الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تقلب موازين القوة فى إنتاج الطاقة

بخلاف قوتها العسكرية والتى تصنف كتاسع أكبر قوة عسكرية فى العالم.. بات من المؤكد بحسب تقارير ووكالات ومؤسسات عالمية أن مصر فى طريقها لأن تصبح سابع أكبر اقتصادات العالم بحلول ٢٠٣٠ بحجم ناتج محلى يتخطى ٨ تريليونات دولار.. وأحد مكونات تلك القوة الاقتصادية دخول مصر كلاعب قوى فى تغيير موازين القوة فى إنتاج الطاقة بالشرق الأوسط وإفريقيا بفضل الاكتشافات الضخمة فى شرق المتوسط وحقول الدلتا والصحراء الغربية ليقفز حجم احتياطات مصر المؤكدة من الغاز حاليًا إلى ٨٠ تريليون قدم مكعب و1.9 تريليون برميل حجم الاحتياطى من البترول.. ليس ذلك فحسب بل يترقب العالم اكتشافات ضخمة بالبحر الأحمر وغرب المتوسط قريبًا بعد أن كشفت المسوح السيزمية عن بحيرات من الغاز بتلك المناطق, ومن ثم أصبحت القاهرة قوة كبرى مؤثرة فى إنتاج الطاقة مما دفعها لتأسيس منظمة غاز شرق المتوسط لتكون بذلك أوبك جديد فى إنتاج الغاز يضم ٧ دول بالإضافة إلى فرنسا التى طلبت رسميًا الانضمام لهذا الكيان الإنتاجى الضخم.



 

«مغـارة» الغـاز فى شرق المتوسط

 

كشفت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية فى 2010 أن مخزون الغاز فى حوض شرق البحر المتوسط يقدر بحوالى 345 تريليون قدم وتشمل هذه الاحتياطيات 223 تريليون قدم مكعب من الغاز فى حوض دلتا النيل، إضافة إلى 5.9 مليار برميل من الغازات السائلة، و1.7 مليار برميل من النفط, كما يحتوى الحوض الكبير على 122 تريليون قدم مكعب من الغاز فى منطقة حوض المشرق، قبالة شواطئ قبرص ولبنان وسوريا، وعلى أكثر من 36 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى فى مناطق بالقرب من إسرائيل، أما اليونان فتقدر المسوح الجيولوجية أن احتياطيات الغاز فى بحر إيجه والبحر الأيونى وجنوب جزيرة كريت بـ 123.6 تريليون قدم مكعب.

وتقدر احتياطيات مصر من الغاز بنحو 80 تريليون قدم مكعب بحجم إنتاج يومى بلغ 7 مليارات قدم مكعب يأتى ذلك بفضل ما تمتلكه مصر من عدد كبير من اكتشافات الغاز فى البحر المتوسط سواء فى المياه الضحلة أو العميقة، ويعد أبرز هذه الحقول حقل ظهر الذى أعلنت شركة إينى الإيطالية عن اكتشافه  فى 30 أغسطس 2015، ويقع على مسافة 190 كيلو مترًا من سواحل مدينة بورسعيد وفى عمق مياه يصل إلى 4100 متر فى منطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط على مساحة تصل إلى 100كيلو متر مربع، وتقدر احتياطيات الحقل بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، جعلته الأضخم فى البحر المتوسط، بما يوازى 135% من احتياطيات مصر من الزيت الخام.

كما تشمل حقول مصر فى شرق المتوسط حقول شمال الإسكندرية  وتبلغ احتياطيات المشروع نحو 5 تريليونات قدم مكعب من الغاز وحقل نورس الذى يقع بمنطقة دلتا النيل ويبلغ إجمالى احتياطى الحقل إلى نحو 2 تريليون قدم مكعب من الغاز.

أما كشف القطامية الضحلة يقع على بعد 60 كم شمال مدينة دمياط.فى منطقة امتياز شمال دمياط البحرية بمنطقة شرق دلتا النيل، وتم حفر البئر الاستكشافية «القطامية الضحلة-1» حتى عمق إجمالى بلغ 1961 فى  مياه عمقها 108 أمتار تقريبًا، ليكشف عن وجود طبقة حاملة للغاز سمكها 37 مترًا فى صخور رملية عالية الجودة فى تكوين البليوسين.

فى حين يعد حقل آتول الذى  تم اكتشافه فى مارس 2015، واحدًا من أهم الاكتشافات الغازية التى حققها قطاع البترول ويقع على بعد 90 كم شمال مدينة دمياط و 50 كم، من تسهيلات الإنتاج الخاصة بحقل التمساح بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية التابعة لشركة بى بى الإنجليزية فى شرق دلتا النيل بالبحر المتوسط فى مياه عمقها 923 مترًا، ويضم حقل أتول ثلاث آبار بحرية بالمياه العميقة لإنتاج 350 مليون قدم مكعب غاز و10 آلاف برميل متكثفات يوميًا.

