«الحور».. أول فرقة إنشاد دينى من الفتيات فى مصر

تقف على خشبة المسرح وهى مغمضة العينين وتسرح فى عالم آخر ملىء بالعشق الإلهى الذى يرتفع بروحها ويحلق بها فوق رؤوس كل من يجلس أمامها ويستمع لكلمات فرقتها التى تقدم فن الإنشاد الدينى، والتى امتلكتها رغم صغر سنها، وكونتها من مجموعة من الفتيات الموهوبات فى هذا الفن بعد تدريبهن جيداً، إنها نعمة فتحى صاحبة الـ 25 عاماً.

بداية نعمة مع الإنشاد كان بتشجيع من والدتها أنها تحفظ ابتهالات من إذاعة القرآن الكريم وأن تبحث عن تعلم الإنشاد الديني، حيث نشأت وترعرعت وسط المنشدين فى موالد السيدة زينب والسيدة نفيسة، أمثال الشيخ ياسين التهامى، حيث كانت والدتها تقدم «نفحات» أيام تلك الموالد واعتادت أن تصطحبها معها، الأمر الذى دفعها لعشق الإنشاد الدينى دون أن تمارسه بشكل حقيقى، حتى اكتشفت والدتها بالمصادفة موهبة ابنتها عندما كانت فى سن الـ17، أثناء محاولتها لغناء «قمر» تلك الأغنية التى تصف جمال النبى صل الله عليه وسلم، ومنذ ذلك الوقت وبدأت رحلتها مع الغناء التى دفعتها لعمل أول فرقة للإنشاد الدينى من الفتيات فى مصر.

نعمة التى تخرجت فى كلية  نظم ومعلومات إدارية، كان حلمها تكوين فرقة خاصة بالإنشاد الدينى خاصة أنها لم تجد سوى عدد قليل من الفتيات فى هذا المجال فقررت أن تؤسس فرقتها الخاصة وتكون مميزة ومكونة من البنات فقط  لمساعدتهن على أن يكون لهن دور فى هذا الفن الذى لم يعد فيه الكثير منهن، وكونت الفرقة عن طريق إعلانات على السوشيال ميديا وتم عمل لجنة تحكيم للاختبارات مكونة من مجموعة من كبار شيوخ الإنشاد، وتم اختيار 30 فتاة ممن تقدمن، ثم تم تدريبهن واختيار 15 فقط هن أساس الفرقة، وكانت معايير الاختيار تعتمد على سرعة التعلم لأن جميعهن لم يكن لديهن فكرة عن الإنشاد الدينى، لذا تم إخضاعهن للتدريبات وتعلمت نعمة فيها على يد كبار المشايخ فى مصر، ولكن لظروف عملها لم تكمل دراستها هناك، وقررت العودة من خلال فرقتها الخاصة من الفتيات اللائى كن عددا قليلا يدرسن معها الإنشاد الدينى، وأطلقت على اسم الفرقة «الحور» للإنشاد الدينى.

يشار إلى أنه تم اختيار نعمة مؤخرًا كمنسق عام للجنة الإنشاد الدينى فى منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان لتسليط الضوء فى الأعمال القادمة لفرقة «الحُور» بما أنها أول فرقة إنشاد نسائى فى مصر وتسليط الضوء على الإنشاد والأنشطة الثقافية بوجه عام.