26 يونيو 2019 - 45 : 14
رئيس مجلس الإدارة
عبد الصادق الشوربجي
رئيس التحرير
احمد باشا

ردا على دعوات إخوانية واليمين المتطرف

علماء: قاتل.. من تعمد نقل مرضه بـ«كورونا»

مع استمرار حالة الفزع من انتشار فيروس كورونا، حذَّر مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى «FBI» من الدعوات التى تبادلها عدد من أنصار جماعات اليمين المتطرف داخل الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تدعو إلى نشر فيروس كورونا فى الأحياء التى يسكنها غير البيض. 



وذكرت تقارير استخباراتية، أن الجماعات اليمينية دعت أتباعها إلى وضع «لُعاب» المصابين بالفيروس داخل زجاجات، ورشِّها فى الأحياء التى يقطنها أصحاب البشرة السمراء.

كما ظهرت فيديوهات عبر الفيس بوك لأحد العناصر الإخوانية الهاربة تدعو إلى نقل فيروس كورونا إلى الشرطة والجيش المصرى فى رسالة تؤكد مدى انحراف الفكر الإخوانى ومخالفته حتى لأقل القيم الإنسانية عند انتشار الأوبئة.. الأمر الذى أثير معه الحديث عن حكم من تعمد نقل مرضه لآخرين، أو المساهمة فى نشر فيروس وبائى بين الناس لمجرد أنه أصيب به.

من جانبه يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خطورة هذا الأمر على الإنسانية جمعاء، مشيرًا إلى أن تلك الدعوات غير المسئولة جريمة تجاوزت حدود العنصرية، وتستوجب محاكمة الداعين إليها. 

ويشير المرصد إلى أنه قد رصد عددًا من المقاطع المصورة التى يظهر فيها أعضاء من جماعات اليمين المتطرف وهم يقومون بوضع «اللعاب» على مقابض الأبواب فى الأماكن العامة، الأمر الذى سيؤدى إلى كارثة يصعب تداركها إذا لم تُقابل جرائم ذلك التيار بحزم.

الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف كان من أوائل العلماء الذين نبهوا لخطورة قضية نقل فيروس كورونا بتعمد، وأكد قائلًا: أن من تعمد نقل داء قاتل كالإيدز، أو أى فيروس قاتل أو يمكن أن يؤدى إلى الموت فمات المنقول إليه الداء أو الفيروس كان ناقله إليه قاتلًا عمدًا، إذ يجب وجوبًا شرعيا ووطنيا وإنسانيا على من يصاب بداء قاتل أن يبلغ أولى الأمر فى هذا الشأن وهى وزارة الصحة، وأن يبذل أقصى طاقته فى تحرى السبل التى تحول دون نقل هذا الداء إلى الآخرين، حيث يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ): « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه»، وإذا كان من أعان على قتل شخص ولو بكلمة لقى الله وهو عليه غاضب وعنه معرض، فما بالكم بمن يسعى فى أذى الآخرين ونشر الأدوبئة الفتاكة بينهم؟ فأى فساد أو إفساد فى الأرض أشد من إفساد من يعيثون فى الأرض فسادًا، يهلكون الحرث والنسل، « وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ الفَسَادَ».

وأوضح أن الأديان كلها أجمعت على حفظ النفس البشرية، وأن ديننا الحنيف قد عُنى عناية بالغة بالحفاظ على الأنفس كل الأنفس، حيث يقول الحق سبحانه: «أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفسَا بِغَیرِ نَفسٍ أَو فَسَاد فِی الأَرضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعا وَمَن أَحیَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحیَا النَّاسَ جَمِیعا»، فقد حرم الإسلام قتل النفس كل نفس وأى نفس بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس أو العرق، وكرم الإنسان على إطلاق إنسانيته، حيث يقول الحق سبحانه: «وَلَقَد كَرَّمنَا بَنِی ءَادَمَ وَحَمَلنَاهُم فِی البَرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقنَاهُم مِّنَ ألطَّیِّبَاتِ وَفَضَّلنَاهُم عَلَىٰ كَثِیر مِّمَّن خَلَقنَا تَفضِیلأا»، فكل الدماء حرام، وكل الأنفس معصومة، وكل الأعراض مصانة، وكل الأموال محفوظة، والناس إما أخًا لك فى الخلق، أو نظيرًا لك فى الإنسانية، وأمر الناس فى شئون دينهم هو أمر بينهم وبين ربهم (عز وجل) وحساب الجميع عند الله فكلٌ وما قدم، لا حكم لأحد من الناس على أحد بجنة ولا نار، فأمر الجنة والنار بيد الله وحده، وعلينا أن نُعلى من قدر المشتركات الإنسانية، ونعمل على ترسيخ أسس العيش المشترك بين البشر جميعا، وإعلاء قاعدة ومبدأ: «لا ضرر ولا ضرار». 

وحول قيام عناصر إخوانية بدعوة مصابى فيروس كورونا من المصريين بنقله بين أبناء الجيش والشرطة قال وزير الأوقاف: «إن جماعة الإخوان اختل توازنها العقلى، وفاق إجرامها كل التصورات الإنسانية، وصارت خطرًا يهدد العالم بأسره، وندعو العالم كله للتعرف على حقيقتها الضالة، فبعض عناصرها المجرمة تدعو لنشر فيروس كورونا بين الأبرياء». من جانبها ترى د.سعاد صالح استاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن من تعمد نقل فيروس أو مرض قاتل لآخرين هو قاتل، وأوضحت قائلة: «من يدعو لنشر مرض أو فيروس وبائى هو معتد على مقصد مهم من مقاصد الشريعة وهو حفظ النفس التى ورد فيها آيات كثيرة من الله تعالى ومنها: «ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق» وقوله عز وجل «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة». 

أضافت أن من يدعو لنشر هذا الفيروس تحت أى دعوى يعد اعتداء على البشرية، وعلى أوامر الله بحفظ للإنسان لأن الإنسان خليفة الله فى الأرض، وقالت:» من تعمد أن ينشر المرض بين الناس لكونه حاملا له هو قاتل ويجب عليه القصاص ولا تقبل منه دية، وهو كمن فحر بئرًا فى الشارع ووقع فيه أحدهم فالقتل بسبب يتطلب القصاص ولىّ الدية لأن القتل هنا يتطلب المماثلة بالقصاص، لقوله تعالى» من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا»   

من جهته قال الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى: إن من لا يلتزم بالحجر الصحي، للوقاية من فيروس «كورونا»، يكون آثمًا شرعًا، فما بالنا بمن يتعمد نشر المرض. 

ودعا الشيخ صبري، إلى «ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية، وذلك لمنع اتساع رقعة تفشى الوباء».