناك أيضا تحركنا وتحركت قواتنا وكانت هى الحركة الثانية فى سوريا ضد داعش تحركنا لنصرة أهلنا الموجودين فى سنجار، وكانت هى معركة إنسانية كبيرة بيننا وبين تنظيم داعش حتى هذا الوقت لم يكن هناك أى اشتباك بين أى قوة فى سورية وبين أى جهة وبين داعش، داعش كانت تتمدد والعالم يتفرجون وكانوا ينسحبون إذا لم يكن هناك أى قتال كان الجميع ملتزمين بالتهديد الذى أطلقه أبو بكر البغدادى لا تقاتلوننا وسوف لا نقاتلكم ولم يقاتلهم أحد، وعندما أصبحت معركة كوبانى على الأبواب أرسلت لنا تنظيم داعش رسالة عبر وسطاء عبر الأهالى الموجودين هنا، هى نفس الرسالة التى كانوا يرسلونها للآخرين، قالوا إننا نريد أن ندخل كوبانى من دون قتال، أنتم فقط اعترفوا بالخلافة الإسلامية، ارفعوا هذا العلم الأسود علم الخلافة على مدينة كوبانى وأنتم كأكراد كل حقوقكم محفوظة، نحن لا نشبه الحكومات التى تحتل كردستان ومنطقتنا نحن دولة إسلامية لا يوجد فرق بين عربى وأعجمى إلا بالتقوى، أنتم الأكراد لكم الحق فى ممارسة الحقوق الثقافية والسياسية بشرط أن نبايع الخلافة الإسلامية، ونرفع العلم الأسود، ولكن نحن رفضنا ذلك، وقلنا نحن إذا كان هناك الحرب فنحن لها سنكون، وكانت معركة كوباني.

■ كيف تتعاملون مع معسكرات وسجون داعش وكيف تديرون هذه المنظومة وما نهاية الفيلم الداعشي؟

- لدينا مجموعات كبيرة من المعتقلين الدواعش وعائلاتهم، وكل يوم لدينا عمليات مداهمة لأوكار داعش بكل المناطق، أكثر من 12 ألف مقاتل موجودين القسم الأكبر منهم سوريون ومنهم قسم المجموعة الثانية العراقيون، ولدينا مجموعة كبيرة من الأجانب الموجودين هناك تقريبا نحو ألفي أجنبي، هؤلاء السوريون نتواصل مع العشائر مع وجهاء المنطقة لتسليمهم وتسوية أوضاعهم، ولكن هناك أعداد كبيرة وعائلاتهم أيضا لدينا معسكرات عديدة تضم عائلة هؤلاء الدواعش فى معسكرات تخص المهاجرين الأجانب، فى معسكرات تخص السوريين فى معسكرات، بشكل عام عدد الموجودين فى المخيمات يتجاوز 100 ألف بجميع الأماكن، من عراقيين لدينا حوالى ستين ألف نازح عراقي، بالنسبة لنا كإدارة ذاتية فى شمال شرق سوريا الديموقراطية، كان الأمر صعبا جدا وكان علينا اتخاذ قرار صعب جدا بقبول هؤلاء. كأسرى معتقلين لدينا، لم يكن هناك أى دعم جدى من القوى والمنظمات الدولية؛ لأن هذه المنطقة الأمم المتحدة تدعمها دعم ضعيف جدا، ودول التحالف لديها جهود فى احتواء هذه المشكلة، ولكن أيضا غير كافية إلى حد بعيد، كان علينا اتخاذ قرار صعب جدا؛ لأنه لم يكن يتواجد لدينا بنية تحتية للسجون يمكنها استيعاب هذا العدد الكبير من المعتقلين، ولكن مع ذلك كنا مضطرين أن نأخذ قرارا استراتيجيا وصعبا، للاحتفاظ بهؤلاء المعتقلين لدينا لم يكن من المعقول أن نترك هؤلاء يخرجون، طلبنا من بعض الدول بالاستلام مجموعة كبيرة من المقاتلين، قالوا لنا بأن البنى التحتية لدينا ليست هذه الدول، طلبنا منهم أن يستلموا بعض عائلات هؤلاء المعتقلين، قانون البنية التحتية لدينا ليست كافية، لأنه لا يوجد لدينا مخيمات، فطلبنا منهم استلام المعتقلين قالوا السجون غير كافية ، بعضهم اشترط علينا. استلام بعض المقاتلين من دون عائلاتهم بحجة كانت عدم وجود الإمكانيات، ولكن مع ذلك قمنا باتخاذ قرارات صعبة جدا وما زلنا نحتفظ بهؤلاء المعتقلين بالرغم من كل شيء، قسم من ميزانية قوات سوريا الديمقراطية تذهب إلى الملفين ملف المعتقلين وملف المخيمات، وهذا أمر صعب جدا علينا مع الأسف دعم المنظمات الدولية ودول التحالف به قصور كبير فى هذا المجال،

