السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صمد أمام ظروف القهر والكبت التى واجهته

«مويان».. المبدع الصينى الذى خرج عن صمته

«يولد الإبداع من رحم المعاناة».. تلك المقولة التى تنطبق بحذافيرها على أحد أبرز المبدعين الذين تحدوا وصمودا أمام ظروف القهر والكبت التى واجهته، هو الكاتب الصينى المعاصر ذائع الصيت مو يان



ولد فى بلدة شمال غاوما فى مقاطعة شاندونج فى شهر فبراير لعام 1955  لعائلة من المزارعين. ترك المدرسة أثناء الثورة الثقافية ليعمل فى مصنع ينتج البترول. التحق بجيش التحرير الشعبى فى العشرين من عمره، وبدأ الكتابة - وهو مايزال جنديًا - فى العام 1981. بعد ثلاث سنوات بدأ يعمل كمعلم فى قسم الآداب بأكاديمية الجيش الثقافية. فى 1991 حصل على درجة الماجستير فى الآداب من جامعة بكين للمعلمين. فى 2012 حاز على جائزة نوبل فى الأدب. ومو يان تعنى بالصينية «لا تتحدث»، وهو اسمه الأدبي. وفى كلمة ألقاها فى جامعة هونج كونج المفتوحة، قال مو إنه اختار هذا الاسم عندما كتب روايته الأولى. وأضاف إنه يعلم أن الحديث العلنى الصريح غير مرغوب به فى الصين، ولهذا اختار هذا الاسم حتى لا يتحدث كثيرًا. فى كتاباته يرسم مو يان صورة حية عن تجاربه حينما كان شابًا وعن الحياة فى مقاطعته، وظهر ذلك واضحًا فى روايته الذرة الرفيعة الحمراء والتى صدرت بالإنجليزية عام 1993 وتتكون الرواية من خمس قصص والتى تكشف عن عقود من القرن العشرين أثناء الاحتلال اليابانى للصين والتى صور فيها ثقافة اللصوص وثقافة المحتل اليابانى والظروف القاسية التى كان يعانى منها الفقراء من العمال والفلاحين فى تلك الفترة. ونشر مو يان، الذى حصل على جائزة مانهاى الصينية للأدب، أولى رواياته عام 1981 الفجل الكريستال التى ذاع صيتها، إلا أن روايته الأهم كانت عشيرة الذرة الرفيعة التى تحولت إلى فيلم سينمائى. ولمو يان - الذى استقال من عمله بالجيش الصينى عام 1997 - حوالى 24 مؤلفًا بين رواية وقصة قصيرة وبحث. وتتميز كتاباته بالتحرر فى معالجة قضايا الجنس والسلطة والسياسة فى الصين المعاصرة بدون مواربة مع حس فكاهى عال. وينتقد الوسط الثقافى الصينى، وعلى رأسهم الكاتب الصينى الكبير ما جيان، عدم تضامن مو يان مع غيره من الكتاب الذين يواجهون قمعا من السلطة الصينية. قبل فوز مو يان بجائزة نوبل لم يترجم أيًا من أعماله إلى اللغة العربية؛ وهذا بالتالى ولد جهلًا به لدى الكثير من الأدباء العرب، وهذه نقطة سلبية تؤخذ على الحراك الأدبى والجو الثقافى فى العالم العربى وسببها ضعف حركة الترجمة من وإلى العربية. تأثر مو يان بجابريل جارسيا ماركيز ودى إتش لورانس وإرنست هيمنجواى وكان يستخدم الخيال والسخرية فى كثير من كتبه التى وصفتها وسائل إعلام حكومية بأنها «مستفزة ووقحة». تصور روايته الذرة الرفيعة الحمراء المصاعب التى تحملها المزارعون فى السنوات الأولى من الحكم الشيوعى وحولها إلى فيلم سينمائى تشانج يى موو المخرج الذى رشح لجائزة أوسكار. تُرْجمت روايات مو يان إلى لغات عالمية كثيرة بصفته رائدًا من روّاد الأدب الصينى المعاصر، ما جعله فى مصافّ كتّاب الرواية الأكثر تأثيرًا فى عالمنا اليوم، هذا وقد تم ترجمة رواية الذرة الرفيعة الحمراء للغة العربية. 11 أكتوبر 2012، أعلنت لجنة نوبل فى الأكاديمية السويدية، بيتر ، السكرتير الدائم لأكاديمية السويدية لهذا العام جائزة نوبل فى الآداب الفائز بها هو الأديب الصينى مو يان. قالت عنه لجنة نوبل للأدب «الذى يدمج الهلوسة الواقعية بالحكايات الشعبية، والتاريخ والمعاصرة «. أصبح مو يان أول كاتب صينى يفوز بجائزة نوبل للآداب لجمهورية الصين الشعبية.