الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

انتهى الدرس يا مرسى

مصطفى بكرى يروى حكايات ونوادر الإخوان فى زمن الحكم والسلطان الحلقة الأخيرة الراجل بيودع

في أحدث إصدارات الكاتب الصحفي وعضو البرلمان مصطفى بكرى تحت عنوان «حكايات ونوادر الإخوان فى زمن الحكم والسلطان»، الصادر عن مؤسسة «أخبار اليوم»، والذي استعرض من خلاله كذب وخيانة ما يسمي بـ«جماعة الإخوان»، بأسلوب ساخر، علاوة على رصده وتحليله لكل المؤامرات التي خطط لها تلك الجماعة الإرهابية، تحت مسمع مندوبها في قصر الرئاسة «محمد مرسي»، فضلاً عن تحويل مقر الحكم إلى مكتب«المرشد»، بالإضافة إلى فضح ما قام به «الأهل والعشيرة» في ساحة الوطن خلال السنة «الكبيثة» من حكم التنظيم، وذلك طبقًا لرواية شهود عيان عاصروا حكم ذلك التنظيم الذي ظل طوال 80 عاماً يعيش في الجحور. فى الحلقة الأخيرة من كتابه قال الكاتب مصطفى بكرى: «أكاذيب متعددة حواها حديث مرسى، ادعاءات تصفية حسابات اتهامات دون سند أو دليل، وصلت لحد إدانة قضاة ورجال أعمال وقادة وسياسيين وإعلاميين على الهواء مباشرة، وبعيدًا عن اللغة المتدنية والإهانات وسب فئات كثيرة من أبناء الشعب، وبعيدًا عن تجاوز الحقائق والوعود الزائفة، دعونا نركز على بعض الأكاذيب التى حواها الخطاب والتى دفعت البعض للقول: إن محمد مرسى لو شاهد خطابه مرة أخرى فحتمًا سينزل معنا مظاهرات 30 يونيو للمطالبة برحيل محمد مرسى!!»، مضيفا: «أولها أكذوبة النائب العام، صب الرئيس مرسى جام غضبه على النائب العام الشرعى المستشارعبدالمجيد محمود، اتهمه واتهم النيابة بأنها لم تجهتد فى تقديم الأدلة، ولذلك حدثت البراءات التى أصدر فيها القضاء أحكامه، وحمله مسئولية فشل قضية مبارك، لأنه لم يقدم تقرير لجنة تقصى الحقائق». وتابع: «ويبدو أن الرئيس لا يعلم حتى الآن أن مبارك قد أدين بالمؤبد فى القضية، وكذلك الأمر بالنسبة لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، ثم ما رأيك يا مرسى فى أن النيابة العامة قدمت التقرير الذى تتحدث عنه للمحكمة وفقًا لتصريحات المستشار عبدالمجيد محمود التى أدلى بها فى أعقاب خطابك لقناة دريم، واتهمت النائب العام بأنه وراء غياب الأدلة فى قضية موقعة الجمل، ولذلك حصل المتهمون جميعًا على البراءة، ألا تعلم يا رجل حتى الآن أن النيابة العامة لم تكن لها علاقة من قريب أو بعيد بهذه القضية، وأن هناك قاضى تحقيق عُين من وزير العدل هو الذى تولى التحقيق فى القضية وهو الذى قدمها للمحكمة، ثم كيف تسخر من النائب العام ولجوئه للقضاء بهدف الحكم فى قضية عزله، وهل معنى احتمالية صدور حكم من محكمة النقض بعودته، يعد انقلابًا على الشرعية ومن ثم فإنك لن تلتزم بتنفيذ الحكم». واستطرد: «أكذوبة الفريق أحمد شفيق لقد تحدث محمد مرسى عن الفريق شفيق، مجردًا من أى أوصاف كان حديثه يعكس «غلًا وحقدًا» وخوفًا ورعبًا من احتمالية عودته لمصر فى 30 يونيو كما سبق وأن تردد، واتهمه اتهامات