الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جيش الملك كوفيد التاسع عشر

جيش الملك كوفيد التاسع عشر

تدخلت الدولة المصرية بكل ما لديها من مؤسسات مدنية وأمنية وعسكرية بنجاح لتحجيم انتشار فيروس كورونا، الذى انفجر فى وجة دول رأسمالية كبرى، كنا ننظر إليها أنهم حيتان إدارة أزمات وأفيال رعاية صحية، بينما هم كانوا ينظرون إلينا أننا لا نساوى جناح بعوضة على خريطة الإدارة أو الرعاية الطبية والعلاجية.



احتل بسهولة – الملك كوفيد التاسع عشر- المسمى علميًا وإعلاميًا بكورونا دول العالم، حتى أصبحت مجموع الدول التى تحت سيادته وسطوه تقريبا 185 دولة من إجمالى 206 دول، ولقوة نفوذه على تلك العالم، أصاب 752 ألفا و747 حالة، وتخطى عدد ضحاياه 36 ألفًا و226 حالة وفاة – حتى كتابة المقال- وفَرَضَ ولايته على مليار و750 مليون مواطن اتخذت حكوماتهم قرارًا بمنع خروجهم الى الشوارع وفرضت عليهم الحجر المنزلى.

ركعت أمريكا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وإسبانيا وإيران – دول المال والاعمال والاقتصاد والتسليح – أمام جيش» الملك كوفيد» الذى تعداده جنود من فيروسات لا ترى بالعين المجردة ولكن تشعر بجلدها وقوتها عندما تخترق جهازك التنفسى فتصبح فى تعداد المفقودين بكورونا.

دول العالم المتحضر تعاملت مع كورونا وكأنها فى العصور الحجرية استهانت..احتقرت..استخفت.. استصغرت.. فكانت النتيجة استعمارها بالفيروس وسط تهديدات بإبادة جماعية للعالم  إن لم يحترم قواعد اللعب مع الكبير –فخامة الملك كوفيد-.

فالصين بؤرة انتشار المرض وبعدما هزمها «كوفيد» وأصاب ما يتجاوز الـ80 ألف صينى، بدأت فى الغلق على نفسها وعلى مواطنيها، وطبقت «سيستم» عزل صارمًا، يعتبر الأصعب عالميًا [وبعدما] استشعر الملك «كوفيد» بقوة المواطن الصينى وقيادته السياسية وعزمهما على مجابهة «كورونا» بالالتزام بالمنزل ومقاطعة التجمعات وتطبيق التباعد الاجتماعى، [أعلن] جلاءه من الأراضى الصينية، فخفت قيود الحركة والتنقل فى مقاطعة هوباى ومدينة ووهان نقطة انتشار الوباء وبدأت عجلة الإنتاج تدور، حتى جاء اليوم الذى لم تُسجل فيه حالة إصابة جديدة ، وهذا ما لم يحدث فى دولة من دول العالم حتى الآن، بما فى ذلك أمريكا بكل إمكاناتها.

أما فى إيطاليا، فظهرت ثقوب عديدة فى تمرد شعبها على إجراءات الحكومة  المتخذة لمواجهة كورونا، وطَفَتْ ثقافة جهل مواطنيها بقيمة حفظ الأنفس بدعوى الحرية، فمارسوا شعائر التجول والتصافح والتنزهات والتجمعات أناء الليل وأطراف النهار رغم التحذيرات الحكومية والدولية، فتمكن منها الوباء وضرب أرجاءها حتى انفرط عقد الأحياء بسقوط ما يتجاوز الـ10 آلاف متوفي، وعلى إيقاع الموت يستمر عَدّاد  المصابين فى الصعود فسجل 101 ألف، حتى تم اعلان العجز عن المواجهة وبات الخروج الوحيد متروكًا لعدالة السماء، فايطاليا اليوم فى قبضة الفيروس والمتهم الحقيقى –سلوكيات الشعب الخاطئة. 

شعب مصر العظيم جيش الملك كوفيد التاسع عشر يعد الاول والاقوى عالميا، فإما أن تقعد فى بيتك وتبقى كالصين، أو تنزل تتصافح وتتجمع وتختلط وتبقى كإيطاليا. 

الخيار .. خيارك