الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نرصد الخريطة الكاملة لتطور عمليات «الإرهاب الموسمى» فى رمضان

من واقع الموروث التاريخى للجماعات والتنظيمات الإرهابية، فإن شهر رمضان يعتبر بوابة لتكثيف العمليات الإرهاربية فى قاموس الجماعات المتطرفة. وتأكيدا على أن التنظيمات الإرهابية التى ترتدى الدين قناعا لجرائمها الإرهابية حول العالم، وفق ما تم رصده مؤخرا من خلال بيان صادر عن مرصد  الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية فإن الجماعات التكفيرية والإرهابية سعت خلال الأعوام الماضية وتحديدا منذ هجمات 11 سبتمبر إلى تكثيف نشاطها الإرهابى والدموى خلال شهر رمضان، وتحويل مناسبة الشهر الكريم إلى برك من الدماء لتكدير صفو العالم الإسلامى.. وهو ما دفع حسب تقرير حديث للمرصد إلى محاولة كثير من المراكز البحثية والأكاديمية لافتراض وجود علاقة ارتباط سببية بين الشهر المعظم وتزايد مؤشرات العمليات الإرهابية خلال هذا الشهر مقارنة ببقية الأشهر الأخرى.. وليس هناك دلالة على غدر تلك الجماعات أقرب من تنفيذ تلك الجماعات الإرهابية لإراقة الدماء قبيل ساعات الإفطار أو أثنائه أو أثناء أداء الصلوات، وهو ما يؤكد أن تلك الجماعات إنما أسست على هدم أسس الدين وقوام أداء الشعائر فيه. 



وانتهى المرصد إلى أن العمليات الإرهابية فى رمضان ليس لها سند أو أساس فى العقيدة أو الشريعة الإسلامية السمحة، وإنما مرجعها التضليل والتحريف والجهل بالواقع وحقيقة الأحداث التاريخية العظيمة فى الإسلام. 

وخلال شهر رمضان وقعت الكثير من عمليات الغدر الإرهابية داخل مصر، مثل مذبحة رفح الأولى، فى أغسطس 2012،  ورفح الثانية، فى أغسطس 2013، ورفح الثالثة فى يونيو 2014، ومذبحة «الفرافرة» فى يوليو 2014، كما شهد اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، فى يونيو 2015،  والهجوم على 5 أكمنة بشمال سيناء فى يوليو 2015.

ونفذت 4 تنظيمات إرهابية فى مصر نحو 32 عملية فى الفترة من 28 يونيو إلى 2 يوليو 2015 -خلال شهر رمضان- تراوحت ما بين الاغتيال والتفجيرات الانتحارية وزرع عبوات ناسفة، شملت مناطق متعددة فى عدد من المحافظات فى كل من مصر الجديدة وجاردن سيتى و6 أكتوبر والمطرية والإسكندرية وحلوان.

وفى 26 مايو 2017، تم استهداف أتوبيس للأقباط فى الطريق الصحراوى الغربى بمركز مغاغة محافظة المنيا.

ورصد تقرير المرصد أبرز العمليات الإرهابية التى تمت خلال شهر رمضان منها تفجير الكرادة فى العاصمة العراقية فى بغداد والذى أدى إلى استشهاد أكثر من 300 شخص، وتفجير سوسة فى تونس والذى راح ضحيته 39 سائحًا، وتفجير مسجد الإمام الصادق بالكويت والذى قتل فيه 26 مصليا.  

وأشار تقرير المرصد إلى نتائج دراسة أجنبية كان قد أجراها أربعة باحثين أجانب وهم (أمارناث أماراسينغام وتشارلى وينتر، [xvii] بيتر فان أوستايين، وSajjan Gohel ) حيث قام المؤلفون بتحليل 25،360 هجومًا إرهابيا منذ 11 سبتمبر من قبل 81 منظمة إرهابية، باستخدام بيانات من قاعدة بيانات الإرهاب العالمى (GTD).

وأفضت إلى أن عدد الهجمات الإرهابية خلال شهر رمضان بين عامى 2001 و 2011 أقل أو يساوى تقريباً المتوسط السنوى، فيما أخذ منحنى العمليات فى التزايد والتضاعف بدءًا من 2012 حيث كان رمضان أكثر عنفا فى كثير من الأحيان من بقية العام، فيما يعد رمضان عامى (2013، 2014) أعلى من حيث عدد الهجمات، فيما وصلت ذروة العمليات خلال رمضان فى عام 2014 تزامنا مع إعلان داعش «خلافته» خلال رمضان 2014. . وتابع المرصد أن العمليات الإرهابية خلال الشهر الكريم تندرج ضمن ما يسمى بـ«الإرهاب الموسمى» حيث دائما ما تسعى الجماعات الإرهابية والمسلحة إلى تنفيذ عملياتها خلال المناسبات مثل «الأعياد، الاحتفالات» خاصة تلك التى تتسم بالبعد الجماهيرى الواسع والتجمعات الضخمة.

وتابع المرصد بأن العمليات الإرهابية خلال رمضان فى مصر تأتى فى سياق المؤشر العالمى والإقليمى للعمليات الإرهابية خلال تلك الفترة،وهى عمليات لم تضعف من عزيمة القوات المسلحة بل زادتها ثباتا ويقينا بالنصر.  

من جانبه قال عمرو فاروق الباحث فى شئون الحركات الإسلامية ان هذه الأعمال لم تأت من فراغ لكنها وفقا لخطاب تأثيرى، وانحلال فكرى يعتبر رمضان هو شهر الجهاد، مضيفا: أبوبكر البغدادى كان يخاطب اتباعه ليحثهم على القيام بعمليات إرهابية واستغلال هذا الشهر  وهو نفس الخطاب التحريضى الذى بدا واضحا أيضا فى كلمة المتحدث السابق لتنظيم داعش، أبو محمد العدنانى: «ها قد أتاكم رمضان شهر الغزو والجهاد، شهر الفتوحات فتهيأوا وتأهبوا.

وقال إبراهيم ربيع القيادى المنشق عن جماعة الإخوان أن التنظيمات الإرهابية تضم مرتزقة من جميع الدول وهؤلاء ليس لديهم أى إرادة بل ينفذون فقط تعليمات قياداتهم.. لذا لابد لمؤسسات الدولة أن تتصدى لأفكارهم بشكل رادع.