26 يونيو 2019 - 45 : 14
رئيس مجلس الإدارة
عبد الصادق الشوربجي
رئيس التحرير
احمد باشا

غرائب وعجائب المحاريب الـ6 فى مسجد أحمد بن طولون الأثرى

أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك، والذى تعلو فيه الروحانيات والعبادات، ويعد جامع أحمد بن طولون من المساجد التى كانت تشهد إقبالا كبيراً من المصريين لأداء الصلاة والتراويح فيه، وهذا قبل قرار غلق المساجد ضمن إجراءات الدولة لمكافحة فيروس كورونا.



المسجد الذى كشف لنا حسام زيدان الباحث المتخصص فى الآثار الإسلامية سرا تاريخيا عنه،هو أحد أقدم المساجد الجامعة فى مصر، من حيث احتفاظه بعناصره المعمارية والزخرفية، وهو جامع العجائب والغرائب المعمارية، ومنها كثرة محاريبه التى يبلغ عددها 6 محاريب، تتوزع بين جنبات رواق القبلة.

والمحراب الأول المحراب الرئيسى فى المسجد، ويرجع لتاريخ بناء الجامع الذى انشأه أحمد بن طولون فى الفترة ما بين عامى 263 – 265 هـ، وهو محراب مجوف على جانبيه 4 أعمدة تعد هى الأعمدة الوحيدة فى المسجد،البالغة مساحته ستة أفدنة ونصف الفدان.

والثانى محراب من الجص، وهو للأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالى الفاطمى أمر بعمله 487 هـ 1094 م، والمحراب الثالث مسطح ومصنوع من الجص، وهو من أعمال السلطان حسام الدين لاجين، يقع إلى يسار المحراب الرئيسى (الأول)، بحوالى 27 مترًأ، وهو حافل بالزخارف النباتية والكتابات العربية بالخطين الكوفى والنسخ، ويعرف بمحراب السيدة نفيسة. 

  والمحراب الرابع من عمل السلطان لاجين، وهو مثبت على إحدى دعامات رواق القبلة، وهو تقليد للمحراب الثانى (محراب شاهنشاه)،والمحرابان الخامس والسادس فيقعان على جانبى دكة المبلغ، الأول منهما يرجع للعصر الطولوني، والثانى يرجع للقرن العاشر الميلادي، وإن كان فلورى قد نسبهما للقرن العاشر. 

وقال زيدان: حاول بعض المؤرخين أن يربط بين تعدد المحاريب فى الجامع وبين تعدد المذاهب الإسلامية، وهذا بعيد عن الحقيقة، لأن هذه المحاريب تذكارية،فكل من قام بأعمال تجديد فى الجامع قام بعمل محراب جصى مسجلًا أعماله وتاريخه عليه، وكذلك كنوع من أنواع التقرب إلى الله.