■ ألا يمكن لكم أن تقيموا محاكمات هنا وفق منظومة من الاتفاقات أو التفاهمات للقانون الدولى طالما رفضت الدول استقبال واستلام ذويهم؟

- كثير من الدول تطلب ذلك ولكن بعض الجهات تعمل على هذا الملف، بالطبع يجب أن يكون محكمات دولية تتبنى من قبل المؤسسات الدولية وتلتزم بنتائج هذه المحاكمات، الجهود مستمرة فى هذا المجال ولكن ما زلنا بعيدين عن تحقيق النتيجة التى نحن نطلبها، والآن لدينا واقع موجود عشرة آلاف معتقل وعائلاتهم موجودة لدينا، وهناك دعم جزئى من المجتمع الدولى لاحتواء هذا الملف ولكن غير كاف جدا، ويجب على الجميع أن يقوم بواجباتهم فى هذا المجال حتى يتم الوصول إلى حل نهائى لهذا الملف ملف المعتقلين وعائلاتهم، يجب على هذه الدول أن تقوم بالتزاماتها فى دعم البنية التحتية للاحتفاظ بهؤلاء، وكذلك إذا كانوا غير مستعدين لاستقبال أو استقبال المقاتلين الذين ينتمون إلى بلدانهم يجب عليهم أن يقومون بتقديم الدعم، وتبنى المحاكمات على أراضيهم.

■ بعدما وضعتم أيديكم على اثنى عشر ألف داعشي، فهل استطعتم الحصول منهم على معلومات جديدة تفيد فى عدم تكرار هذه التجربة مرة أخرى؟

- بالطبع حصلنا على كنز من المعلومات منهم لدينا قضاة وهم أعضاء مجلس الشورى لداعش موجودين معتقلين لدينا، قيادات داعش العليا المساعدين لـ أبو بكر البغدادي، ولدينا القادة الميدانيون لدينا الأجانب ولدينا السورية، وأصبحنا نعرف كيف عملوا وكيف تمددوا، وكيف ينظمون أمورهم، فى هذه الفترة استطعنا أن نحصل على معلومات كثيرة ساعدتنا فى إيجاد مستودعات الأسلحة التى كانوا يخبئونها، استطعنا أن نفشل العمليات التى كانوا يريدون القيام بها فى المرحلة الجديدة، استطعنا إفشال بعض العمليات كانوا يريدون القيام بها فى أوروبا وفى دول أخرى فى الخارج، وهذه المعلومات شاركنا مع الاستخبارات وأستطيع أن أقول فى هذا المجال قمنا بعمل كبير، واستطعنا أن نحصل على النتيجة المرجوة ولكن العمل الأساسي هو العمل على إيجاد تدابير فكرية عقائدية تنظيمية لمنع تمدد داعش من جديد وهذا ما نعمل عليه، محاربة داعش لم تكن فقط من الناحية العسكرية فالداعشى هو محصلة لفكر ثقافى ومسألة عقائدية لديهم عقائد يؤمنون فيها ويبذلون كل جهدهم من أجل تحقيقها، والنتيجة الأساسية التى نحاول الآن الوصول إليها إيجاد نظام من العمل يستطيع إيجاد تدابير تمنع ظهور داعش من جديد فكريا وعقائديا حتى تنظيميًا، ونحاول إعادة تأهيل بعض منهم.

■ هل يمكن أن يتم تأهيل البعض منهم أم أن يعود مرة أخرى؟

- سنحاول تأهيل الأطفال منهم ؛ لأن داعش لديه أشبال الخلافة عمرهم أقل من أربع عشرة سنة كانوا يقومون بأعمال انتحارية وأعمال قتالية كبيرة، والآن نحاول إعادة تأهيل قسم منهم لدينا معسكر يوجد فيه عشرات منهم وأظن حصلنا على بعض النتائج من خلال إعادة تأهيلهم فى هذا المجال، وبرغم أنهم كانوا بعمر الأطفال ولكن تنظيم داعش كان يعتمد عليهم بشكل أساسى فى كثير من العمليات الانتحارية،وعمليات الاقتحام العسكرى كان يقوم بها أطفال أقل من 14 سنة، وكانوا تنظيما أساسيا وقويا فى الحرب، وكانوا يقاتلون فى المقدمة؛ لأن الأطفال كانوا يؤمنون أكثر من الجميع من الكبار بعدالة قضيتهم.