ظالمة لم يحسم القضاء أمرها, الرجل لا يزال بريئا حتى الآن فى نظر العدالة ونظر الناس ومع ذلك راح يتهمه بأنه مدان فى قضايا أرض الطيارين، بل جاء إليه بقضية جديدة متعلقة بصفقة شراء طائرات «البوينج» وزعم أنه اشترى صفقة الطائرات بأسعار أعلى بكثير من أسعارها الحالية، موضحًا:»كان يجب على مرسى قبل أن يتهم الفريق شفيق بصفته وزيرًا سابقًا للطيران أن يتساءل عن أعضاء لجنة المشتريات والتى تضم رئيس الشركة القابضة للطائرات ومحافظ البنك المركزى والعديد من رجالات الاقتصاد، دون أن يكون لوزير الطيران أى علاقة بذلك، ثم ألا يعلم مرسى أن سعر الطائرة وهى تباع فى مرحلتها الأولى تكون بأسعار أكبر بكثير من بيعها بعد ثمانى أوعشر سنوات، فى المرحلة التالية تباع الطائرات بأسعار أقل، لأنها تصبح فى مرتبة تالية، بفعل التقدم التكنولوجى، ثم إنه هذا هو الأهم، ليست هناك قضية أو بلاغ مقدم ومدعم بالمستندات يتهم شفيق بالضلوع فى الصفقة أو الحصول على عمولات فمن أين جاء مرسى بهذه الأكذوبة التى يستهدف من ورائها الإساءة للفريق أحمد شفيق؟». القاضى «المتهم»!! وتابع بكرى: «فجأة راح الرئيس يوجه اتهاما لأحد القضاة بالتزوير إنه القاضى على النمر وهو ضمن هيئة المحكمة الموقرة التى تحاكم الفريق أحمد شفيق، أمام الرأى العام دون سند أو دليل راح الرجل مرسى يوجه إليه اتهاما ظالمًا دون سند أو دليل، وليته اتهام متعلق بالتخابر أو الهروب من السجن أو التواطؤ بالعفو عن شقيق زوجة الرئيس الذى كان محبوسًا فى قضية رشوة بمحافظة القاهرة ولكن لأن السيد محمد مرسى رأى قال إيه بأم عينيه عندما كان مرشحًا فى انتخابات مجلس الشعب 2005 والتى لم يفز فيها بأن هذا القاضى المستشار الجليل على النمر كان يقوم بنفسه بتزوير الانتخابات البرلمانية لصالح خصم محمد مرسى»، مضيفًا: «كان الاتهام ظالما، لا يحوى دليلا ولا تحقيقا ولا اتهاما ولا حكما صادرًا من محكمة ولا إحالة للصلاحية لكن الناس تساءلت إيه الحكاية؟!، والحكاية وفقا للرواية التى سمعتها من أشخاص نافذين أن مرسى علم أن المحكمة التى تحاكم الفريق شفيق فى قضية الطيارين كان سيصدر حكمها فى 20 يونيو ببراءة شفيق، ولهذا السبب مورست الضغوط وذهب عصام العريان لهيئة المحكمة يطلب تأجيل إصدار الحكم الذى أشارت جميع التوقعات إلى أنه سيقضى ببراءة شفيق إلى ما بعد 30 يونيو حتى لا يؤثر ذلك على مركز الرئيس ويظهر «شفيق» فى صورة البطل البرىء، كان موعد النطق بالحكم هو العشرين من يونيو، ولكن فجأة جرى مد أجل الحكم إلا أن هيئة المحكمة رفضت جميع الضغوط التى استهدفت تغيير الحكم لينقلب من صالح أحمد شفيق إلى إدانته كان مرسى يتابع ذلك عن قرب ولذلك راح يستبق الأمر ويتهم أحد أعضاء هيئة المحكمة بالتزوير ليشكك فى الحكم المتوقع ببراءة شفيق من الآن وإلا قولوا لى ما هو المبرر لفتح النار على قاض جليل لم يرتكب جرمًا، ولم يحل للصلاحية ولم يوجه له اتهام، إنها طريقة «مرسى»، خدوهم بالصوت، حتى عندما