الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عمانى أسامة رئيس المنظمة الجزائرية للشباب فى حوار لـروزاليوسف:

لقاء «السيسى» و«تبون» فرصة لتوحيد وجهات النظر وتعزيز العلاقات بين البلدين

قال عمانى أسامة، رئيس المنظمة الجزائرية للشباب،  ونائب رئيس برلمان الشباب العربى: إن اللقاء الذى جمع بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الجزائرى عبدالمجيد تبون، فى مقر إقامته بأديس أبابا كان فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، مؤكداً فى حوار خاص لـ»روزاليوسف»، أن العلاقات المصرية الجزائرية تتسم بالود والصداقة خاصة، أن  مواقف المصريين مشهود لها منذ ثورتنا التحريرية. وأشار رئيس المنظمة الجزائرية للشباب، إلى أن زيارة وزير الخارجية الجزائرى د. عبدالهادى الحاج إلى بنغازى ولقائه بالمشير خليفة حفتر، خطوة إيجابية ترمى لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين باعتبار  أن «حفتر» قائد له ثقله ووزنه فى الملف الليبي.. وإلى نص الحوار:



■ فى البداية إلى أين وصلت الأوضاع السياسية فى الجزائر الآن؟

ـــ الحمد لله بفضل تكاتف جهود الوطنيين تجاوزنا أزمة الانسداد السياسى والمخاطر المحدقة وانتخبنا رئيس جمهورية جديدا سيشرف على تجسيد جملة الإصلاحات كما وعد أثناء حملته الانتخابية.

■ ما رؤيتكم للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون بأديس أبابا؟

ـــ اللقاء كان فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين . ■ كيف ترى شكل العلاقات المصرية الجزائرية؟

ـــ العلاقات بين البلدين طالما اتسمت بالود والصداقة، خاصة أن العلاقة المصرية الجزائرية تضرب فى التاريخ، ومواقف الأشقاء المصريين مشهود لها منذ ثورتنا التحريرية، ربما تراجعت مؤخرًا نظرًا لما عاشه البلدان لكننى أتوقع عودة الدفء بين الطرفين لأن الظرف الإقليمى يتطلب توحيد وجهات النظر.

■ كيف تقرأ ‏زيارة وزير الخارجية الجزائرى د. عبدالهادى الحاج إلى بنغازى ولقائه بالمشير خليفة حفتر؟

ــ هى خطوة إيجابية ترمى لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين باعتبار المشير خليفة حفتر له ثقله ووزنه فى الملف الليبي.

■ هل هذه الزيارة تعكس وجود متغيرات فى الموقف الجزائرى تجاه حكومة الميليشيات فى طرابلس؟

ــ موقف الجزائر واضح منذ البداية، الحل ليبى_ ليبى برعاية دول الجوار الليبي، وبمشاركة كل القوى الليبية دون تدخل جانبى من أى وصاية.

■ كيف يتابع الشارع الجزائرى الأوضاع فى ليبيا؟

ـــ أغلب الجزائريين مجمعون على أن السيادة الليبية خط أحمر، ويرفضون استباحة الأراضى الليبية من الأتراك بالمقابل متوجسين من إمكانية تسفير المقاتلين والدفع بهم فى المعترك الليبى مما يزيد الوضع تأزيمًا وتعقيدًا.

■ برأيك ما أسباب تفاقم الأزمة الليبية؟

ـــ ليبيا تعرضت لمؤامرة قطرية تركية لتمكين الإخوان من الحكم، ويجب على الدول العربية التصدى لأردوغان ومن يدور فى فلكه.

■ كيف ترى حجم المؤامرة الخارجية على ليبيا؟

ـــ ليست ليبيا فقط من تتعرض للمؤامرة بل كل دول المنطقة العربية تتعرض لمؤامرات لخدمة مشروع الدولة العثمانية المتجدد، وسيناريو الربيع العربى كان فرصة لقوى الظلام لتفكيك الدول والسيطرة على القرار السياسى.

■ كيف تقرأ تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بشأن «مجازر فرنسا» التى أثارت الجدل فى الجزائر ودفعت الرئاسة الجزائرية للمسارعة بنفيها؟

ــ الرئيس التركى حاول من خلال تصريحاته المساس بسيادة الجزائر وممارسة دور الوصاية عليها وهذا مرفوض لأن الشعب الجزائرى ضحى بملايين الشهداء فى سبيل تحقيق سيادته الوطنية التى تعتبر مكسبًا من مكاسب دولة الاستقلال.

