الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عادة بالية فى ظاهرها الطهارة والعفة وباطنها إيذاء وإزهاق للأرواح

لا لختان الإناث

«الختان»، هى عادة بالية، ابتلى بها المجتمع المصرى، فى ظاهرها الطهارة والعفة، وباطنها إيذاء وعذاب وإزهاق لأرواح الأطفال الأبرياء، فطهارة النساء وعفة بدنهن لا سبيل لهما إلا بحسن رعايتهن وتربيتهن واحتضانهن وتنوير فكرهن، لذا تهيب النيابة العامة ممثلة فى المستشار حمادة الصاوى، النائب العام، بكل أب وأم ألا يعرضوا بناتهن لعمليات خطيرة موروثة بعادات وتقاليد بالية، قائلاً: «انظروا إليهن كيف أنشأتموهن وغرستم فى نفوسهن الخلق والعلم، فلا تقصدوا بهن هلاكًا وتذيقهن بعادات بالية عذابًا وألمًا، ووفروا لهن أمانًا وحمايةً وسندًا، واعلموا أن تلك العادات تبرأت منها سائر الأديان». «النائب العام»، أمر بإحالة الطبيب بالمعاش على عبدالفضيل رشوان، واثنين آخرين، المتهمين فى القضية رقم 2216 لسنة 2020 جنايات منفلوط، للمحاكمة الجنائية، لارتكابهم جناية ختان الطفلة ندى حسن عبدالمقصود، التى أفضت لوفاتها، حيث كشفت تحقيقات النيابة العامة عن اتفاق والدى الطفلة على ختانها سيرًا على درب العادات والتقاليد، وإجراء المتهم الأول العملية بناءً على طلبهما، وذلك بمشفى «الرحمة» الخاص 29 يناير الماضى. «العملية»، والتى استمرت نحو النصف ساعة خرجت بعدها الطفلة فاقدة الوعى ثم خرج الدم مختلطًا بإفرازات من فمها وأنفها، فأعادها الطبيب إلى غرفة العمليات محاولاً إفاقتها، ولما تيقن وفاتها أمر والدها بأخذ جثمانها ومغادرة المشفى، فأبلغ والدها عن الواقعة. النيابة العامة، من جانبها استجوبت والدى الطفلة فأكدا توجههما لختانها وإجراء الطبيب العملية لها، كما استجوبت الأخير فأنكر إجراءه عملية الختان، دافعا الاتهام عن نفسه بأن الطفلة كانت تعانى من ورم خارجى بجهازها التناسلى استوجب تدخله بعملية تجميل لإزالته بجهاز ليزر، وأن سبب وفاتها حقنها بعقارى البنسلين طويل المدى وسيفوتاكس، فأصاباها بحساسية أدت إلى ضيق تنفسها ووفاتها، كما انتقلت لمناظرة الطفلة المتوفاة بمشفى «الرحمة» الخاصة بمنفلوط، وكلفت إدارة العلاج الحر بمراجعة أوراق المشفى، فوقفت على انتهاء ترخيصه بتاريخ 29/8/2016، وعدم جاهزية غرفة العمليات الصغرى بها لإجراء العمليات، وعدم مطابقة غرفة العمليات الكبرى لشروط مكافحة العدوى. وبإجراء الصفة التشريحية لجثمان الطفلة المجنى عليها، أكد أطباء مصلحة الطب الشرعى، وجود بتر جزئى ببظر المجنى عليها على غرار ما يتخلف عن عمليات ختان الإناث، ونفوا حدوثه نتيجة عملية تجميل لعدم وجود آثار للكى بجهاز ليزر، كما نفى خبراء الإدارة المركزية للمعامل الكيميائية بالمصلحة وجود آثار لأى عقاقير بأحشاء الطفلة المتوفاة، وانتهى تقرير الصفة التشريحية إلى أن وفاتها تعزى إلى الصدمة العصبية المصاحبة للآلام المبرحة التى تصاحب عمليات الختان، وما نتج عنها من هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية أدى إلى الوفاة.