يصدر الحكم يكون الرد جاهزًا، هذا رجل متهم بالتزوير ولابد من إعادة المحكمة، لقد أراد مرسى بهذا الاتهام النيل من هيئة المحكمة وتحريض الرأى العام ضدها، وممارسة الابتزاز عليها وهى ذات الطريقة التى تحدث بها عن القضاة الأفاضل الذين رفضوا الخضوع للابتزاز وأصدروا أحكامهم استنادًا للعدل والقانون وصحيح الأوراق المقدمة بالإدانة كانت أو بالبراءة». وأوضح: «كان مرسى يشيد بالقضاء فى خطابه وبعد ثوان معدودة يشكك فى أحكامه، ويتهم قضاته بأبشع الاتهامات ونسى أو تناسى أنه هو الذى استباح القضاء بالإعلان الدستورى ونسى أو تناسى أنه هو الذى أعطى الضوء الأخضر لحصار المحكمة الدستورية وإهانة قضاتها، وأنه هو الذى اتهم هيئة المحكمة بالتآمر واللعب من خلف ستار وأنه هو من أصدر قرارًا جائرًا بعودة مجلس الشعب الباطل واتهام المحكمة الدستورية بإصدارها حكمًا سياسيًا لا يستند إلى عدل أو قانون. وقال بكرى: «ثالث أكذوبة هى الإعلام فاسد، فكعادته أراد أن يردد مرسى خطاب جماعته واتهامهم للإعلام بأنه سبب الأزمات، وأنه هو وراء فشل السياحة لأنه يدفع بكاميراته لتصور مناطق أثرية خالية من السياح، بينما الحقيقة تقول إن حجم السياحة زاد مليونًا فى عهده الميمون ولا أعرف أين هؤلاء، وما دليله عن حقيقة الأرقام وإن كان يريد أن يعرف الحقيقة التى يعرفها بالقطع فليذهب ليشاهد الخراب فى جميع الأماكن السياحية، حذرنا مرسى نحن الصحفيين والإعلاميين وقال كفاية «سنة» أى أنه منحنًا عامًا نبرطع فيه ولكن حان وقت الحساب، قبل أن ينهى جملته انطلق نفر من عشيرته يهتفون: «ربيهم يا ريس» على نمط شعار «إدينا الإشارة نجيبهم فى شيكارة» وهو الشعار الذى أطلقه أنصاره الذين حاصروا المحكمة الدستورية». واستطرد: «مرسى اتهم محمد الأمين رئيس مجلس ادارة قناة «سى. بى. سى» بأنه متهرب من الضرائب وقال: إن البنوك لها 3 مليارات جنيه عند أحمد بهجت، رئيس مجلس إدارة قناة «دريم» وسأفترض بحقيقة هذا الكلام فلماذا لا يجرى التحقيق معهما أمام الجهات المختصة، وهل يصح أن يحرض الرئيس على أناس لا يزالون أبرياء حتى الآن ويتهمهم بالاعتداء على المال العام قبيل صدور حكم قضائى، الحقيقة تتضح بأبعادها المختلفة عندما يقول: «ياريت ساكتين، إنما عاملين قنوات فضائية علشان تشتمنا» إذن هذه هى حقيقة الأمر، رئيس يصفى حسابات، أستطيع أن أتغاضى عنك وأسكت عن تجاوزاتك إذا كنت معنا أو حولت قناتك أو صحيفتك إلى «بوق» لنا، لكن إذا قررت أن تواجهنا فحتمًا سنشهر بك ونمنعك من السفر، ونسعى إلى التنكل بك؟! أى منطق هذا وأى رئيس هذا، لقد تعمد الإساءة إلى نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد لمجرد أن مكرم عبر عن رأيه فى هذا النظام. وأضاف: رابع أكذوبة، كانت الوضع الاقتصادى، حيث تحدث مرسى عن الأوضاع الاقتصادية محملًا النظام السابق مسئولية تردى الأوضاع وديون مصر والعجز فى الموازنة العامة وأجمل هذه الديون بالقول: إن الديون الخارجية فى عهد مبارك