الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اللواء عاطف مفتاح المشر ف العام على المشروع والمنطقة المحيطة فى حوار لـ«رواليوسف»: «المتحف الكبير» الأكبر فى العالم لحضارة واحدة

قامت جريدة روز اليوسف اليومية بجولة فى أرض مشروع المتحف المصرى الكبير، تفقدنا خلالها العمل الذى يتم بهمة ونشاط لم تؤثر عليه الإجراءات التى اتخذها المتحف لمواجهة فيروس كورونا، خاصة تخفيض عدد العمالة وفقا لخطة محكمة راعت متطلبات المشروع والمطلوب تنفيذه وفقاً للظروف الحالية.



وعقب جولتنا التقينا مع اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة، حيث قال لنا إن العمل بالمتحف مستمر ولم يتوقف ولا حتى يوم واحد، مشيرا إلى إستمرار الإجراءات الاحترازية للوقاية من تداعيات الفيروس، ويقوم المتحف يوميا بالتعقيم والتطهير لموقع المشروع ومعامل الترميم والمكاتب الإدارى. وقال إنه مع اتخاذ الدولة قرار إيقاف الطيران وقرر عدد من الشركات الأجنبية العاملة فى المتحف العودة لبلادهم وكذلك 30 خبيرا أجنبيا و4 مصممي عرض متحفي، وقد اتخذ هؤلاء الأفراد وهذه الشركات القرار للعودة إلى أسرهم بمحض ارادتهم، وذلك من إجمالى 75 شركة، وهذه الشركات التى عادت لبلادها تقوم بعمل مهم ومؤثر فى المشروع، وما يتبقى من المشروع نسبته 4% لكنه مهم جدا، وجزء من هذا العمل المتبقى خاماته موجودة فى مصر مثل الرخام والحديد وخلافه، والعمل حالياً مستمر فيه بنسبة 50 %.

وتابع: عندما رحل الأجانب مع بدء الأزمة راعينا حالة العامل المصري، والذى إن استمر فى العمل بنفس القدر سيشعر بعدم مراعاتنا له، ولذلك عقدت اجتماعا مع الشركات كخطوة استباقية قبل الإجراءات العامة فى الدولة، وقررت ترشيد عدد العمال مع الاحتفاظ بالعمالة المحورية، وهى العمالة التى يترتب على ما تقوم به أعمال شركات أخرى وتوقفها ليس فى مصلحة المشروع.

وقال إن مساحة المشروع تتجاوز الـ 200 ألف متر مسطح كمساحة بنائية، فيها أكثر من 5000 إلى 6000 عامل، الشركات الأجنبية التى غادرت لم تزد عن 1000 شخص، وهناك شركات تم استثناؤها من العمل تمامًا وشركات مستمرة فى العمل بكامل طاقتها لأنه لا يمكن الإستغناء عنها مثل شركات الزراعات، والتى لو انقطعت عن العمل لماتت النباتات، وهناك عمالة لا نحتاجها فى الوقت الحالي، وفى النهاية كان إجمالى ما تم إعفائه من العمل فى هذه المرحلة حتى تمر الأزمة 50 % من إجمالى عمالة المشروع. 

وشدد مفتاح على أن إجراءات الفحص والتعقيم والتطهير تتم على أعلى مستوى وبلا إستثناءات ويتم تطبيقها على جميع العاملين بما فيهم أنا، وقد عدت مؤخرا من السفر بالخارج بعد مهمة عمل للمتحف استغرقت عدة أيام، ولم أدخل المتحف الا بعد الفحص وكل الإجراءات المتبعة، ومع بداية أزمة فيروس كورونا كان هناك عدد من الأجانب العاملين بالمشروع متواجدين فى الأقصر، ولم نسمح بدخولهم للمتحف الا بعد إجراء الفحوص والتحاليل التى أكدت خلوهم من الفيروس، والقرارات الصادرة فى هذا الشأن حازمة جدا ولا تردد فيها، وذلك لمصلحة المشروع والعاملين فيه.

وعن الإجراءات التى يتم اتخاذها، قال أن المتحف كان سباقا فى إحضار أجهزة ترمومتر حرارى تم وضعها على البوابات لفحص الداخل والخارج، وقمنا بعمل 2 ممر تعقيم كل منها عبارة عن خيمة يمر فيها العمال أثناء الدخول، ويتم داخلها الرش بخامات التعقيم الطبى وفقًا لمواصفات وزارة الصحة والسكان، كما أن حضور العمالة اليومية كان الساعة 6 صباحًا فى 120 أتوبيس، وتم ترشيد طاقة العمال وتخفيضها بنسبة 80 %، فى بداية الأزمة، ثم بدأنا فى اتخاذ التدابير الاحترازية من يوم 7 مارس وتزداد بالتدريج، كما قمنا بتقسيم حضور العمال صباحا إلى 3 ورديات فى 3 أوقات صباحا منعا للتكدس أمام البوابات.

