الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تركيا تنتفض ضد أردوغان بعد مقتل جنودها فى ليبيا

بالرغم من محاولات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لإخفاء خسائره وهزائمه المنكرة فى ليبيا على أيدى قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، إلا أن الشعب التركى أجبره على الاعتراف، بعد أن طفح كيلهم من كذب وتدليس الإعلام التركى للحقائق، وإنكار مقتل الجنود والضباط الأتراك فى ليبيا، لكن أردوغان تمادى فى أكاذيبه وصرح بمقتل جنديين فقط متجاهلا سقوط 16 آخرين قبلهم على الأراضى الليبية.



وقد حاول أهالى الضباط والجنود الأتراك التساؤل عن سر اختفاء أبنائهم وانقطاع جميع وسائل التواصل بهم، وترديد الأنباء العالمية عن سقوط أفراد من الجيش التركى خلال عملية دعم مليشيات طرابلس، وهى الجريمة الأكبر التى ارتكبها أردوغان إذ حرم أهالى الجنود القتلى من معرفة مصير أبنائهم.

ولكن التعتيم الإعلامى الذى فرضه أردوغان على القنوات والصحف التابعة له، فضحه الإعلام المستقل والإعلام المعارض لعدم نشر صور جثث قتلى الجيش التركى، والتى نشرتها الصحف التركية «كيفيل جيم خبر، أنقرة حوادث، ينى تشاغ، جالاجاك جوندام، فيريان سين».

وذكرت صحيفة «دويورو» التركية، أن الأوساط الصحفية والسياسية والثقافية فى تركيا استشاطت غضبا بعد التصريحات التى أدلى بها أردوغان، متسائلين عن سبب عدم إقامة مراسم جنازة عسكرية، إذ قال الكاتب الصحفى التركى «سيهون بوزكورت» على هذا السؤال. وقال بوزكورت على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعى «لماذا دفن دون حفل تأبين وتنكيس الأعلام والحداد لمدة 3 أيام على شهيدينا فى ليبيا» قائلا «أردوغان ينتقم من جيشنا» فى إشارة إلى كراهية أردوغان للجيش منذ انقلاب يوليو الفاشل 2016 ومحاولاته إعادة هيكلة الجيش وتصفيته بالزج بهم فى السجون والمعتقلات أو إرسالهم ليلاقوا الموت خلال نزواته العسكرية فى ليبيا وسوريا.

وأوضح استطلاع للرأى أجراه معهد أبحاث فى إسطنبول أن التدخل التركى العسكرى العلنى فى ليبيا كان أمرا مرفوضا شعبيا بأغلبية ساحقة، إذ أظهرت نتائجه معارضة 58٪ من المستطلعين هذا التدخل، وقال الخبير التركى فى جامعة سانت لورانس فى نيويورك، هوارد ايزنستات، قوله: «إن خبر مقتل الجنود الأتراك قوبل بموجة من الغضب والرفض الداخلي».

وما يكشف عن إصرار أردوغان على استفزاز الجيش التركي، فبدلا من تعزيتهم، أصدرت السلطات التركية بالأمس قرارات اعتقال بحق 37 عسكريا من بينهم عاملون بالخدمة، كما تم فصل 16 عسكريا آخرين من عملهم، وذلك فى إطار حملة أمنية ضد العسكريين فى 24 مدينة مركزها قونية، ضمن حملة الملاحقات الأمنية المستمرة منذ 2016 بتهم العلاقة بالانقلاب الفاشل أو حركة الخدمة.

وكان ضابط عسكرى تركى وآخر من المخابرات ومترجم سورى، قد قتلوا فى القصف المدفعى الذى استهدف سفينة كانت تعتزم تفريغ شحنة فى ميناء طرابلس يوم 18 فبراير الجارى، وتم نقل جثامينهم فى نفس اليوم على متن طائرة تابعة لشركة ليبية عادت صبيحة اليوم التالى إلى معيتيقة. 

ولمناقشة تداعيات التدخل التركى فى ليبيا يلتقى الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون بالعاهل السعودى اليوم «الأربعاء» فى زيارة تستمر لمدة يومين وتعد هى الأولى له خارج الجزائر بعد توليه منصب الرئاسة خلفا للرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة.

وعلمت «روزاليوسف» أن الرئيس عبدالمجيد تبون سيلتقى العاهل السعودى يوم غد الخميس فى العاصمة الرياض لبحث تطورات الأوضاع فى المنطقة إضافة إلى تعزيز التعاون بين البلدين، كما سيلتقى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان لإجراء مباحثات تتناول التطورات الإقليمية خاصة الأزمة الليبية، وسعى البلدين لإيجاد حل سلمى للصراع، وتوافق البلدين على رفض التدخلات الأجنبية العسكرية فى الأراضى الليبية.

وكان الرئيس الجزائرى قد استقبل مطلع الشهر الجارى وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان، الذى قام بتسليم تبون دعوة رسمية من الملك سلمان لزيارة المملكة العربية السعودية.

ونشر وزير الخارجية السعودى حينها عبر حسابه الرسمى على موقع تويتر، «تشرفت بنقل تحيات خادم الحرمين الشريفين وولى العهد، إلى رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبدالمجيد تبون، كما سلمت فخامته دعوة رسمية من الملك سلمان لزيارة المملكة العربية السعودية».

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان، «سعيد بزيارة الجزائر التى تربطها بالمملكة علاقات وثيقة وراسخة انطلقت منذ أيام حرب الاستقلال فى الجزائر ولا زالت تزداد عمقا ورسوخا بتوجيه من قادتنا، خدمة لمصالح بلدينا وشعبينا الشقيقين، وارتقاء بتطلعات أمتينا العربية والإسلامية».