وصلت إلى 35 مليار دولار بالإضافة إلى ديون داخلية نحو 177 مليار دولار، أى أن مجمل الديون وصلت إلى 212 مليار دولار، أى 1.5 تريليون جنيه فى مجملها، والحقيقة التى لا تقبل الجدل يا أخ مرسى أن ديون مصر الخارجية فى 30 يونيو من العام الماضى، أى يوم تسلمك السلطة ـ كانت 33 مليار دولار وزادت فى عام واحد حكمت فيه مصر من 33 مليار دولار إلى 44.5 مليار دولار بخلاف 7 مليارات دولار ديون الشريك الأجنبى، وأن الدين المحلى زاد فى عهدك من تريليون و100 مليار جنيه إلى تريليون ونحو 350 مليار جنيه وأن عجز الموازنة كان قد وصل إلى نحو 135 مليار جنيه قبل وصولك للحكم وزاد إلى 225 مليار جنيه بعد عام واحد من حكمك للبلاد، ناهيك عن زيادة معدلات البطالة وزيادة حجم التضخم وارتفاع الأسعار والأزمات التى سببت الاختناق لجميع الفئات الاجتماعية فى مصر، أما عن أكذوبة البنزين والسولار، واتهام أصحاب المحطات والعاملين بها بأنهم سبب الأزمة، فهذه أكذوبة جديدة، لأن السبب بالأساس هو عجز الدولة عن توفير الأموال لاستيراد النفط الخام وبعض المواد الأخرى وهو أمر انعكس على معمل «ميدور» الذى يعمل حاليًا بنسبة 40٪ من طاقته بعد أن توقفت العديد من البلدان التى تعمد مرسى الإساءة إلى العلاقات معها عن تقديم كميات النفط الخام المطلوبة قبيل أن تحصل على ثمنها مقدمًا». وتابع، سادس أكذوبة كانت فلول النظام السابق ورد على لسان مرسى فى خطابه «التحفة» مصطلح الفلول والنظام السابق وأعداء الثورة عشرات المرات، اتهم النائب السابق فودة الدقهلية وعاشور، يقصد مجدى عاشور الشرقية وشخصًا لم يسمه فى المعادى بأنهم وراء استئجار البلطجية وهم الذين يقومون بعملية التمويل لشباب المتظاهرين فى محمد محمود وغيره، اتهم بكل جراءة دون سند أو دليل ولو كان لديه لأبلغ عنهم، ثم إنه راح يتهم فتحى سرور وفرقته بأنهم يقفون وراء ما يجرى ويؤكد أنه عارفهم واحد واحد، فهل يتصور عاقل أن رجل القانون الذى بلغ من العمر ما يقارب الثمانين، سيتفرغ لقيادة أعمال البلطجة والتآمر ضد مرسى، هذه أكذوبة جديدة، ولو كان لديه دليل واحد لما تردد فى سجن الرجل الذى كان يدافع عنهم داخل مجلس الشعب ويرفض كثيرًا من المؤامرات التى كان تدار ضدهم خلال فترة ترؤسه للبرلمان، نفس الادعاءات التى تعود أن يلقى بها مرسى فى وجوه الجميع، تناقض كبير فى الأقوال والأفعال، فالرجل الذى يفخر بأنه أطلق سراح جميع المحاكمين أمام المحاكم العسكرية يهدد بإحالة منتقديه للمحاكم العسكرية وحبسهم، والرئيس الذى يتحدث عن البراءات التى يحصل عليها رموز من النظام السابق أو ضباط الداخلية المتهمون فى بعض القضايا هو نفسه الذى يحول دون الإعلان عن نتائج التحقيقات فى قضية استشهاد 16 جنديًا فى سيناء وهو ذاته الذى غل يد الجيش والشرطة فى القبض على الذين اختطفوا جنودنا فى سيناء وقال يجب أن نحرص على سلامة الخاطفين والمخطوفين وكأنه لا يريد القبض على الخاطفين، لأنهم سيكشفون عن حقائق تقلب