26 يونيو 2019 - 45 : 14
رئيس مجلس الإدارة
عبد الصادق الشوربجي
رئيس التحرير
احمد باشا

رئيس مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى

علاء عبدالعزيز: التجريبى على هامش التيار السائد وليس للجمهور العادى!

تولى مؤخرا الدكتور علاء عبد العزيز رئاسة المهرجان الأكثر إثارة للجدل «مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي» وكان من أولى القرارات التى اتخذها عبدالعزيز احتفاظ «التجريبي» باسمه دون إضافة «المعاصر»؛ عن المهرجان وعودة التسابق وتفاصيل أخرى حدثنا عبدالعزيز فى هذا الحوار:



■ كيف استقبلت قرار توليك مسئولية رئاسة المهرجان خاصة والوقت ليس فى صالحك؟ 

ــ بالطبع جاء القرار فى وقت متأخر ومثل أى مسئولية بها نوع من القلق؛ لكن بالطبع شعرت بسعادة كبيرة لأن هذا المكان شغله أستاذى الكبير الدكتور فوزى فهمى فهناك نوع من الفخر بأننى أشغل نفس المكان الذى شغله استاذى الكبير، وهو مسئولية كبيرة لأنه مهرجان ضخم كما أننى سبق وحضرته عندما كنت طالبا فى المعهد، وأعلم جيدا مدى أهميته مثلى مثل كثير من الباحثين المصريين اعتمدنا بشكل كبير على المراجع من إصداراته كانت ترجمات متعددة لمدارس واتجاهات نقدية حديثة لمؤلفين مهمين، فهناك من أقاموا أبحاثهم على مطبوعات التجريبى لكتاب كنا لا نعلم عنهم شيئا، وعندما سافرت إلى انجلترا وجدت عددا من هذه الكتب غير مترجم للإنجليزية شعرت بفخر كبير ومسرحيات كثيرة لا أقول إننا متقدمون على انجلترا فى الترجمة على سبيل المبالغة؛ لكن المهرجان كان لديه من الوعى الذى جعله يقدم مؤلفين جددا واتجاهات مهمة للساحة المسرحية المصرية فى ذلك الوقت، وبالتالى لدى مزيج من مشاعر الفخر والقلق.

■ هل تتوقع إقبالًا على المشاركة ضمن فعاليات المهرجان خاصة فى ظل أزمة الوباء العالمى «كورونا»؟  

ــ الوضع فى دول أوروبا أكثر سوءا من مصر وهذه حادثة مستجدة، ونحن نعمل مثلنا مثل الطالب الذى تم إلغاء امتحانه أو هناك إحتمال كبير بإلغاء الامتحان؛ لكنه يجب أن يجلس لمراجعة دروسه ليس هناك شيء مضمون نعمل ولدينا كثير من عوامل عدم اليقين متعلقة بأشياء متعددة لا أعلم ماذا سيحدث لكننا مضطرون للتجهيز لكل شيء حتى ينطلق المهرجان فى موعده وخلال أيام سنعلن عن فتح باب المشاركة.

■ كيف استطعت اقناع الدكتور فوزى فهمى بالرئاسة الشرفية للمهرجان؟ 

ــ عندما أعلنت كنت قد حصلت على موافقته إلى حد كبير، كما أننى من تلامذته المقربين وأعتقد أن هذه المسألة يسرت على الأمر لكنه فى البداية عنفنى ورفض القبول خاصة أننا فشلنا بالأكاديمية فى تكريمه أكثر من مرة.

■ هل ترى فى وجود اسمه مساندة ودعم لنجاح المهرجان؟

 لا أعتقد أن هذا هو السبب الوحيد لأننى فى النهاية تلميذه المباشر وفى كل الأحوال إذا طلبت مساعدته ودعمه سيساعدنى بلا تردد لكن هذا المهرجان أعتقد أنه يحمل نوعا من الارتباط المعنوى والنفسى الكبير باسمه؛ وسواء فى المهرجان أو بدونه ألجأ إليه دائما لاستشارته هو أستاذى بكل ما تعنيه كلمة أستاذ ليس فقط فى قاعات الدرس ولكن فى الحياة أيضا. 

