الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

علماء: مخالفة إجراءات الدولة الاحترازية بحجة الاحتفال بالعيد «حرام شرعًا»

جاء وباء كورونا ليغير كل الخطط، أوقف حفلات الزفاف وأغلق المساجد، وألغى صلاة التراويح، وهى مناسبات لم يعتد المصريون على تفويتها، أو التأقلم على شيء سوى الاحتفال بها، فبعدما مر رمضان بدون تراويح ولا موائد الرحمن، أقبل العيد، ولا يزال كورونا يتربص بكل من ينزل إلى الشوارع ويخالط الناس، فكيف يحتفل المسلم بعيد الفطر المبارك دون مخالفة الإجراءات الوقائية؟ وهل يجب تبادل الزيارات العائلة وعمل التجمعات فى المنازل أول أيام العيد كما جرت العادة على سبيل صلة الأرحام؟ كلها أسئلة قد تتبادر إلى الأذهان، نحاول الإجابة عنها فى السطور التالية.



أكد الداعية الإسلامى الشيخ خالد الجندي، أن صلة الأرحام واجبة وضرورية ولكن فى الظروف العادية، لافتا إلى وجود بدائل فى العيد مثل التواصل على الانترنت بتقنية الاتصال المرئي، أو عن طريق الهاتف المحمول، قائلا: «ابنتى فى كندا وأحتفل معها بالعيد على الهاتف وعبر الانترنت». وأوضح الجندى فى تصريحاته لـ»روزاليوسف»، أن الاحتفال بالعيد هذا العام يكون أفضل ما يكون بإخراج الصدقات وإدخال السرور على الفقراء والمساكين، وأسر العمالة غير المنتظمة التى تضررت أشد الضرر من جائحة كورونا، فهؤلاء أصبحوا لا يمتلكون قوت يومهم، ولا يفكرون فى قضاء العيد، ولكن فى احتياجات الحياة.

ولفت الجندى إلى ضرورة التوسيع على الأولاد، وابتكار وسائل التسلية فى المنزل، فهؤلاء الأطفال ينتظرون العيد للترويح عن أنفسهم، وهنا تقع مسئولية الترفيه على عاتق رب الأسرة، الذى يحاول جاهدًا إدخال السرور على أطفاله فى المنزل، وشراء الألعاب.

وشدد الداعية الإسلامى على أن الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم تفرض علينا حلولًا استثنائية أيضا، لأن ثمن عدم الالتزام والخروج فى الشوارع والاختلاط هو حياتنا، قائلا «الفيروس قد يعصف بالمصريين ويزداد فتكًا بسبب سلوكيات خاطئة فى العيد يرتكبها البعض عن جهل».

وبيّن الجندى أن صلاة العيد سُنّة وفرض كفاية، إذا قام بها البعض سقطت عن الكل، ويمكن تأديتها فى البيت مع الأولاد والزوجة، دون مخالطة الجيران، قائلا: «صلاة العيد خارج لا تجوز فى الشوارع هذا العام، ويجب تأديتها فى المنزل، ولا يجوز إطلاقا فعل غير ذلك، فلا يجوز أن تتقدم السُنة على الفريضة، على حد قوله.

الدكتور محمد عبد العاطى، المنسق العام لبيت العائلة، أكد أن أى محاولة للاحتفال بالعيد فى تجمعات عائلية هذا العام فهى «حرام شرعا»، لأنه تعرض النفس للخطر، فكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»، وأى شيء يضر مصلحة الناس فهى حرام بإجماء الفقهاء.

وتابع عبدالعاطى فى تصريحاته لـ»روزاليوسف»: نحن نعبد الله وفق أوامره ونواهيه، فلا تأخذنا غيرة بالدين لنفعل أشياء قد يؤاخذنا عليها الشرع، فيجب على المسلمين الامتثال لإجراءات المعنين بالأمر، لأنهم أهل الذكر فى هذه الحالة».

وأكد منسق عام بيت العائلة أن صلاة العيد فى أعلى درجاتها سُنة، أى أنه يُثاب على فعلها، ولا يُعاقب على تركها، فماذا لو ترتب على فعلها ضرر للمسلمين؟، متابعا: «نحن مأمورون بالتباعد شرعا وعدم الاختلاط، ومن يفعل عكس ذلك يرتكب جريمة ويستهتر بآيات الله، لأن هذا الفيروس آية».

وعن الاحتفال بالعيد، قال د. عبدالعاطي: «معظم وسائل الترفيه الآن باتت عبر الانترنت، وغالبية الناس تميل للعزلة بفعل وسائل التواصل الاجتماعى فى الأيام العادية، لذا يمكنهم الاستعانة بتلك الوسائل الترفيهية فى العيد، وعمل أجواء أسرية بعيدا عن الاختلاط فى أعداد كبيرة، وأظن أن تلك فرصة جيدة لعودة الترابط داخل الأسرة الواحدة بين الأب وأولاده».

من جانبه طالب الدكتور أحمد حسين إبراهيم، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر فى القاهرة، كل مسلم بإعلاء المصلحة العام، وعدم التعامل باستهتار فى العيد تجنبا للعواقب الوخيمة، متابعا: «هل ستفرح أى أسرة بإصابة أحد أفرادها بفيروس كورونا بسبب الاحتفال بالعيد؟ رجاء الزموا بيوتكم فى العيد فنحن فى ظروف استثنائية».

وأكد د. حسين أن ثمة طرق عديدة لقضاء العيد أولها ألا يحاول أى شخص التفكير فى أمور العمل لمدة 3 أيام، فالبعد عن ضغط العمل فى حد ذاته رفاهية واسترخاء ذهني، وكذلك التوسيع على الأطفال بشراء الهدايا وتعليق الزينة فى المنزل.

وشدد عميد كلية الدعوة أن مخالفة الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة بحجة الاحتفال بالعيد «حرام شرعا»، وحتى الخروج للصلاة فى هذه الأحوال «حرام» لما يترتب عليه من نتائج، ما دامت لم تفتح الدولة المساجد، لأنها أدرى بمرحلة انتشار المرض، فالخروج فى العيد للصلاة أو الاحتفال يعرض صاحبه للعقوبة القانونية والإلهية، فالشرع لم يطلب منا أن نلقى بأيدينا فى التهلكة لأداء الصلاة أو إقامة شعائر صلاة العيد.