أما اكتشاف الغاز بمنطقة غرب الدلتا العميق فقد بدأ الإنتاج من المرحلة الأولى فى مشروع تنمية حقول غرب الدلتا بالمياه العميقة بالبحر المتوسط المرحلة (9-أ) فى 6 أبريل 2015 بمعدل إنتاج 400 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعى و2500 برميل يوميًا من المتكثفات باستثمارات 1.6 مليار دولار التابع لشركة البرلس للغاز، وتعمل بالمشروع  شركة شل.

 

مسح «سيزمى» جديد بالصعيد على مساحة  ١١٤ ألف كيلو متر

 

فى خطوة هامة نحو تنمية  ثروة مصر البترولية وجذب المزيد من الاستثمارات  والشركات العالمية إلى مصر فى المناطق البكر الواعدة صرح المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن النتائج الإيجابية لأول مزايدة عالمية للاستثمار فى البحث عن البترول والغاز بالبحر الأحمر تشجع الوزارة للمضى قدما فى خططها لجذب المزيد من استثمارات كبرى الشركات العالمية إلى مصر للبحث والاستكشاف فى المناطق البكر الواعدة التى يمكن أن تمثل مصدراً جديداً ومستقبلا لتنمية ثروة مصر البترولية باعتباره الهدف الرئيسى للوزارة، مشيرا إلى أن منطقة البحر الاحمر جذبت بالفعل شركات عالمية كبرى للعودة للعمل فى مصر وشجعت الشركات العاملة على ضخ المزيد من الاستثمارات. 

ووجه الملا خلال أجهزة الوزارة  بسرعة الانتهاء من الخطوات اللازمة لتنفيذ المشروعات الجديدة لجمع البيانات والمعلومات بمناطق البحر الأحمر وصعيد مصر الاستكشافية بما يعزز الجاذبية الاستثمارية لتلك المناطق أمام الشركات العالمية الراغبة فى الاستثمار ويدعم إمكانية طرح مزايدات عالمية جديدة بها، خاصة أن مشروع جمع البيانات الذى تم تنفيذه بالبحر الأحمر كمرحلة أولى ساهم بنجاح فى وضع المنطقة على خريطة الاستثمار البترولى لأول مرة. 

فيما أكد  المهندس محمد عبدالعظيم رئيس شركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول أنها تواصل برنامجها فى إطار استراتيجية الوزارة لوضع مناطق بكر جديدة على خريطة الاستثمار فى البحث والاستكشاف للبترول والغاز مشيرا إلى أنها تخطط حاليا لبدء المرحلة الثانية من المشروع المشترك لتجميع البيانات والمعلومات الجيوفيزيقية بالبحر الأحمر، كما أنها بصدد البدء خلال الشهر المقبل فى المشروع المشترك لجمع البيانات والمعلومات بصعيد مصر على مساحة شاسعة تزيد علي نصف مليون كيلو متر مربع وباستخدام أحدث التقنيات وأكثرها تطورا موضحا أن أولى مراحل المشروع تستهدف مساحة قدرها ١١٤ ألف كيلو متر مربع. 

 

1.9 تريليون برميل احتياطى مصر من البترول 

 

كشفت تقارير رقابية أن حجم احتياطى مصر من البترول بلغ 1.9 تريليون برميل وأن الصحراء الغربية تستحوذ وحدها على 60 % من حجم الإنتاج  حيث بلغ عدد آبار البترول بالصحراء الغربية حوالى 273 برميل منها   34 بئراً تنموياً تم حفرها خلال  خلال النصف الأول من العام المالى 2019/2020 ، وتعمل شركات عجيبة وإينى وأباتشى بالصحراء الغربية بنظام الشراكة حيث نجحت شركة عجيبة فى تحقيق العديد من النجاحات المتتالية ومنها رفع إنتاج حقل جنوب غرب مليحة ليتجاوز حالياً حوالى 9500 برميل زيت يومياً في وقت قياسى ، كما تما إجراء بعض التحسينات والتطوير بحقلى فرس والأشرفى مما نتج عنه زيادة إنتاج تجاوزت 1000 برميل زيت يومياً ، مما ساهم في زيادة إنتاج الشركة من 44 ألف برميل زيت يومياً فى بداية 2019/2020 ليصل حالياً إلى 49 ألف برميل زيت يومياً ،   كما  تم حفر بئر Tala-1x وتم اختباره وجارى تقييمه ، كما جار الإعداد لحفر بئرين آخرين بمنطقتى مليحة وجنوب غرب مليحة ، وقال المهندس محمد بيضون رئيس شركة عجيبة للبترول أنه تم الانتهاء من تنفيذ مشروع خط أنابيب جنوب غرب مليحة بقطر 10 بوصة وبطول 130 كيلو مترا ، وأضاف أن الشركة تقوم بتعظيم الاستفادة من الغاز المنتج وذلك بزيادة سعة محطة توليد الكهرباء بحقلى مليحة وفرس مما يقلل من معدل استهلاك السولار ، كما تحرص الشركة على اتباع وتحقيق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة . 

