أهم الكتب

كعادة كل عام تدخر دور النشر افضل ما لديها من كتب لاطلاقها بمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يقام نهاية شهر يناير من كل عام والذى يوازى اجازة نصف العام  وفى تقريرنا نلقى الضوء على اهم هذه الاصدارات تباعا   

عن دار ايبيدى للكاتب فريد عبدالعظيم  يوميات رجل يركض  يقول فى مجتوء منها ( كنت أظن نعتَ أبى لمايكل بالمسيحى سُبَّةً، مجرد كلمة تعبر عن غضبه منه، ظننتها كالمحتال أو اللص، الداعر أو المرتشي، قلت فى سرى للرجل كل العذر؛ يجب أن يغضب، صديق سمين وافر الطول يهرب طفله إلى بيته ليشاهد التليفزيون، والله يعلم ما يفعلانه غير ذلك، من الطبيعى أن يقلق، يُعنف ويسب ويبصق أيضًا، مع الوقت عرفت أن الكلمة تعنى شيئا آخر لم أكن أعرفه من قبل، دين، عقيدة، شيءٌ يدعو إلى الاختلاف لا الوفاق، الفرقة لا الاجتماع. فهمت أن دين الأقلية فى مجتمعنا عار، إثم يحملونه على أكتافهم طوال العمر، المدرس كثيرًا ما قال «ما دون المسلمين فى النار»، إذن فصديقى سيخلد أبد الدهر مع أبناء ملته فيها. لم يتغير شيء فى علاقتنا لكننى أدركت أنها لم تكن مجرد سُبَّةً عابرة ألقاها أبى فى ساعة غضب؛ مايكل مسيحى وهذا يعنى الكثير، يؤمن صديقى بدين مختلف يجلب لأصحابه المتاعب، لكن لا مفر.  

صدر حديثا عن دار تويا للنشر كتاب (الونس) للكاتب والمحرر اللغوى حسام مصطفى ابراهيم والذى يتناول فيه الحديث عن العلاقات والوحدة والونس فى حياتنا زمان والان عبر العديد من النصوص والمواقف المختلفة . عن الونس بالكتابة، والحب والفن، عن لحظات المتعة المسروقة من زحام الحياة، عن دروس الحياة التى لا تأتِى إلا بعد اجتياز صعوبات عديدة، كتابٌ يحمل الدفء والجمال منذ عنوانه وغلافه بين دفتيه، وبأسلوب حسام مصطفى إبراهيم الأدبى الرصين، وفى تجربة جديدة بعد عددٍ من الكتابات الفريدة فى هذا المجال يقدم كتاب الونس.  

صدر بالمعرض هذا العام كتاب «سيرة الضمير المصرى» للكاتب ايهاب الملاح عن دار الرواق  يناقش  أشكال وتحولات العلاقة بين المصريين والغرب منذ نهاية القرن الثامن عشر، وكذلك البحث عن سؤال النهضة المصرية، وآثار الاحتكاك الحضارى بالغرب، فى تحولاتها والتباساتها المتعددة، منذ أن هدمت مدافع نابليون قلاع الإسكندرية فى آواخر القرن الثامن عشر، سنة 1798 على وجه التحديد  

عن الدار المصرية اللبنانية صدر للكاتب عزت القمحاوى رواية غرفة المسافرين حيث تجمع بين السرد الأدبى والأفكار الخاصة بالكتابة، والحكاية عن الكتب، هذه المرة يصحبنا إلى كيف يكون الإنسان خارج مكان عيشه الأصلي، عن السفر بوصفه موتًا لذيذًا نعود منه لنتأكد أن من نصحب بحياتنا من أجلهم يستطيعون العيش من دوننا. يكتب عن الأماكن التى تنادينا لزيارتها وتلك التى نزورها ونغادرها دون أن نراها. نص جديد مفتوح على كل فنون الكتابة، يحتفى بمتعة القراءة ومهنة العيش مع حسٍ صوفى يسرى داخل النص سريان عصارة الحياة فى عروق شجرة مبتهجة.