الأوضاع. وأردف:» سابع أكذوبة هى الإشادة بالجيش والشرطة، حيث كان حديثًا ممجوجًا يشيد فيه بالشرطة ويطلق أنصاره لمحاصرة مقر الأمن الوطنى وإهانة رجال الشرطة، وينتقد القضاء إذا أفرج عن بعض المتهمين منهم، كذلك الحال مع حديثه عن الجيش، لقد أراد أن يقول إن الجيش معى، وأنا قائدهم الأعلى وإن الفريق أول السيسى ينفذ تعليماتى وأن هناك متآمرين يحاولون الإساءة للعلاقة بين مؤسسة الرئاسة وبين القوات المسلحة وقس على ذلك، إن مرسى بدا فى هذا الخطاب فاقد الأعصاب، انتقاميًا يسعى متعمدًا لتشويه خصومه والإساءة إليهم، ويشكك فى جميع مؤسسات الدولة المصرية بلا استثناء، بل يسب الشعب المصرى ويتعمد الإساءة إليه، وبهذا الخطاب أساء لصورة ومنصب الرئيس حيث راح يخوض معارك صغيرة ويتهم الناس دون سند أو قانون ويستخدم ألفاظًا من عينة: «نحن غير قابلين للانضغاط، البنت دى، عقرب بيقرصنا»،كما بدا فى هذا الخطاب وكأنه الحاكم الإله، وضح ذلك من حديثه الذى لا يقبل الجدل وتعليماته التى لا تستند إلى قانون ومنها قوله: «خلال أسبوع أطلب من جميع المسئولين إقالة المتسببين فى الأزمات، هكذا دون تحقيق أو حكم قضائى ولكن بإساءة استخدام السلطة فى قرارات انتقامية وغير مدروسة الهدف منها إبعاد القيادات عن مناصبها بحجج واهية وتعيين عناصر إخوانية بدلًا منها وقد منح المسئولين أسبوعًا فقط للإجهاز على هؤلاء جميعًا».. وقال بكري: الساعات المقبلة ستزف النصر إلى مصر، الشعب يفرض إرادته، الإخوان مذعورون، حلفاؤهم يتساقطون الواحد تلو الآخر، رجال الشرطة صدقوا العهد، جيشنا العظيم لن يتخلى عن الشعب، سترون من أمرهم عجبًا، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..اجتمع مكتب الإرشاد الإخوانى، كان الذعر هو المسيطر، والخوف، راحوا يعيدون قراءة السيناريوهات المتوقعة، بعضهم حمّل مرسى المسئولية، وآخرون حمّلوا الشاطر.. اتهامات، غير أن الجميع راحوا يبحثون عن حل يرضى الجماعة الوطنية وينهى التظاهرات العارمة، لكنهم كانوا أغبياء، لقد تحركوا متأخرين، الشعب لم يخرج لإسقاط النظام كما فعل مع مبارك لكنه خرج لاسترداد دولة مختطفة.. محمد مرسى يختبئ فى إحدى دور الحرس الجمهورى خائفًا مذعورا.. على أى شىء كان يغامر ويقامر!!». وتابع:» كان الاقتراح المطروح أمام مكتب الإرشاد يقول فى حال تأزم الموقف واستمرار التظاهرات يمكن طرح مبادرة تقوم على:ـ الموافقة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ـ تكليف د.محمد البرادعى بتشكيل حكومة وطنية، تغيير النائب العام الحالى، الموافقة على إعداد دستور جديد للبلاد، تحديد موعد إجراء الانتخابات البرلمانية وتعقبها الانتخابات الرئاسية المبكرة، كان المقابل المطروح هو الخروج الآمن الذى يجب أن يضمنه الجيش بلا محاكمات وبلا إجراءات ضد عناصر الإخوان وتنظيمهم وحزبهم، حيث عقد محمد مرسى اجتماعًا مع حلفائه من الأحزاب الإسلامية، كان مرسى مذعورًا كأنه فوجئ بما يحدث، لقد أدرك أن الجيش لن يقف