■ عادة تهدم الإدارات الجديدة كل ما هو متعلق بالقديم لماذا قررت انتهاج سياسة مختلفة بالرجوع لكل من سبقك فى إدراة المهرجان؟

ــ الكثيرون يظنون أننى سأسعد بهدم القديم لكننى أصريت فى أول قرار المجلس الجديد أن أوجه الشكر للمجلس السابق؛ لأننى مؤمن باستمرار البناء بالتراكم وأضرب لك مثل حى الأستاذة «منى عابدين» أى شخص فى وضعى كان سيتخلص من الإدارة بالكامل بينما تم تفعيل قرار مدير مكتب رئيس المهرجان الخاص بها ومعى ريهام أحمد أيضا؛ من يتنكر لكل ما سبقه شخص ليس لديه ثقة بنفسه ولا يرى سوى موقعه بينما قررت الجلوس مع دكتور سامح مهران حتى نتشاور فى بعض الأمور ومن حق كل إدراة أن يكون لديها رؤية معينة فى تنفيذ الأهداف؛ وسوف أجلس مع كل أطياف المسرح المصري.

■ ماذا عن عودة الترجمة ومطبوعات المهرجان وأزمة حقوق الملكية الفكرية؟

ـــ سأسعى جاهدا للعودة إلى فكرة المطبوعات ومشكلة حقوق الملكية مشكلة كبيرة لكن لها أكثر من حل بالتواصل مع دار النشر أو وكيل دار النشر أو وكيل المؤلف نعلمه أننا نطبع فى سياق غير تجارى؛ لأن كتب المهرجان لا تباع وهناك مطبوعات أصبحت مفتوحة ولا تحتاج إلى مقابل مادي. لماذا اتخذت قرارا بعودة التسابق فى حين أن البعض يرفضه وبشدة؟

 فكرة إلغاء التسابق لم يكن متفق عليها من المجلس السابق بشكل كامل وهى دائما قضية خلافية لكن أغلب الناس مع التسابق؛ لأن الأغلبية فنانين ممارسين يقدمون عروضا ويريدون المنافسة بها والتسابق لم يتم الغاؤه من المهرجان بشكل متكامل بدليل وجود لجان للمشاهدة تقوم بتقييم العروض وترتيبها بالتحليل والمقارنة والتقييم مثل التحكيم، وبالتالى وجود مهرجان يعنى بديهيا وجود التحكيم.

■ لكن عادة ما يخشى الناس من إعتراض الفرق المشاركة على النتائج؟

ـــ يجب ألا نخشى أحد ولابد أن يكون إختيار وتحديد لجنة التحكيم بشكل جيد للغاية وكذلك لجنة المشاهدة لأن المقدمات تقود إلى النتائج والإختيارات الخاطئة تؤدى إلى مصائب أحيانا تأتى بمحكمين بعد مرور أكثر من يوم لا يتذكرون العرض؛ لأننا نهمل شيء فى غاية الأهمية المقرر وأمين سر اللجنة لابد أن يكون متخصص ومنظم وعدم وجوده يعقد الأمور. 

 ■  هل ترى أن غياب التسابق أفقد المهرجان الروح والوهج؟

ــ ليست هذه المشكلة الحقيقية لكن فى الواقع وبشكل أكثر موضوعية أن الفرق من مستوى معين أصبحت تحصل على أموال ضخمة وفرق أخرى ليس لديها وقت؛ لأن جدولها مزدحم لمدة عامين قادمين لكن لابد من تحديد هدف المهرجان عندما قدم كان سباق ومهم لأنه جاء مع نهاية الثمانينيات وأحدث حالة مختلفة فى المنطقة العربية، وكانت له خصوصية فى شكل عروضه ومسابقته الرسمية والكثير من المهرجانات فى انحاء العالم تعتمد على التسابق.