وأضاف أنه من المخطط ضخ  استثمارات حوالى 577 مليون دولار خلال عام 2020/2021 للحفاظ على معدلات إنتاج 2019/2020، ومخطط حفر 5 آبار استكشافية و58 بئراً تنموياً  و184 عمليات إصلاح آبار .

من جانبه قال المهندس محمد سمير رئيس الشركة الفرعونية أنه تم تحقيق خطة الإنتاج بنسبة 100% خلال النصف الأول من عام 2019/2020 من مناطق امتيازها الثلاث (رأس البر وشمال دمياط وشمال البرج) ، حيث بلغ إنتاج الشركة 435 مليون قدم مكعب غاز يومياً وحوالى 8 ألاف برميل متكثفات يومياً ،  مشيراً إلى الخطة المقترحة لعام 2020/2021 تشمل وضع البئرين أتول -4 وقطامية QTS-1 على الإنتاج باستثمارات تقدر بحوالى 277 مليون دولار للحفاظ على معدلات الإنتاج الحالية ومواجهة التناقص الطبيعى لإنتاجية الآبار، لافتاً إلى قرب الانتهاء من أعمال الإنشاءات الخاصة بمشروع حقل أتول البرى بمحطة معالجة الغازات ببورسعيد بإجمالى تكلفة استثمارية 41 مليون دولار ، والتى تشمل وحدة معالجة متكثفات بطاقة 15 ألف برميل يومياً وخزانين متكثفات بسعة إجمالية 120 ألف برميل ، بالإضافة إلى إنشاء خط أنابيب شحن المتكثفات بقطر 10 بوصة وبطول 7 كيلو مترات من المحطة البرية ببورسعيد إلى موقع الجميل ، وأضاف أنه من المخطط تركيب كابل بحرى إضافى من المحطة البرية إلى حقل أتول لتعزيز التشغيل والتحكم الآلى لتسهيلات الإنتاج الخاصة بآبار المياه العميقة بتكلفة استثمارية 80 مليون دولار .

وفى مجال الاستكشاف أشار إلى أن الشركة تقوم بتنفيذ برنامج عمل مشترك مع شركتى بى بى وأيوك لحفر لتقييم نسب النجاح بعد أن أسفرت نتائج دراسة الجدوى عن إمكانية حفر بئر استكشافى لطبقة الأوليجوسين – منطقة شرق أزوريس العميقة لآبار تحت سطحية بامتياز رأس البر ، كما تقوم الشركة بعمل دراسات استكشافية تقييمية بذات المنطقة بطبقة الأوليجوسين العميقة والتى أسفرت عن احتمالية وجود مكامن بترولية أسفل حقل أتول وذلك وفقاً للبيانات التي تم تجميعها ومعالجتها بعد إجراء المسح السيزمى ثلاثى حديث الأبعاد.

 

5 شركات عالمية للتنقيب فى 7 مناطق بغرب المتوسط بالاتفاق المباشر

 

اتفقت الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية مبدئيًا مع 5 شركات عالمية للتنقيب عن النفط والغاز غرب البحر المتوسط بالمياه العميقة فى 7  مناطق، أن الشركات ستبدأ عمليات البحث الاستكشافى بغرب المتوسط مطلع عام 2021.

والشركات التى ستبدأ عمليات البحث الاستكشافى بغرب المتوسط مطلع عام 2021 هي» توتال» و»بي.بي» و»شيفرون» و»إكسون موبيل» وستكون تلك هى  المرة الأولى للعمل بتلك المنطقة».

وقامت الحكومة باستصدار اتفاقيات بقوانين من مجلس النواب مع إحدى الشركات السباقة فى المفاوضات، وأن العمل جار على بقية التعاقدات مع الشركات الأخرى.

واختارت الحكومة عدم طرح مزايدة للمنطقة الغربية، بل سيتم الاتفاق المباشر من خلال مفاوضات مباشرة مع الشركات الكبرى العاملة فى مجال البترول والغاز واعتمدت القاهرة هذا الأسلوب، لأنه يختصر الوقت الذى يستغرقه طرح المزادات، كما أن المناطق الجديدة تقع فى مياه عميقة، وهو أمر يستلزم استثمارات كبيرة وفيه بعض المخاطرة.