الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

العشر الأواخر من رمضان فرصة لمغفرة الذنوب

مع قدوم العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك  يزداد الحديث عن أهمية تلك الليالى وفضائلها، وكيفية تحصيل الثواب فيها لاسيما وأنها الليالى الأخيرة فى وداع شهر فضيل، وبها ليلة هى خير من ألف شهر وهى ليلة القدر.



من جهته يرى أسامة فخرى الجندى من علماء الأوقاف أن الله عدّد ونوّع للأمة مواسم الخير لتظل فى معية ربها ؛ لينال كل فرد الأجر والثواب الوفير، ومن بين هذه المواسم شهر رمضان، ومن شهر رمضان العشر الأواخر , والتى عندما أقبلت وجدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شد مئزره ؛ للإعداد والتهيؤ لمزيد من العبادة فوق ما هو معتاد، فعلينا ألا نفرط فى هذه العشر، وأن نستثمرها بألوان العبادات المختلفة، قراءةً، ودعاءً، وقيامًا، وذكرًا، نستثمرها بإسقاط الذنوب، نستثمرها بتحرى ليلة القدر، والدعاء فيها، ووجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) السيدة عائشة إن صادفت هذه الليلة أن تدعو: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»؛ لأن العفو أسمى من المعفرة ؛ فالمغفرة عدم العقاب مع وجود الذنب مسطورا، أما العفو فهو عدم العقاب مع محو الذنب وعدم تسطيره.

أضاف أن ميلاد القرآن الكريم كان فى هذا الشهر المبارك، ليشكل عقلية المؤمن وشخصيته، فالأوامر والنواهى الإلهية الواردة فى القرآن هى قوانين لصيانة الإنسان فى الدنيا والآخرة.

الشيخ محمد الدومى إمام وخطيب من جانيه يوضح أن قضاء حوائج الناس والسعى معهم فيها من أفضل الأعمال التى يتقرب الله بها فى هذه الأيام , حيث قال النبى (صلى الله عليه وسلم) :» مَنْ مَشَى فِى حَاجَةِ أَخِيهِ وَبَلَغَ فِيهَا كَانَ خَيْرًا لَهُ مِنَ اعْتِكَافِ عَشْرِ سِنِينَ، وَمَنِ اعْتَكَفَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ ثَلاثَةَ خَنَادِقَ، أَبْعَدُ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ».

من جهته قال الشيخ عبد الفتاح عبد القادر جمعة من علماء الوقاف أن ليالى العشر الأواخر من رمضان بها ليلة القدر ليلة الشرف والعظمة , والعمل الصالح فيها أفضل من ألف شهر ؛ فهى مطلب للأصفياء، والأولياء , والصالحين , والمستغفرين , والتوابين، ولطالب السعة فى الدنيا والنجاة فى الآخرة، وهى ليلة اتصال نور السماء بأرض الصحراء , على قلب سيد الأصفياء، فكم غفرت فيها زلات، وقبلت فيها شفاعات، ورفعت فيها درجات، وسطرت فيها حسنات، واستجيبت فيها دعوات، وعتقت فيها رقاب من النار، مبينا أن ليلة القدر سميت بهذا الاسم ؛ لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذى قدر، على نبى ذى قدر، لأمة ذات قدر، أو لأنها بمعنى الضيق ؛ فإن الأرض تضيق بالملائكة النازلين فيها، أو لأنها من التقدير: أى أن الله يقدر ما يكون للعباد فى هذه السنة من إحياء ,وإماتة , ورزق , ومطر , إلى السنة المقبلة يقول تعالى: « إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ , فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» , أو لأنه من أتى فيها بفعل الطاعات صار ذا قدر وشرف عند الله تبارك وتعالى.

وأوضح أن ليلة القدر خاصة بالأمة المحمدية وحدها , وذلك أن النبى (صلى الله عليه وسلم) أُرى أعمار الناس قبله - أو ما شاء الله من ذلك - فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل الذى بلغ غيرهم فى طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر , وعن أنس (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : « إن الله وهب لأمتى ليلة القدر لم يعطها من كان قبلهم».