ونقوم ضمن الإجراءات أيضا بتعقيم أتوبيسات نقل العمال عند وصولها للمتحف وعند مغادرتها، وبدأنا بشكل تدريجى تصاعدى زيادة طاقة العمال حتى وصلنا الآن إلى 50 % بعدد 1700 عامل ونستهدف الوصول إلى 2000 عامل داخل المشروع، كما يتم تم تطهير المكان موقع المشروع ككل 3 مرات يومياً بواسطة 100 ماكينة رش، وتم تقسيم راحات العمل اليومية إلى ثلاث فترات، بحيث لا يتجمع الـ 1700 عامل فى وقت واحد، والفحص يتم على البوابات من خلال 8 نقاط طبية من خلال الترمومترات الطبية الحرارية العاملة بالليزر، وذلك عند دخول العمال الساعة 6 صباحًا، ويتم فحص كل العاملين عند المغادرة، وطوال تواجد العاملين بالمشروع يتم توفير ماسكات وقفازات يرتدونها ضمن إجراءات الوقاية والسلامة.

وقال مفتاح أنه مع دخول شهر رمضان وانتظار تدابير الدولة الايام القادمة، نخطط للعمل بورديتين صباحا ومساء وندرس توفير أماكن إقامة لائقة لمن سيعملون مساءا، وسيتم تطبيق نفس الإجراءات السابقة عليها من حيث الفحص والتعقيم والتطهير، موضحا أنه تم حاليا تثبيت 46 من 87 قطعة على الدرج العظيم، والقطع التى تصل المتحف يتم تعقيمها سواء فى ظروف فيروس كورونا أو لا، فعمليات التعقيم هى أساس مركز الترميم، وبعد كورونا أضفنا تعقيم الممرات والمكاتب الإدارية.

وكشف وان مركز الترميم يضم 17 معمل ترميم مختلفا وجميعها معقمة بشكل عال جدًا، حيث ان جميع أنواع الآثار سواء العضوية أو غير العضوية يتم تعقيمها دائماً، حيث أن الآثار الغير عضوية كالخشب والنسيج والبردى والجلود خامات حساسة للغاية ويتم تعقيمها بدقة شديدة، للقضاء على أى إصابة ميكروبية أو حشرية قد تكون مصابة بها، فمثلًا تابوت الملك توت عنخ آمون والذى انتهى ترميمه بنسبة 60 %، تم وضعة داخل غرفة تعقيم خال من الأكسجين لمدة 21 يومًا، لقتل أى فيرس او ميكروب أو أى إصابة حشرية، ثم بدأت عليه علميات الترميم فى أكتوبر الماضى وتنتهى خلال شهر يونيو القادم.  وكشف أنه وصل إلى المتحف حتى الآن ما يزيد عن 54 ألف قطعة أثرية، وجميعها تدخل إلى معامل الترميم، ومنها قطع تحتاج لترميم بسيط، وأخرى تحتاج لترميم دقيق، و95 % من القطع التى وصلت للمتحف جاهزة للعرض، لافتاً أن المتحف المصرى الكبير هو الأكبر فى العالم الذى يعرض لحضارة واحدة، ونظم تأمينه غاية فى الدقة، بدءًا من البوابات والأسوار الخارجية، حيث تعمل الكاميرات ليلًا ونهارًا، والتذاكر الغير قابلة للتزوير، كما لدينا 28 نظام سيطرة وتحكم وتأمين فى المشروع، وهناك أجهزة التعقيم الأمنى التى تكشف عن أى شيء مخالف قد يحمله الزائر عند دخوله أو خروجه، وهناك أجهزة كشف المعادن والحقائب، ثم جهاز أكثر دقة وتعقيدًا عبارة عن أسطوانة شفافة يقوم الأمن بتمرير الزائر داخلها فى حالة الشك فيه، وتكشف أى شئ قد يخفيه ولم يظهر فى الفحص الأول. 

وشدد مفتاح على أنه لا علاقة على الإطلاق ما بين إنتهاء المشروع وما بين موعد الافتتاح، فالموعد مرتبط بتقديرات القيادة السياسية وترتيباتها مع رؤساء وملوك الدول التى ستشهد الافتتاح، وكان المخطط أن يقوم الرئيس السيسى بتفقد المشروع ثم يعلن الموعد الرسمى للافتتاح، وقرار التأجيل هو قرار حكيم وغير مرتبط بسير الأعمال والانتهاء منها، ويجب أن نفصل تمامًا بين موعد إنهاء المشروع هندسيًا، وبين موعد الافتتاح، ومعظم الفعاليات والأحداث العالمية التى كان مقرراً لها افتتاحها فى 2020 تم تأجيلها ومنها دورة طوكيو للألعاب الرياضية ومعرض إكسبو دبى.

