26 يونيو 2019 - 45 : 14
رئيس مجلس الإدارة
عبد الصادق الشوربجي
رئيس التحرير
احمد باشا

علماء: رسائل التخويف من فيروس كورنا «حرام» يبدأ بـ «لايك وشير»

تتداول كثير من مواقع التواصل الاجتماعى وبخاصة الفيس بوك رسائل عديدة تنشر ملعومات خاطئة حول فيروس كورونا أو بيانات خاطئة عن عدد المصابين لنشر الهلع والخوف بين الناس الأمر الذى اصبح يمثل ظاهرة مجتمعية مؤخرا من تزايد انتشار المرض عالميا . 



ونتيجة لانتشار الشائعات حول مرض كورونا فى مصر بصورة لافتة قام الأزهر باتخاذ اجراءات لمواجهتها كان اولها اطلاق حملة للتوعية بين الناس قام بها مجمع البحوث الإسلامية من خلال وعاظه بمختلف محافظات مصر، كما اصدرت لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر الشريف بيانا شرعيا لمواجهة حالة الهلع التى يحاول البعض نشرها بين الناس بنشر شائعات حول فيروس كورونا فى مصر، واكدت ان كل انسان وجميع وسائل الإعلام عليه مسئولية فى مواجهة هذا المرض وعدم ترويج الشائعات وإثارة الرعب والفزع بين المواطنين.

وشدد الأزهر فيما يتعلق بمدى تفشى مرض كورونا على وجوب عدم الخوض فى نشر الأخبار المتعلقة بالخوف والأمن النفسى لأفراد المجتمع والتثبت من تلك الأخبار قبل تناقلها؛ لقول الله عزَّ وجلَّ: «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِى الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ»، داعيًا العليَّ القدير أن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء، وأن ينعم على العالم بالأمن والسلام.

مرصد الأزهر من جانبه كذلك قام بحملة عبر الانترنت لبيان خطورة الشائعات على الفرد والمجتمع من تقويض دعائم استقرار البلاد ويهدم أمنها وينزع الثقة بين مواطنيها، مشيرًا إلى أن الشائعات من أخطر الأسلحة التى تستخدمها الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية؛ لإثارة الفتن والقلاقل بين أفراد المجتمعات.

ولفت المرصد إلى أنه لاحظ -من خلال متابعته اللحظية لوسائل التواصل الاجتماعى- كمًّا كبيرًا من الشائعات التى تمَّت صناعتها وترويجها بشكل واسع حول فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، الأمر الذى أثار حالة من الذعر بين المواطنين، مهيبًا بضرورة استقاء الأخبار من مصادرها الرسمية، وعدم الانجراف وراء الأخبار الكاذبة التى ينشرها أصحاب المصالح والأجندات الخ.

الأوقاف من جانبها خصصت خطب الجمعة من اجل نشر التوعية بين الناس، ومحاربة الشائعات والشعوذة التى يتم الترويج لها عبر الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعى، وبعض القنوات، وحذرت من الانسياق خلف الصفحات والمواقع المشبوهة، وتؤكد على عدم أخذ أى تعليمات أو توجيهات فى أى شأن عام من غير المواقع الرسمية لمؤسسات الدولة كل فى مجال اختصاصه والعمل المنوط به.

فيما أكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن ترويج أى شائعات بشأن كورونا خيانة للدين والوطن، مؤكدًا أننا فى الوقت الذى نأخذ فيه بأقصى الأسباب ينبغى أن نحسن أمر التوكل على الله (عز وجل)، مؤمنين مع الأخذ بأقصى الأسباب أن ما أصاب كل واحد منا لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفى أجلها ورزقها.

وقال لـ «روزاليوسف» إنه ينبغى أولا توخى الحيطة والحذر والأخذ بأقصى الأسباب مع طمأنينة النفس وثقتها فى الله (عز وجل) والبعد عن كل أسباب الهلع والفزع، فشتان بين الاحتياط والأخذ بالأسباب وبين الرعب القاتل لصاحبه من غير قتل، ثم الحذرَ الحذرَ من الشائعات والأكاذيب والافتراءات والبهتان الذى يعد خيانة للدين والوطن، ثم الحذرَ الحذرَ من الانسياق خلف هذه الأكاذيب والشائعات التى تروجها جماعات موتورة وصفحات ومواقع مشبوهة.

من جهته يوضح الشيخ عويضة عثمان مدير الفتوى الشفوية بدار الافتاء انه فى حالة انتشار الأمراض لا يسمع لعوام الناس ويسمع فقط للطبيب الذى يخوف بالعلم، وللهيئة الصحية المعتمدة، وللوعاظ الذين ينشرون الطمانينة والوعى بين الناس.

أضاف أن من تعمد نشر الخوف بين الناس بسبب كورونا إن لم يكن من اهل الطب والاختصاص فعليه ان يعلم أنه يأتى بمحرم لأن الشخص يحرم عليه ان ينشر معلومة تنشر الخوف والهلع فى المجتمع لانه بفعله ذلك يمنع أمورًا كثيرًا.

الشيخ الصادق العثمانى الباحث فى الفكر الإسلامى، ومدير الشئون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل يرى ان الشائعات حول كورونا ومحاولة زرع الهلع والخوف بين الناس اصبح ظاهرة عالميا، وقال: المتابع لبعض التدوينات وعلى وجه التحديد تدوينات بعض المتدينين وطلبة العلم هذه الأيام تصاب بالدهشة لكون ما يكتبون ومايدونون يوحى بأن هؤلاء ينبغى القيام عليهم بالحجر الفكرى كما نقوم بالحجر الصحى اليوم على كل من أصيب بفيروس كورونا؛ لأنهم فى الحقيقة يساهمون بتدويناتهم فى زرع الخرافة والشعوذة والرعب والخوف بين الناس، فى اعتقادهم بأنهم ينشرون الدين الإسلامى الصحيح.

ولفت إلى قول أحدهم بضرورة التسلح بأدوية ربانية نبوية وبها لا يضر الإنسان بشيطان ولا جان، ولا فيروس كورنا ولا إنسان، وهى الأدعية والأذكار وقراءة القرآن فهو دواء وشفاء لكل داء، موضحا ان هذا معلوم ومهم لكن ينبغى علينا فى نفس الوقت عدم  تغييب الأخذ بالأسباب، والوقاية خير من العلاج كما يقال.

أضاف أنه إذا تم تغييب الأخذ بالأسباب نكون بذلك قد أنكرنا ما هو معلوم من الدين بالضرورة وأنكرنا الإيمان بالقضاء والقدر وفى نفس الوقت لم نتوكل على الله حق توكله.