الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

100 قتيل بين صفوف الجيش التركى فى ليبيا وسوريا.. وأنقرة تعترف باثنين فقط

دمـاء الأتراك فى رقبة أردوغـان

تضارب للأنباء وتواتر تصريحات المسئولين، وانتشار الشائعات وحالة من الغليان يعيشها الجيش التركي، أما الشعب فى عزلة عن الحقيقة، وهو ما أثار حالة من الاستهجان والغضب، إذ لم تشهد تركيا هذه الحالة من قبل من تعتيم إعلامى وتدليسا للحقائق، وتكميم الأفواه وتهديد كل من يتحدث بالاعتقال، هذه هى أساليب تعامل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع أهالى ضحايا مهامه العسكرية.



وقد يكون قتلى الجيش التركى ليسوا جناة بقدر ما هم مجنى عليهم، فهم ينفذون أوامر عسكرية من يرفضها يعتقل، ومن ثم يرسلون للموت فى تنفيذ مغامرات رئيسهم التى دائما ما تبوء بالفشل، ومن ثم يدفنوا دون مراسم عسكرية، ويهدد ذويهم بعدم الإفصاح عن أى تفاصيل تخص مقتلهم، وهو ما حدث لـ18 جنديًا تركيًا لقيوا حتفهم فى ليبيا خلال عملية الدعم العسكرى التركى لمليشيات حكومة فائز السراج حليف أردوغان، وبسبب الرفض الشعبى لتلك العملية أرسلوا فى الخفاء، إذ كذب أردوغان وقال لم نرسل ضباطًا وإنما أرسلنا فنيين عسكريين وعددًا قليل من الجنود» فى إطار مذكرة التفاهم البحرية العسكرية التركية الليبية التى حظيت برفض عالمى واسع.     مقتل «العقيد أوكان ألتيناى» كان حديث الساعة فى تركيا على مدار 6 أيام، حاول فيها أردوغان طمس كل معلومة عن مقتله، إلا أن فضح أمره موقع روسى نشر صورة العقيد التركى وصفته، ومن ثم حاولت الصحف والمواقع التركية التواصل مع عائلته إلا أنهم رفضوا التحدث، وهو ما نشرته صحيفة «ينى تشاغ» التركية بعد تواصلها مع «تشولاك» الوحيد الذى تشجع وتحدث عن مقتل قريبه. إلا أن السلطات التركية ضربت مثلا فى تكميم الأفواه وحذفت من أخبار الإنترنت كل ما يتعلق بمقتل العقيد «ألتيناى»، إلا أن الصحف التركية التى نشرت الخبر أكدت صحة الأخبار، ودشن المئات هاشتاج «ألتيناى شهيد تركيا فى ليبيا» فى تحد لسياسات التعتيم الإعلامى. ونقلت صحيفة «سامان يولو» التركية عن أحد أقارب العقيد «ألتيناى» وهو «باتوهان تشولاك» الذى كتب على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» أن العقيد التركى قد قتل فى هجوم نظمته القوات التركية على ميناء طرابلس، ومن ثم تصدت له قوات المشير خليفة حفتر، وقتل «ألتيناى» فى هذا الهجوم. وبعد أيام من تداول أخبار عن فشل الهجوم التركى على ميناء طرابلس ومقتل قائد، تواصلت الاستخبارت التركية مع عائلة «ألتيناى» لدفن جثته بصمت وعدم الإفصاح للوكالات الإخبارية والصحفيين بأى معلومة تخص مقتله، وحينما وصل جثمانه من طرابلس إلى تركيا دفن على الفور فى مدينة أيضن التركية دون أى مراسم عسكرية كما يستحق أى قائد عسكرى تركي، فقط حضر بعض زملائه بأكاديمية أيضن العسكرية لتقديم التعازى. وقد حاول موقع «T24» التواصل مع مسئولو وزارة الدفاع الوطنى التركية والتى رفضت إعطاء أي معلومات حول مقتل العقيد التركي، وهو الرد الذى استنكره الكاتب والمؤلف التركى أورهان أورغلو، إذن من الذى دفن؟ وكيف جاءت جثته من ميناء طرابلس؟ «100 قتيل تركى فى سوريا وليبيا».. وهو ما يكشف أكاذيب إبراهيم كالين المتحدث الرسمى باسم الرئاسة التركية الذى قال: إن القوات التركية لم تشن أى هجوم على ميناء طرابلس من الأساس، ومن ثم تحدث أردوغان أنه بالفعل قد أرسل ضباط وقادة أتراك من قيادات المعارضة والمليشيات المسلحة السورية إلى ليبيا، ويوجد العديد من الشهداء إلا أنه لم يفصح عن أعدادهم التى تثريبا قد بلغت الآن 100 شهيد تركي، على حد قول الكاتب، ووفقا لصحيفة «سامان يولو». مقتل «الملازم محمد على كوركماظ» ثانى قتلى الجيش التركى فى ليبيا والذى أثار حزنًا واسعًا فى تركيا، ومن بعده الملازم أتاتورك الذى قتل فى الهجوم التركى الفاشل على ميناء طرابلس. «بيرام جوناى وإلياس باغاتير»، جنديين تركيين قتلوا فى ليبيا خلال هجمتهم المعتدية على الأراضى الليبية، ولم تتوصل الصحف التركية لمعلومات أكثر حول مقتلهم، وإنما اكتفت بمانشيت «كل يوم شهيد» وصور الجنود الذين لقوا حتفهم.   وما يثير الاستغراب أن أردوغان يعترف بقتلاه فى سوريا ويقيم لهم جنائر عسكرية إلا أنه يخشى إعلان فشله فى ليبيا لذا يخفى عددًا من قتلوا من ليبيا من جنوده فليس لشهادتهم مبرر، إنما فى سوريا يتشدق بمحاربة الإرهاب الذى يهدد حدوده، لذا أخفى كلمة ليبيا من أخبار موت الجنود الأتراك على بعض المواقع، بل وزيف أماكن موت آخرين، ومنهم الملازم «على إمره» الذى كان موته فجيعة ليس لعائلته فقط التى انهارت تماما أمام الكاميرات وأمه التى ذرفت الدموع على فراقه، ولكن أيضا للعديد من شباب تركيا، فقد حظى بجنازة عسكرية وقيل: إن «إمره» قتل فى هجوم عسكرى بسوريا، إلا أن ما أثير فى الأيام الماضية أن «على إمره» كان من ضمن القوات التركية التى أرسلت من سوريا إلى ليبيا. صحيفة «أيدينليك» التركية نشرت فيديو أثار جدلًا واسعًا فى تركيا، ظهر فيه عدد من الجنود الأتراك يحاولون حمل جثث زملائهم الذين قتلوا خلال هجماتهم العدوانية على الأراضى الليبية، وبالفعل تأكدت صحف أخرى من صحة الفيديو، وأكدوا أن عدد قتلى الجيش التركى فى ليبيا قد تخطى الـ18 قتيلًا، فى حين لم يعترف أردوغان سوى بمقتل جنديين فقط.