الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خطورة التكفير والفتوى بدون علم يكشف التوظيف السياسى للدين

المكتبة الرمضانية

يعد كتاب: «خطورة التكفير والفتوى بدون علم»  خلاصة نخبة من الأبحاث العلمية المتميزة المقدمة للمؤتمرين الدوليين : الثالث والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى عقد بالقاهرة تحت عنوان : (خطورة الفكر التكفيرى والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية) ، والرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى عقد بالقاهرة تحت عنوان : (عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه: طريق التصحيح) .



وقد تضمن الكتاب أهم توصيات المؤتمرين والعديد من الأبحاث المهمة فى موضوع خطورة التكفير والفتوى بدون علم وبيان وسطية الإسلام ، وقدم له د. محمد مختار جمعة بمقدمة قال  فيها :“إلى كل محبى السلام فى العالم نبعث من أرض مصر الكنانة بهذه الرسالة رسالة التسامح والسلام، الرافضة لكل ألوان التشدد والتطرف، حيث يعانى العالم بأسره من موجات التشدد باسم الدين، واقتحام غير المتخصصين لساحات الدعوة والفتوى، وتوظيف الدين لأغراض سياسية، مما جعلنا نقرر وبقوة النأى بالدعوة والفتوى معًا عن أى توظيف سياسى أو صراعات حزبية أو مذهبية تتاجر باسم الدين أو تستغل عاطفة التدين لتحقيق مصالح خاصة، حتى لو كان ذلك على حساب الدين وسائر القيم الأخلاقية والإنسانية.

واكد انه مما  لا شك فيه أن أى موجات للتشدد أو العنف أو الإرهاب أو الإسراع فى التكفير إنما تنعكس سلبًا على قضايا الوطن وأمنه واستقراره ومصالحه العليا من جهة، وعلى علاقاته الدولية من جهة أخرى، حيث يصبح الخوف من انتقال عدوى التشدد هاجسًا كبيرًا لدى الأوطان والدول الآمنة المستقرة، فى وقت صار العالم فيه قرية واحدة، ما يحدث فى شماله يؤثر فى جنوبه، وما يكون فى شرقه تجد صداه فى غربه، بل إن تأثير الجهات الأربع يتداخل ويتوازى ويتقاطع بشدة فى ظل معطيات التواصل العصرى عبر شبكات التواصل المتعددة التى لم يعد بوسع أحد تفادى أصدائها وتأثيراتها.

واستطرد: لقد  حذر العلماء من خطورة إطلاق التكفير دون دليل قاطع، فقال الإمام الشوكانى (رحمه الله): إن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دينه ودخوله فى الكفر لا ينبغى لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضحَ من شمس النهار.

واوضح انه فى التأكيد على خطورة التكفير والتحذير من إطلاقه بدون حق يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ. فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلاَّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ”(أخرجه البخارى ومسلم).

اضاف وزير الاوقاف ان روح التسامح والوعى بمقتضيات فقه التعايش من خلال المشتركات الإنسانية والتواصل الحضارى فى ضوء الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب من جهة، وبين أبناء المجتمع الواحد من جهة أخرى، إنما تنعكس إيجابًا على المصالح العليا للوطن من حيث الأمن والاستقرار، والتقدم والرخاء، بما يؤدى إلى مستقبل أفضل ، والرقى إلى مصاف الأمم المتقدمة ؛ فأكثر الدول إيمانًا بالتنوع هى أكثرها أمنًا وأمانًا واستقرارًا ورقيًّا وازدهارًا، أما الدول التى وقعت فى فوضى الاحتراب والاقتتال الدينى أو العرقى أو المذهبى دخلت فى دوائر مرعبة من الفوضى والدمار.

وشدد أن اقتحام غير المتخصصين لعالم الدعوة، وتصدرهم بغير حق لمجال الفتوى أدى إلى كثير من الضلال والإضلال والانحراف، وصدق نبينا (صلى الله عليه وسلم) ؛ إذ يقول :”إِنَّ الله لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حتى إذا لم يجد الناس عالمًا اتخذوا رُءُوسًا جُهَّالا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا” (صحيح البخاري).