الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكايات بنت البقال..

الحكاية الثالثة.. «يوم راجل ويوم أرنب»

«قاعدة فى البيت الصبح.. لا بى ولا على.. لاقيت واحد زميلى كده.. جاى وبيعرق جرى.. لأن وقتها ماكانش فيه تليفونات.. أنت فين احنا قالبين الدنيا عليكى.. أنا.. أيه فى أيه.. «وحيد سيف» عاوزك.. «وحيد سيف» يعرفنى منين!.. بيعمل هنا مسرحية اسمها «يوم راجل ويوم ارنب».. ومعه ممثلة اسمها ولاء فريد مسافرة عشان عندها تصوير الصبح فى القاهرة.. وعاوز واحدة تحل محلها.. فقولنا له مفيش غير «عارفة».. قولتله بجد.. قالى اه والله ومستنيكى انهاردة الساعة 5.. طبعا لبست اشيك حاجة عندى.. ونزلت روحت مسرح إسماعيل ياسين.. عشان اقابل الأستاذ وحيد سيف.. أول ما شافنى بص لى كده وقالى أنا أسف أوى يا عارفة.. ولاء فريد هتكمل معانا المسرحية.. بس أنا مستخسر اماشيكى.. أيه رأيك تقعدى فى شباك التذاكر.. وهديكى جنيها فى اليوم.. قولت له ماشى.. أنا طبعا فرحت.. أننى هبقى فى المسرح.. بعتنى مع مدير المسرح.. ورانى إزاى استخدم البلان وإزاى اقطع التذاكر.. وإزاى أعرف أجر بقشيش من الزبون.. يعنى بعلم «فطشة» علامة على الصفوف الأولى.. ولما يجى الزبون يقولى.. شوف لى تذكرة قدام.. أقوله معلش عندى وفد سياحى.. بس هحاول اقعدك هنا.. فابتدى أخذ بقشيش أكثر.. كل يوم بروح اقعد أقطع التذاكر.. وبعد المسرحية ما تبدأ على الساعة التاسعة والنصف أمشى.. عشان لازم اكون فى البيت الساعة 10.. طبعا هتجنن عاوزة أشوف المسرحية.. مش عارفة خالص.. وفى يوم من الأيام.. كنا بنجهز للعرض فجأة لقينا حاشية وناس وخدم وحشم وبلاوى سودة وكلاب وبوليس.. قالوا الرئيس جعفر النميرى رئيس السودان جاى يحضر العرض.. نطيت من مكانى وقفلت مكان التذاكر.. روحت داخلة أول واحدة فى استقباله.. ورحبت به أهلا وسهلا يا فندم.. شرفتنا سعدتك اتفضل يا فندم.. مسرحنا نور.. وفضلت ماشية جنب الرجل ماشية ماشية.. لغاية ما قعد فى الصف الأول.. وانا قعدت فى وسطهم.. بدأ العرض دخل وحيد سيف كان من عادته يحيى الجمهور.. وهو موطى خالص.. فضل منحنى فترة طويلة يحيى الجمهور.. لأنه عرف ان الرئيس جعفر بيحضر العرض.. فجأة وهو بيرفع رأسه كده.. لاقانى قاعدة.. بقى عمال يغمزنى ويجز على سنانه.. وأنا عاملة نفسى مش واخده بالى خالص.. فضلت قاعدة اتفرج على العرض.. لغاية الآخر.. المسرحية خلصت وبقيت محتاسة الساعة 3 الصبح.. وأنا مش عارفة أروح إزاى.. واحد زميلى اقترح علىَّ يوصلنى.. وطبعا الدنيا كانت زمان أمان أكثر من دلوقتى.. شكرته وقولتله كتر خيرك.. ركبت معاه العربية ووصلت البيت.. لاقيت أمى واقفة فى البلكونة هتموت.. جالها اسهال وأعصابها باظت.. وبتقول البت اتخطفت يا ترى راحت فين.. طلعت البيت لاقيتها بتصوت أنت يا بت.. اتجننتى.. فى حاجة فى مخك.. راجعة لى الساعة 3 الصبح مع رجل فى العربية.. عاوزة الجيران يقولوا علينا أيه.. طيب أنت مجنونة.. وأنا رميت طوبتك خلاص.. انما أخواتك البنات أجوزهم إزاى.. بسمعتك اللى زى الزفت.. وقعدت تشتم فىَّ جامد وأنا أقولها يا ماما.. أصل الرئيس السودانى.. اخرسى بلا سودانى يلا لب.. الرئيس السودانى حضر العرض وقفلوا المسرح علينا ..منعوا الناس من الدخول أو الخروج.. ف «بابا» قالها خلاص.. كانت هتعمل أيه يعنى.. صح قفلوا المسرح عليهم.. أمان لما يبقى فى رئيس بيحضر العرض عادي.. يقفلوا باب المسرح وصدقونى وليلتى عدت.. تانى يوم روحت المسرح.. عشان أكمل شغل.. لاقيت المسرح فاضى والإعلانات متشالة.. ومفيش حد موجود.. أيه يا جماعة الحكاية.. قالوا المسرحية كلها سافرت السودان مع الرئيس جعفر النميرى!!