الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أين دور رجال الأعمال المصريين فى أزمة «كورونا»؟!

فى وقت يتبارى فيه مليارديرات العالم بالتبرع بسخاء لمواجهة فيروس كورونا الذى يحصد الأرواح ويدمر الإقتصادات ويعزل 3 مليارات نسمة حول العالم فى بيوتهم، توارى رجال الأعمال المصريون وبخلوا فى الانفاق والتبرع لمواجهة أزمة كورونا إلا عدد قليل ،والتى لاقدر الله إذا أصابت المجتمع بشدة فسوف يغرق الجميع .. لكن حسنا ما فعلته الدولة المصرية بقيادتها السياسية الواعية من حزمة إجراءات إحترازية غير مسبوقة وتخصيص 100 مليار جنيه لمواجهة الفيروس القاتل. ليس ذلك فحسب بل ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك بحزمة قرارات لتنشيط عجلة الإقتصاد وإطلاق أكبر موازنة إنفاق فى التاريخ بـ 1.7 تريليون جنيه.



إتحاد الصناعات المصرية والذى يضم نحو 45 ألف منشأة صناعية تمثل القوة الصناعية فى مصر اكتفى بالتبرع بـ5 ملايين جنيه والتى لاتكفى لشراء ثمن جهاز تنفس صناعى واحد والذى يبلغ سعره الآن 400 ألف دولار أى ما يعادل نحو 6.2 مليار جنيه.

 

رجل الأعمال نجيب ساويرس تفرغ فقط لكتابة التغريدات على تويتر للتهكم على قرارات الحكومة لمواجهة أزمة كورونا وعبّر عن استيائه ممن يطالبونه بإعلان تبرعه من أجل أزمة كورونا وقال إن استثماراته لم تتأثر كثيرًا بأزمة كورونا لأن نصفها فى الذهب باعتباره استثمار صامد وآمن. وبدلا من أن يذهب ساويرس ويعلن تبرعه مثل باقى رجال الأعمال المصريين وغيرهم فى العالم حذر ساويرس المستثمرين بعدم شراء أسهم فى الوقت الحالى ليرسم وينسج صورة قاتمة عن مستقبل الاقتصاد بدلا من دعمه له للخروج من تلك المحنة مثل باقى رجال  الأعمال فى أوروبا وأمريكا والصين الذين أعلنوا عن دعمهم لدولهم فى تلك المحنة ضدد فيروس كورونا.

على المستوى الدولى هناك قائمة طويلة وعريضة من رجال الأعمال ومشاهير الفن والكرة تبرعوا لبلادهم لمواجهة جائحة كورنا مثل الملياردير جيف بيزوس أغنى رجل فى العالم . ومؤسس شركة أمازون أطلق صندوقا إغاثيا برأس مال 25 مليون دولار موجها دعوة إلى زبائنه إلى التبرع للصندوق لحماية موظفيه وعائلاتهم الذين يقومون بتوصيل السلع فى خطوة يراها البعض غريبة نوعا ما حيث واجهت العديد من الانتقادات وقامت الشركة بإرسال العديد من الرسائل على زبائنها تحثهم على التبرع.

شملت قائمة التبرعات الملياردير بيل جيتس ثانى أغنى رجل فى العالم تبرع بـ100 مليون دولار للمساعدة فى اكتشاف الفيروس وتوفير الحجر الصحى والأبحاث التى تعمل لإيجاد لقاح للوقاية من المرض. و«جاك ما»  مالك على بابا تبرع بـ500 ألف اختبار ومليون كمامة، و5.8 مليون دولار لمعامل الأبحاث ويرى «جاك ما» أن الاختبار السريع والدقيق والمعدات الواقية للأخصائيين الطبيين هما أكثر العوامل فعالية فى منع انتشار الفيروس. وشملت القائمة أيضا «لى كا شينج» أغنى رجل أعمال فى هونج كونج حيث تبرع بـ13 مليون دولار للعاملين فى القطاع الطبى فى مدينة ووهان مصدر انتشار الفيروس.

وكذلك «إيريك يوان» مالك شركة Zoom للمحادثات المصورة أعلن عن توفير خدمات الشركة مجانًا للدول الأكثر تضررًا كالصين وإيطاليا وبعض المناطق فى الولايات المتحدة الأمريكية بعدما لجأت كل المؤسسات التعليمية إلى التدريس عن طريق الإنترنت، كما شملت القائمة «جورجيو أرمانى» مصمم الأزياء الإيطالى تبرع بـ1.4 مليون دولار لمحاربة الفيروس المتفشى فى بلاده.

لم يقتصر دعم رجال الأعمال عند هذا الحد بل ذهبت كبرى شركات السيارات العالمية مثل جنرال موتورز وفورد وتيسلا وفولكس فاجن وغيرها بتسخير مصانعها وإمكانيتها لتصنيع أجهزة تنفس صناعى والتوقف عن تصنيع السيارات من أجل إنقاذ البشرية من فيروس كورونا.

قائمة التبرعات لم تقتصر فقط على رجال الأعمال والاقتصاد بل إمتدت لبعض الأندية الرياضية وعدد من الرياضيين حول العالم الذين أعلنوا تبرعهم من أجل محاربة فيروس كورونا، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجح نادى يوفنتوس الإيطالى  فى جمع تبرعات قيمتها 340 ألف يورو لصالح منطقة بيامونتى من أجل التعامل مع وباء كورونا تحت شعار «معزولون لكننا متحدون» وساهم فى هذه التبرعات 1100 شخص لكن النادى أكد أنه يتطلع للوصول إلى رقم مليون يورو.

فيما أعلن نادى ليفربول الإنجليزى تبرعه بـ40 ألف جنيه إسترليني. والفرنسى رودى جوبى لاعب كرة السلة الأمريكية تبرع بـ500 ألف يورو.و الإيطالى لورنزو إنسينى لاعب نابولى تبرع بـ100 ألف جنيه إسترليني. بينما تبرع كارل أنطونى تاونز لاعب كرة السلة الأمريكية بـ100 ألف دولار كما تبرع بول بوجبا لاعب مانشستر يونايتد بـ27 ألف جنيه إسترليني.بينما تبرع جمهور نابولى الإيطالى بقيمة تذاكر مباراة برشلونة وقيمتها 100 ألف يورو.

ومن عالم الرياضة إلى عالم الفن والأضواء استغل مشاهير الفن الشريحة العريضة من متابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعى لنشر الوعى بأهمية البقاء فى المنزل واتباع الإجراءات اللازمة بالإضافة إلى تقديم بعض المشاهير وأغنياء الفن تبرعات مادية.

وقامت الفنانة ليدى جاجا بالتبرع بـ20% من أرباح أسبوع لعلامتها التجارية «هاوس لابوراتوريز» لبنك الطعام بولايتى لوس أنجلوس ونيويورك من أجل توفير الغذاء لمَن تأثروا نتيجة الإجراءات وبالمثل قام المغنى جاستن تيمبرليك بالتبرع بوجبات لبنك الغذاء فى ولايته.

وبادرت مجموعة من الفنانين الكوريين بالتبرع بمبالغ مالية لتخصيصها لمكافحة فيروس كورونا وجاء على رأسهم المطرب «شوغا «عضو فرقة «بى تى إس» تبرع بمبلغ 100 مليون وون.ويبقى السؤال أين رجال الأعمال المصريون ومشاهير الفن والكرة من أزمة كورونا؟!