26 يونيو 2019 - 45 : 14
رئيس مجلس الإدارة
عبد الصادق الشوربجي
رئيس التحرير
احمد باشا

ضـحـى فنانة تشكيلية وهبت نفسها للأعمال التطوعية

بثت الروح فى جدران المنزل القاتمة فتزينت بالرسومات، وتحولت غرفه الصامتة إلى أمكنة لسرد الحكايات، وفاحت من شرفته روائح الورد والريحان، منذ أن استأجرته وهى تترك بصماتها فى أرجائه فتحول من مكان للسكن إلى مرسم باسمها يضج بالحياة والمحبة.



إنها الفنانة التشكيلية ضحى مصطفى، ذات الأصول النوبية، التى لم تتجاوز الثلاثين من عمرها، وقد تخرجت فى كلية الفنون الجميلة عام 2011، ووهبت نفسها للأعمال التطوعية ومساعدة الأطفال بإضفاء البهجة على حياتهم من خلال تعلم الرسم والتلوين، كما استأجرت مسكنًا بشارع قصر العينى، أطلقت عليه «مرسم ضحى» ليكون منصة تعليمية للكبار والصغار، فحلمها منذ طفولتها أن تمتلك مكانا ذى مساحة خضراء تستقبل فيه الأطفال وتقدم الورش المجانية ليلتحق بها غير القادرين. تقول «ضحى»: «أنا من أسرة متوسطة، ومنذ طفولتى أحب الرسم والتلوين، وشاركت فى عدد من الأعمال التطوعية، فتطوعت للعمل فى مستشفى 5757 فى قسم العلاج بالفن، وجمعية نوبة الخير وهى تابعة لوزارة التضامن الاجتماعى حيث تقدم مساعدات للأسر بمنطقتى الكيت كات وإمبابة، ولمدة عامين شاركت فى تنظيم مهرجان أشرى نارتى فى غرب سهيل بأسوان، والذى تضمن عددًا من ورش الرسم والتلوين وماراثون جرى ومسرح للعرائس، وحضره 1200 طفل». ظهرت موهبة «ضحى» فى الرسم من خلال الخطابات التى كانت ترسلها والدتها إلى والدها، الذى كان يعمل فى السعودية حينذاك، فقد كانت ترسم له رسمة  تعبر من خلالها عن اشتياقها له، وبالرغم من مرور أسرتها بظروف صعبة لمرض والدها إلا أنها لم تتخل عن موهبتها. وتؤكد أن والدتها شجعتها كثيرًا على الرسم والقراءة، كما أن والدها كان يحب الرسم وهو من حثها على رسم ما تشعر به، قائلة: «فى مرة طلبت منا المدرسة رسم لوحة عن الريف، فرسمت نفس ما رسمته لنا على السبورة، وعندما عدت إلى المنزل وقلت لوالدي، فحدثنى عن فكرة التميز والانتماء، وباعتبارنا نوبيين فشكل القرية مختلف لدينا، قائلًا لى ارسم ما رأيته بعيناى حتى يكون صادقًا وأقرب للحقيقة». حصلت ضحى على دورات متنوعة فى مجال التربية حتى تستطيع التعامل مع الأطفال وكذلك للتعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة، موضحة أنها منذ تخرجها وهى تحاول تطوير إمكانياتها ومهاراتها الفنية من خلال العمل فى أماكن مختلفة، ومنذ 6 أشهر استأجرت شقة لتكون مرسمًا لها، إلا أنها قررت تحويل المكان إلى منصة تقدم ورشًا غير ربحية فى مجالات مختلفة كالرسم والتطريز واللغات والحرف اليدوية. إلا أن المرسم ليس المشروع الوحيد لها، فقد أقامت ركنًا للأطفال خلال معرض ديارنا الذى اختتمت فعالياته بمنتصف شهر يناير الماضي، فتقول: «كنت أتواصل مع بنك إسكندرية  ووزارة التضامن الاجتماعي، سعيًا لرعاية رسمية لمهرجان أشرى نارتي، الذى نهدف لإقامته هذا العام فى 3 قرى مختلفة بأسوان، وكان ذلك فرصة لى أن أتقدم بمقترح خاص بركن للأطفال بالمعرض، وتمت الموافقة عليه، وشاركنى فريق عمل مكون من 7 أشخاص، وقدمنا العديد من الورش الفنية المجانية فى الطباعة والتلوين على الفخار ، واستقبلنا عددًا كبيرًا من أطفال العارضين والزائرين وذوى الهمم من جمعية الحق فى الحياة وجمعية مصر القديمة للأيتام.