■ هل ترى أن أردوغان نصب فخًا للرئيس الجزائرى بتلفيق تصريحات له بشأن «مجازر فرنسا»؟

ـــ مجرد استفزاز بعد أن فشل أردوغان فى الوصول لمساعيه خاصة أن تصريحاته تزامنت مع دعوة الجزائر لدول جوار ليبيا للاجتماع فى العاصمة الجزائرية لإيجاد حل ليبى_ ليبى.

■ البعض يتهم الجزائر بالانحياز إلى تدخلات تركيا فى ليبيا.. فما تعليقك؟

ـــ الجزائر عبرت عن رفضها للتدخل العسكرى التركى فى ليبيا، أو أى دور وصاية على الأشقاء لليبيين وتؤكد على الحل الليبى _الليبى برعاية دول الجوار تونس ومصر خصوصًا.

■ كيف تقيم شكل العلاقة بين الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون وأردوغان؟

أظنها علاقة عادية لم ترتق للحميمية زاد فى برودتها تصريحات أردوغان الاستفزازية بعد فشله فى استمالة الجزائر .

■ كيف يمكن التصدى لأطماع أردوغان فى المنطقة؟

ـــ لا يجب تشخيص الأمر فى أردوغان بل هناك مشروع كامل متكامل يضم عدة دول وشخصيات وهيئات ظاهرها الإسلام السياسي، وباطنها السيطرة على القرار السياسى فى بلدان شمال إفريقيا، خدمة لمشروع إحياء الدولة العثمانية، والتصدى لهذه الأطماع الاستعمارية يكون بوحدة الصف والموقف والتضامن العربى _العربي.

■ ما أخطر ما فى الأزمة الليبية؟

ــ أحذر بقوة من مغبة تسفير المقاتلين والدفع بهم فى المعترك الليبي، وأدعو كل دول الجوار الليبى والمجتمع الدولى والهيئات الأمنية للتصدى لهذه المحاولات التى قد تعقد الوضع فى المنطقة.

■ كيف ترى دعم النهضة التونسية لتدخلات أردوغان فى ليبيا؟

ـــ أندد بموقف رئيس البرلمان التونسى راشد الغنوشى الذى يخدم أحد أطراف الصراع على حساب أشقائه الليبيين رغم أننى لا أستغرب الأمر كونه امتدادًا لمنظومة الربيع العربى التى رعتها تركيا.

■ هل هناك نفوذ إخوانى فى الجزائر  يمكنه التأثير على القرار الشعبى والسياسى هناك؟

ـــ لا أعتقد ذلك، ربما باستثناء بعض الموظفين لدى سفارات قطر فى الخارج الذين لا يحظون بأى نفوذ أو تأثير على سلطة القرار السياسى ولا الشعبي، بل مجرد عملاء خانوا أوطانهم مقابل الأموال، ولو كان للإخوان نفوذ أو تأثير لكانت مؤامرة الربيع العربى نجحت سنة 2011 فى الجزائر لكن افتقاد الإخوان لهذا التأثير سمح لنا بتجاوز المؤامرة بنجاح، خاصة أن الطبقة السياسية الجزائرية واعية ووطنية ترفض الانخراط فى مشاريع تضرب سيادة بلدهم.

■ من يتحمل مسئولية تفاقم الأزمة الليبية؟

ـــ تتحمل منظومة الربيع العربى، والإخوان فى تونس ومصر مسئولية تاريخية فى تسفير الشباب لبؤر التوتر فى ليبيا، ولولا تصحيح المسار فى مصر لكانت القاهرة اليوم عاصمة للإسلام السياسى والإخوان، ونقطة ارتكاز للإطاحة وتفكيك دول الجوار من ليبيا وسوريا والجزائر والمغرب، لذلك نحمد الله على سلامة مصر ونجاتها من مخطط تمكين الإسلام السياسي.

■ كيف ترى مساعي مصر لحل الأزمة الليبية؟

ــ مصر تضررت كثيرًا من المؤامرات وتدرك جيدًا أطرافها وأهدافها لذلك جاءت مقاربتها رافضة لأى وصاية على الشعب الليبى أو المساس بأراضيه، وأتمنى أن يكون هناك تنسيق عربى لتوحيد الموقف لأن المستهدف ليس ليبيا فقط بل كل الدول العربية والمستعمرات العثمانية السابقة.