وقال: لو أن مصر آمنة 100 % من الفيروس هل ستقبل بقدوم أحد مصاب إليها، ثم أن العام 2020 أصبح عام الكورونا، فلم يرتبط تاريخ افتتاح المتحف بهذه الذكرى، ثم من سنستقبل فى الافتتاح، وكل العالم مغلق، 

وأكد على أن عمليات نقل الآثار مستمرة بانتظام، وكافة الأنشطة الحاكمة لإنجاز المشروع تعمل بكفاءة تامة، وأكثر عمالة متضررة هى العمالة المؤقتة، والتى تمثل 80% من قطاع التشييد والبناء فى مصر، وهذه هى الفئة التى نجاهد للحفاظ عليها، والقرارات الواعية بتعويض العمالة المؤقتة فى منتهى الوعي، وهم أهالينا الذين نحافظ عليهم، والملف يدور بوعى وهدوء. 

وقال أنه أمس الأربعات انتهت فترة الـ 14 يوم لتلقى التظلمات الخاصة بالتحالفات التى تقدمت لإدارة وتشغيل خدمات المتحف، حيث كانت فى البداية 1200 شركة حتى وصلت لـ 5 تحالفات، ثم اندمج بعضهم وصاروا 3 تحالفات، وتم الإستقرار على تحالفين هما الذين شهدا فتح مظاريفهم المالية أمس، والتحالف الأول إماراتى إيطالى مصري، والثانى مصرى إماراتى أمريكي، ووالترتيب بحسب نسب كل شركة فى كل تحالف، وتمت دعوة ممثلى التحالفين لحضور الفض، حيث سنستقر على تحالف واحد لإدارة وتشغيل خدمات المتحف المصرى الكبير، وسيتم فحص العرضين فى فترة لن تقل عن شهر ونصف، والفائز هو الذى سيتطابق مع متطلباتنا واحتياجاتنا، ومدة التعاقد 10 سنوات وسنتين سماح أى 12 عام، والتعاقد دقيق للغاية، والدولة كلها ممثلة فى التعاقد مع التحالف، وهذه الشركات قدمت تعاقداتها فى 12 عام 2019 وكانت الظروف حينها مختلفة تمامًا عن الظروف الحالية، حيث كانت السياحة فى ذروتها، ونتوقع أن الفائز سيطلب تعديلات على البنود المالية، وذلك لتوقف حالة السياحة حاليًا، وبنسبة 95% سيستمر المستثمر، وسوف نتفاوض لتحصيل كامل مصالح الدولة المصرية. 

وكشف مفتاح أن تكلفة إنشاء المتحف قاربت 20 مليار جنيه، فى حين تبلغ مصروفات إدارة وتشغيل وصيانة المتحف المصرى الكبير فى العام ما بين مليار ونصف إلى المليارى جنيه سنويًا، لافتا أن منطقة تمثال رمسيس مغطاة بشكل محكم، ويوجد بالأرضيات نظام محكم لتصريف الأمطار،  مزود بطلمات صرف مياه الأمطار، موضحا أن المنطقة المحيطة تتضمن نفقا فوق الأرض مصمم بطريقة هندسية مصرية رائعة، وطريق الفيوم سيكون 9 حارات فى كل اتجاه حتى مدرسة الثانوية القديمة والتجنيد، وسيكون النفق بطول 1.2 كيلو، وسيكون فوقه طريق مغطى وممشى سيربط المتحف المصرى الكبير وهضبة الاهرامات.

وعن التعديل الذى تم فى المنطقة المحيطة قال أنه جاء نتيجة العشوائية فى تنفيذ المشروعات بالفترات السابقة، حيث تم نزع العديد من الملكيات العامة، كما أننا وجدنا فى محطة الهضبة 2 كمية رهيبة من الكوابل، فقمنا بعمل حل مزدوج وجعلنا الممشى علويا، وغطينا طريق الفيوم، وقمنا بنزع ملكية أرض من شارع الهرم على المريوطية لإنشاء شبكة كهرباء جديدة، وإلغاء المحطة القديمة، وستغذى هذه المحطة مناطق فيصل والهرم أيضًا، وكان تعديل المحطة القديمة سيستغرق وقتا طويلا وتكلفة عالية للغاية، لكننا نجحنا فى حل هذا.