■  كيف ترى فكرة التجريب اليوم؟

ـــ عندما انطلق التجريبى فى ثمانينيات القرن الماضى كانت فكرة ما بعد الحداثة وهيمنة الصورة انتهت فى اوروبا لكنها كانت فتح جديد بمصر؛ لذلك وجدنا عددا كبير جدا من العروض تعتمد على الصورة بإعتبارها اسهل فى التلقى أو هكذا يظن لأنها لا تحتوى على الكلمة وبالتالى تكون أقرب للجمهور والتجريبى فى الواقع ليس للجمهور العادى لأن المسرح التجريبى مسرح الهامش بمعنى هو نشاط على هامش التيار السائد تجاريا هذه المسارات الجديدة عادة ما تأخذ قرونا حتى تحدث نقلة فى الحساسية والتلقى لذلك لا يمكن احتسابه على التيار السائد، وأعنى بالتيار السائد «برودواي» فى امريكا، «الويست اند» فى انجلترا ومسرح «البوليفار» فى فرنسا المسرح الذى يهدف إلى المتعة فى المقام الأول وهو شيء غير ردىء على الإطلاق.

■ إذن ما ردك على القائلين بأن التجريب انتهى من العالم؟

ـــ هل البشرية انتهت؟!، هذا مفهوم خاطئ الفرق بين التجريب والتجربة واضح ولا يحتاج إلى شرح وما بعد الحداثة ألغت فكرة الوحدة وعدم ترابط عناصر العرض المسرحى بالشكل الدرامى التقليدى لأن جوهر ما بعد الحداثة الإستغناء عن النص ومع نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة ظهر من جديد المسرح التسجيلى وكان موضوعى فى رسالة الدكتوراه، وهو كان موجودا فى العشريينيات مثل مسرح بريخت، وبيتر فايس والكتاب الألمان..»never say never» ، لأن التجريب بمعنى المعمل سنجد له العديد من المصطلحات لكن المسرح التجريبى هو المسرح الذى لا يهدف إلى تحقيق الربح لتقديم تسلية للجمهور هذه النوعية من العروض تقريبا معظمها إنتاج الدولة والثقافة الجماهيرية وفرق النوادى تحديدا يقدمون تجريب برغم أننا نتعالى عليهم فى حين أنهم يقدمون أعمالا بعيدة عن الربح وتحقيق الجماهيرية، ويعتمدون على الإبتكار بإيجاد حلول بالإنتاج الضعيف.

■ هل ستسعى لزيادة ميزانية المهرجان؟

ـــ كل الإحتمالات واردة لكننى سأسعى جاهدا الا تزيد الميزاينة، وسأبذل كل ما فى وسعى حتى تكون الجوائز مادية.

■ ما هى الشروط التى سيتم على أساسها تحديد مشاركة العروض المصرية ضمن فعاليات المهرجان؟ 

ـــ فكرة الكوته مرفوضة تماما لأن عند ظهورها تحدث بالقطع نتائج عكسية والمهرجان دائما كان بعيدا عنها وسنحدث بعض التعديلات على اللائحة القديمة ستحدد العروض لكن بالطبع لن يشارك من مصر أقل من عرضين بجانب ضرورة عدم تقييد العروض بتاريخ إنتاج معين قد أختار أعمالا عرضت منذ سنوات ندرس حاليا هذه المسألة؛ لأننا لدينا فترة كبيرة من يوم توقف المسابقة التى توقفت مع توقف المهرجان منذ عام 2010 عشر سنوات؛ المهرجانات الدولية لا تحدد زمنا للإنتاج هذه بدعة ارتبطت بالمهرجان القومي؛ المعيار الوحيد ألا يكون شارك نفس العرض بالمهرجان من قبل وعلى سبيل المثال ألا يتذكر الجميع عروضا شاهدناها فى تسعينيات القرن الماضى من الممكن إعادة تقديمها اليوم؛ لأنها لا تنتمى للتيار السائد مثل «حلم ليلة صيف» الأسبانى و»فاميليا» التونسى إخراج فاضل الجعايبى..!