الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

على الكعبى عاشق مصر

يمتلك مخزونا من الحب غير العادى لدرجة العشق تجاه مصر والمصريين.. لا تأتى فرصة إلا وانتهزها للحديث عن تاريخ مصر وحضارتها وعظمة مكانتها وشعبها..



يتحدث بلسان مبين فى حب مصر.. عاشق لتراب أم الدنيا لا يخجل من إعلان ذلك أمام ملايين المشاهدين من عشاق الساحرة المستديرة..

وطنى مخلص يدرك قيمة مصر وقامة شعبها وعبقرية موقعها وتفاصيلها على الخريطة منذ آلاف السنين..

■ ■ ■

آه يا مصريين تبدعون وتتألقون ولكم العشق ولكم التاريخ .. هكذا يبدأ كلامه ناصحا شارحا فاتحا قلبه ووجدانه بذاكرة ممتلئة عشقا للمصريين وأرض الكنانة.

إنه المعلق الرياضى الإماراتى الأشهر «على سعيد الكعبى» المولود فى إبريل من عام 1966.. وكأنه ولد مصريا وطنيا.. محبا لمصر وشعبها وكرة القدم بها، حافظا لخريطة كرة القدم وجماهيرها وأنديتها مثل المصريين أو أكثر.

عرفه جميع عشاق كرة القدم فى الوطن العربي، فهو أحد أشهر المعلقين الرياضيين على مستوى المنطقة، وصاحب كفاءة مهنية عالية، بالإضافة لامتلاكه حصيلة كبيرة من المعلومات التاريخية والثقافة الرياضية جعلته صاحب «كاريزما» خاصة، فضلاً عن نبرة صوته التى تُميزها جماهير الكرة من المحيط إلى الخليج.

■ ■ ■

صنع لنفسه مكانة كبيرة بين الجمهور، حيث تم اختياره ضمن الوفد الإعلامى الخاص بتغطية مشاركة المنتخب الإماراتى فى مونديال إيطاليا 1990، وكانت مباراة الإمارات وألمانيا فى ذلك المونديال، نقطة تحول فى حياته، حيث يقول عنها إن بلاده شاركت بالمونديال لأول مرة، وكان حينها أصغر معلق رياضى فى البطولة، كان عمره 20 عاماً، وقد سجل خالد إسماعيل هدفه التاريخى للكرة الإماراتية فى مرمى الماكينات الألمانية، وتصادف خلال المباراة أن تساقطت الأمطار، وهبت عاصفة شديدة، أدت إلى ضياع ورقه الذى يسجل فيه معلوماته، ما جعله يعلق باجتهاده الشخصي، وهو الأمر الذى جعل منه أحد عمالقة التعليق الرياضي.

■ ■ ■

فى عام 1997، انطلقت قناة أبوظبى الرياضية، وكان الكعبى من أشهر وأبرز مؤسسيها، وعاشت فترة رائعة تحت إدارته، حتى أنه كان السبب فى تسمية قناة أبو ظبى بـ«سيدة القنوات» فى تلك الفترة، كما شغل أيضاً منصب مدير التحرير التنفيذى فى جريدة الاتحاد الإماراتية عام 2003، و اختارته قناة الـ«إم بى سي» ليكون أحد أبرز معلقيها فى بطولة كأس الخليج التى أٌقيمت فى سلطنة عمان عام 1996، وفرض نفسه بفضل تألقه ضمن كادر الفريق العربى الموحد لتغطية مونديال فرنسا 1998.

«أبو فيصل» كما يحب أن يناديه من حوله، رغم الشهرة الواسعة التى حقهها، إلا أنه لا يحب الظهور الإعلامي، لذلك فقلما تجد عنه أى شىء فى الأخبار فحياته بمثابة صندوق مغلق، يؤمن أن المعلق يستطيع أن يقول ما يشاء خلال تعليقه على المباريات، وبالتالى فلا حاجة للتحدث من أى منصة أخرى.

■ ■ ■

«شيخ مقامات التعليق»، هذا اللقب أطلق عليه، لما يمتلكه من موهبة «خرافية» فى التعليق، فهو يمتلك القدرة على التكيف مع مجريات المباراة، فهو يرفع من وتيرة صوته مرة ويخفّضها مرة أخرى، ويطل على المشاهدين بعبرة وحكمة أو بيت شعر، ليخرج المستمع بمعلومة قيمة.

قال عنه صاحب الحنجرة الذهبية المعلق التونسى رؤوف خليف:» من يذكر على سعيد الكعبي، فهو حتما يحكى عن مدرسة رهيبة فى التعليق العربى ورجل الإبداع، أبو فيصل صوت يطرب الآذان وموسوعة لغوية تعطى للمشاهد متعة المتابعة، هذا الرجل وأنا الذى كنت من أقرب الناس إليه فى كل المواعيد العالمية الكبرى، لمست فيه حب النجاح وثقل المسئولية وهاجس التحدي، رجل جمع بين قوة الاحتراف المهنى وعلوّ الأخلاق». ولأجل هذه الموهبة وذاك الإبداع الذى أمتع الملايين من عشاق الساحرة المستديرة ولأجل عشق ثابت متأصل فى قلبه وعقله للمصريين ومصر.. لا يترك فرصة إلا وتحدث فيها عن عظمة ودور قاهرة المعز وشعبها من الإسكندرية إلى أسوان وجدناه عن جدارة يستحق «وسام الاحترام».