26 يونيو 2019 - 45 : 14
رئيس مجلس الإدارة
عبد الصادق الشوربجي
رئيس التحرير
احمد باشا

علماء: العناية بالأيتام طوال العام واجب يحقق الأمان المجتمعى

مع بداية شهر إبريل من كل عام تتجه الأنظار إلى اليتامى للاحتفال بهم وتكريمهم فى أول جمعة من إبريل، وتقديم ما يحقق لهم الشعور بالحب ممن حولهم، ولكن تظل رعاية اليتيم بصورتها المطلوبة هى الشغل الشاغل للجميع، ولعلماء الدين رؤية فى تخصيص يوم لليتيم، وأفضل الطرق التى لابد وأن تتم لرعاية اليتيم، مع توضيح رعاية الإسلام بالأيتام بصورة تحقق الاستقرار المجتمعى، حيث اعتبروا أن رعاية اليتيم من مقاصد الشرع الذى أمر بحفظ النفس ورعايتها. 



 

ففى البداية يرى د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن عناية الإسلام باليتيم ورعايته له وحثه على الوفاء بحقه وإكرامه، كل ذلك يأتى فى إطار منهج رعاية وحماية اجتماعية متكامل للضعفاء والأولى بالرعاية. 

وأوضح قائلا ان هذه الرعاية تضمن حقوقهم ويحقق أمن المجتمع وسلامه للجميع، مع التأكيد على أن رعاية هؤلاء إنما هو حق لهم على المجتمع، وليس منة عليهم من أحد، حيث يقول الحق سبحانه فى كتابه العزيز: «وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا»، فإن لهم علينا حقوقا هى حق لهم، وهى سبيل تحقيق أمان المجتمع. 

من جهته أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن الإسلام أولى اليتيم عناية خاصة، وأن الشريعة الإسلامية تضع الأيتام فى مكانة ومنزلة خاصة وتدعو دائما إلى رعايتهم والقيام على قضاء حوائجهم وتقديم كافة أشكال الرعاية لهم للتخفيف عنهم وإشعارهم بالحب والحنان المحرومين منه باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، وأنه ينبغى علينا أن نشعر اليتيم بوجودنا ليس فى إبريل فقط بل فى كل أيام العام.

وقال مفتى الجمهورية: إن تخصيص يوم للاحتفال بالطفل اليتيم فى مصر والعالم العربى بمثابة رسالة لجميع الأيتام بأن المجتمع لا ينساهم وأنهم جزء لا يتجزأ منه كما أن الشريعة تجعل رعايتهم وتلبية مطالبهم من مقاصدها، مضيفا: كما خص الإسلام من يمسح على رأس يتيم بالثواب العظيم والأجر الكبير من الله عز وجل فما بالنا بمن يقوم بزيارته باستمرار ولا ينقطع عنه ويرعى شئونه ويدخل الفرحة والسرور على قلبه.. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن جاءه يشكو قسوة قلبه: (امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين ) رواه أحمد.

وشدد مفتى الجمهورية على أن الأطفال الأيتام لهم حق أصيل على المجتمع بكل أفراده وطوائفه وليس مقتصرًا على الجمعيات والمؤسسات الخيرية فقط، داعيا الأسر المصرية إلى زيارة الأيتام طوال العام من أجل التخفيف عنهم وإدخال الفرحة والسرور على قلوبهم خاصة أن دور رعاية الأيتام تفتح أبوابها طوال العام وليس يوما واحدا فقط، مشددا على أنه من حق اليتيم ألا نقهره ولا نشعره بأى نوع من أنواع القهر.

وأوضح أن الشريعة الإسلامية جعلت التعدى على أموال الأيتام جريمة تستوجب العقاب الشديد فى الدنيا والآخرة مصداقا لقول المولى عز وجل «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا».

وأضاف مفتى الجمهورية أن السنة النبوية المطهرة القولية والفعلية بالكثير والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التى تحض على الاهتمام باليتيم ورعايته وتقديم كافة أنواع العون له ومنها قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا.. وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى) وقوله صلى الله عليه وسلم: (من ضم يتيمًا بين مسلمين فى طعامه وشرابه حتى يستغنى عنه وجبت له الجنة) رواه أبو يعلى والطبرانى وأحمد، وقال صلى الله عليه وسلم: (خير بيتٍ فى المسلمين بيتٌ فيه يتيم يُحسَن إليه، وشر بيتٍ فى المسلمين بيت فيه يتيم يُسَاء إليه) رواه ابن ماجه، وروى أبو أمامة ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم: (من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو فى الجنة كهاتين وفرق بين إصبعيه السبابة والوسطى) رواه أحمد. 

فيما أكد د. مجدى عاشور المستشار العلمى للمفتى أن تخصيص يوم لليتيم لا يعنى إهانته طول العام ولكن هذا التخصيص جائز لأن المقصد منه التكريم، ولا تعد بدعة كما يقول البعض، وأوضح ان الإسلام حرص على تكريم اليتيم، وأمر المجتمع برعايته ليس فقط فى وقت محدد وإنما طوال العام.

أضاف ان القرآن الكريم أمرنا برعاية الضعفاء وعلى رأسهم اليتيم، وهناك العديد من الآيات التى تحض على رعاية شئون اليتيم والاهتمام به ورعاية مصالحه ومن هذه الآيات قول المولى عز وجل: «وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا» وقوله تعالى أيضا: «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ».

الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر أن من أفضل الصور لرعاية اليتيم العمل بنظام الكفالة والأسر البديلة لتحسين أوضاع اليتامى فى مصر، مشيرًا إلى إمكانية استضافة اليتيم فى المنزل شرط ألا تنكشف عليه الأم البديلة طالما لم ترضعه فى سن الرضاعة، مشددًا على حرمانية التبنّى فى الإسلام، أى نسب الطفل اليتيم إلى أب بعينه.