رشا مرجان ورحلة الرسم على المياه من الكتب للأقمشة

ألوان زاهية ورسومات تتفرد بها الإيشاربات والإسكارفات التى تصنعها بيديها، فكل قطعة  تتحدث لغة مختلفة عن مثيلتها من ذات القماش، وكلمة السر هى الرسم على المياه. تحول كبير شهدته حياة الفنانة التشكيلية «رشا مرجان»  خلال فترة إعدادها لرسالة الماجيستير فى الطباعة اليدوية للمنسوجات، فقد وقعت فى شغف فن نادر وهو الرسم على المياه، لا يستخدم إلا فى ترميم أغلفة الكتب، إلا أنها تمكنت من تطبيقه أيضا على الأقمشة.

رحلة طويلة قطعتها «رشا» تجاوزت الخمس سنوات، لتتوصل للتركيبات المناسبة من الأقمشة والألوان لعملها، وحلمها ترك بصمة فى الطباعة اليدوية والأزياء فى مصر، قائلة: «هدفى أن أى قطعة برسمها وبصنعها تبقى قطعة أثرية للأجيال القادمة». توضح رشا «خريجة تربية فنية-الزمالك» أنه خلال اعدادها للماجستير، كانت تبحث عن موضوعات جديدة، ووجدت فى المتحف الإسلامى ومكتبة الكتب النادرة بالجامعة الأمريكية فن اسمه الرسم على المياه، يستخدم فى ترميم الكتب الأثرية، ويطبق فى كل دول العالم على الورق منذ القرن 12، ونادرًا ما يتم تطبيقه على الأقمشة، فقررت دراسة هذا الفن والعمل به. وتضيف: «الرسم على المياه عبارة عن استخدام ألوان للرسم على سطح المياه ثم أضع الورق على الألوان لتلتصق بها، وهى عملية سهلة لكن الصعوبة تكمن فى تطبيقها على الأقمشة، وامضيت سنوات فى تجربة الألوان والأقمشة المختلفة للوصول إلى النتيجة المرغوبة، وأصبح هدفى هو تعريف الناس بهذا الفن التاريخى المجهول، لذا  أقمت أول معرض فى 2012 بالجامعة الامريكية، وقررت صناعة منتج بهذا الفن وهى الإيشاربات والاسكارفات تمهيدا لتجربته على الملابس بعد ذلك، وتعتبر معارض كديارنا وكرافيتى فرصة جيدة لعرض منتجاتى وتعريف الناس بهذا الفن». وتشير إلى خطوات عملها على الأقمشة والتى تبدأ بشراء  قماش أبيض وتجهزه على 10 مراحل وكذلك تجهز الألوان والمياه على عدة مراحل، ثم ترسم اللوحات، بتصميمات بسيطة، وتأتى المرحلة النهائية وهى تثبيت التصميم على الأقمشة، كل ذلك يتم باستخدام مكونات مصرية سواء فى تركيبة الألوان أو أنواع القماش، موضحة أن هدفها  هو توصيل رسالة للعالم بأن مصر لديها منتج عالى الجودة مطبق من فن أثرى. وتؤكد رشا وهى أم لثلاثة أطفال  أن عائلتها تقدم لها دعمًا كبيرًا خلال عملها، فأبناؤها يصممون معها ويساعدونها قائلة:  «لو معنديش القدرة أنى أوصل الفن ده لأولادى مش هوصله لحد تانى».