معه وأن الشرطة تخلت عنه، وانحازت إلى الشعب، لم يكن لقاءً عاديًا كان رؤساء الأحزاب الإسلامية فى حالة إحباط شديد، كأنهم يرون نهاية حلم السلطة أمام أعينهم، مضيفًا:» الإخوان أدركوا أن أوباما قد بدأ مسلسل الرحيل، بالأمس طالب بتنازلات متبادلة، غدًا سيدين تصرفات النظام وجماعته تجاه المتظاهرين بعدها سينزل معنا ميدان التحرير ويهتف «ارحل» لكننا لا نريدك يا أوباما ولا نريد سفيرتك ولا إدارتك.. منذ الصباح الباكر احتشد الملايين فى الشوارع والميادين، صحت مصر على صوت واحد، أحدثت الفرز بين نخبة وطنية وأخرى فاسدة مفسدة، لم يجرؤ أصحاب الوجوه الكالحة على الظهور، هؤلاء الذين سلطوهم علينا باسم الثورة، أساءوا للشعب ونضاله ونخبته الوطنية باسم الثورة، أهانوا الجيش وهدموا الشرطة باسم الثورة، والآن يريدون منا أن نبلع طعمهم الجديد بحديثهم عن الفلول وعن العسكر.. تأملوا وجوه الناس الشقيانين، التعبانين، مصر المثقفين، العمال، الفلاحين، الموظفين، ملح الأرض، تراب الوطن، أرضه وسمائه، ها هى مصر تعود، تناديكم، تطلب الإنقاذ.. لم تبخلوا ولن تبخلوا عليها، إنها أمنا الرؤوم، إنها بيتنا وأهلنا، ماضينا وحاضرنا.. دموع تنهمر من على الفضائيات، حنين يتدفق إلى وطن غاب عنا، اختطفوه منا.. المصريون فى الخارج كما هو فى الداخل، يبحثون عن الوطن، عن الحضن الدافئ الذى اختفى، عن الأمل المشرق الذى يمسك بتلابيبه الجميع، عن حزب الكنبة الذى تحرك وخرج وسيسطر على الميادين.. لقد أصبحت البيوت خالية، الناس فى الشوارع والميادين تجسد الحلم، تهتف للوطن، لا ترفع سوى علم مصر، اختفت الأعلام الحزبية، تراجعت الأبواق الشخصية». وتابع:«أصبحنا جميعًا نغنى: بلادى بلادى بلادى.. لك حبى وفؤادى.. أمريكا تريد وتصر أن تبقى اللاعب الأساسى كأنها تريد أن تقول لنا إن الأمر بيدها هى، وإنها هى التى تدير الأمور وتحرك الخيوط علانية ومن خلف ستار.. تطرح مبادرة جديدة على الجماعة وعلى الجيش، تطلب أن يبقى مرسى فى سدة الحكم ولو بشكل رمزى، إنها تريده أن يكمل مدته، وإلا فشل مشروعها فى ليبيا وتونس واليمن، قفزت على الثورات العربية وألحقت بعضها بـ«الناتو»، والبعض الآخر تركته عرضة للفوضى والأزمات.. قالت مبادرتها الجديدة: يتولى الجيش مهمة تشكيل حكومة جديدة ويجرى الاتفاق لتشكيل جمعية تأسيسية جديدة تعد دستورًا جديدًا وتجرى انتخابات برلمانية ورئاسية بإشراف قضائى ورقابة دولية!! ينسى الأمريكيون أن الشعب المصرى قد حسم خياره وأسقط جميع الرهانات الأخرى، إنهم لا يعرفون هذا الشعب جيدًا، «باترسون» قدمت معلومات زائفة، بثت الأكاذيب، قالت إن الصندوق هو الحكم، وإن الشعب المصرى قابل بذلك، حذرت من فشل مشروع الإدارة الأمريكية وتعاملت معنا كأننا لعبة أو دمية تحركها كيفما تشاء!! الجيش المصرى فى حالة استنفار، لقد نزل الجيش إلى الشوارع فى الفترة من 5 ـ 8 صباح الأربعاء الماضى، سيطر على الأمن فى البلاد، نسق مع الشرطة وكانت مصر قاسمهما المشترك».