26 يونيو 2019 - 45 : 14
رئيس مجلس الإدارة
عبد الصادق الشوربجي
رئيس التحرير
احمد باشا

تكريم اليتيم بلقب «ابن عبد الله» فى العصر المملوكى

كشف حسام زيدان الباحث المتخصص فى الآثار الإسلامية أن اليتيم فى الشريعة الإسلامية يأتى على قمة السلم الاجتماعى وليس أدناه كما يعتقد البعض، وهو ما جاء به القرآن والسنة النبوية المطهرة.



وشهد العصر المملوكى بمصر ملامح هذه الوصايا وخاصة حفظ أنساب الأيتام، فكان المملوك الذى يتم استجلابه من بلاد الترك فى أحيان كثيرة يكن مجهول الأب، حيث أن التتر والمغول اعتدوا على هذه البلاد وشردوا أسرها، فكثر هؤلاء الأطفال فى الأسواق، واستكثر منهم ملوك مصر، خاصة فى العصرين الأيوبى والمملوكى. 

وكان يُطلق على اليتيم مجهول الأب ابن عبد الله، على أساس أن أبيه بالتأكيد كان عبدا من عباد الله تعالى، وفى هذا تكريم له بشكل ما، ومن أشهر سلاطين المماليك الذين حملوا هذا اللقب هو السلطان قلاوون، حيث جاء من جملة ألقابه، ابن عبد الله، وهو صاحب المجموعة الأثرية الشهيرة فى شارع المعز، وابن عبد الله تشير إلى أن قلاوون مجهول الأب وشأنه فى هذا شأن المماليك الذين استجلبوا صغارًا أطفالًا وتم بيعهم بعيد عن أوطانهم.

واضاف: وهناك حادثة شهيرة فى مدرسة السلطان حسن، حيث سقطت مئذنتها قديما على عدد من الأطفال كان منهم الكثير من الأيتام، وكادت الحادثة المفجعة تدفع السلطان حسن لإيقاف البناء، ولكنها تدل على العناية باليتيم وتعليمه، فى نفس المدارس التى يتعلم فيها الشعب مثل التعليم الداخلى حالياً، وذلك بالمجان من وقف السلاطين على هذه المنشآت الخيرية.

ومما سبق نستنتج أن اليتيم فى هذه العصور لم يكن مميزًا بدار إيواء كالعصر الحديث، فالكتاتيب كانت مجانية يدخلها الأطفال جميعهم دون أن يتكلف أهلهم نقودًا، والمدرسة كانت داخلية يقيم الطالب فيها دون تمييز بين هذا وذاك، وقد يكون ذلك هو ما كسر حدة التمييز ضد الأيتام والتى هى ظاهرة بشكل كبير فى العصر الحالى.