الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أمريكا الجنوبية «بؤرة جديدة» لوباء كورونا

انتشار المقابر الجماعية فى البرازيل
انتشار المقابر الجماعية فى البرازيل

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أمريكا الجنوبية باتت تشكل «بؤرة جديدة» لوباء كوفيد-19، مع وضع يثير القلق خصوصاً فى البرازيل.



وقال مسئول الحالات الطارئة فى منظمة الصحة العالمية مايكل راين فى مؤتمر عبر الإنترنت من جنيف إن «أمريكا الجنوبية باتت بؤرة جديدة للمرض».

وأضاف «نرى عدد الإصابات يزداد فى العديد من الدول الأمريكية الجنوبية، القلق يشمل العديد من هذه الدول، ولكن من الواضح أن البرازيل هى الأكثر تضرراً حتى الآن».

وفيما تستعيد أوروبا إيقاع الحياة الطبيعية تدريجياً، فإن أمريكا الجنوبية تشهد تفشياً واسع النطاق للوباء مع تداعيات كارثية على الاقتصاد والوظائف.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن البرازيل سجلت أكثر من 300 ألف إصابة و19 ألف وفاة، علماً بأن عدد سكانها يناهز 210 ملايين نسمة، ما يجعلها البلد الثالث الأكثر تضرراً على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا.

وقال راين أن «غالبية الحالات أحصيت فى منطقة ساو باولو، لكن مقدار الإصابة وفق عدد السكان هو الأكبر (فى ولاية) الأمازون إذ أصيب نحو 490 شخصاً من كل مئة ألف شخص، وهى نسبة عالية».

وارتفع عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجدّ حول العالم إلى 335 ألفاً و538 شخصاً على الأقلّ منذ ظهر الوباء فى الصين فى ديسمبر الماضى، بحسب مصادر رسمية، وتم تسجيل أكثر من 5 ملايين و158 ألفاً و750 إصابة معلنة فى 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشى الفيروس.

وفى المملكة المتحدة التى تأثرت بالوباء كثيراً بحسب ما يعكس التراجع القياسى لمبيعات التجزئة بأكثر من 18% فى أبريل الماضى، أعلنت السلطات أنها ستفرض حجراً صحياً لمدة 14 يوماً على المسافرين الوافدين من الخارج.

وهناك استثناءات نادرة لسائقى الشاحنات الذين يعبرون الحدود دائماً والعاملين فى القطاع الطبى والإيرلنديين، لكن ليس للأشخاص الوافدين من فرنسا.

وفى فرنسا التى تواجه انتقادات بسبب إجرائها الدورة الأولى من الانتخابات البلدية فى 15 مارس الماضى رغم تفشى الوباء، أعلنت الحكومة أن الدورة الثانية ستُجرى فى 28 يونيو المقبل وأنه سيكون على الناخبين وضع أقنعة واقية.

وأوضح رئيس الوزراء إدوار فيليب أن «بعد مقارنة الإيجابيات والسلبيات، نعتقد أن الحياة الديمقراطية يجب أن تستعيد حقوقها»، وتؤجج تمضية عطلة نهاية الأسبوع على الشواطئ أو فى الحدائق، المخاوف من موجة إصابات ثانية فى البلاد.

وقال وزير الصحة أوليفييه فيران «الطقس جميل فى الخارج، نعرف أن الوضع معقد والرغبة بالخروج قوية بعد أسابيع من العزل».

ومن جهتها، أعلنت اليونان تمديد عزل مخيمات المهاجرين المكتظة حتى 7 يونيو المقبل، وسُجّل عدد قليل جداً من الإصابات فى صفوف طالبى اللجوء حتى أمس، ودعت المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أثينا إلى «عدم المساس» بحقوقهم.

وفى الولايات المتحدة، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين إنه «سيكون ضرورياً على الأرجح الإفراج عن أموال جديدة لدعم الاقتصاد خلال أسابيع».

وأعلنت روسيا أمس عن عدد وفيات قياسى خلال يوم واحد بلغ 150، لكن الوباء لا يزال مستقراً على أراضيها لجهة الإصابات الجديدة، وأوضحت السلطات أنها تترقب ارتفاعاً لعدد الوفيات جراء كوفيد-19 فى مايو الجارى.

وبحسب الأرقام الرسمية، تضاعف عدد الوفيات فى البرازيل، الدولة الأكثر تضرراً بالوباء فى المنطقة حيث لا يزال يتسارع تفشى الوباء، خلال 11 يوماً فقط ليتجاوز الـ 20 ألفاً أول أمس الخميس، وفى مقابر المدن الكبرى مثل ساو باولو، يعمل حفارو القبور بوتيرة سريعة.

وأثار إصرار الرئيس جايير بولسونارو على استئناف العمل وإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد منذ بداية الأزمة الصحية، خلافات كبيرة مع حكام الولايات البرازيلية، لكن الرئيس وحكام الولايات الذين عقدوا اجتماعاً بالفيديو خففوا من لهجتهم وقاموا بتقريب مواقفهم. وفى البيرو المجاورة، باتت معظم المستشفيات على وشك الانهيار حسبما أعلن مكتب «المدافع عن الشعب» المكلف السهر على احترام حقوق الإنسان.

وروى الممرض فى مستشفى «إيبوليتو اونانوى» فى ليما ميجيل أرمان أن «الوضع يشبه فيلم رعب، داخل المستشفى يشبه مقبرة للجثث، المرضى يموتون على الكراسى وعلى الكراسى المتحركة».

ورسم تقرير للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبى ومنظمة العمل الدولية، صورة قاتمة جداً لعواقب الأزمة الصحية فى القارة، وقال التقرير الذى نشر فى سانتياجو إن «عدد العاطلين عن العمل سيرتفع إلى 11.5 مليون شخص بسبب الوباء فى أمريكا اللاتينية، وسيبلغ الانكماش فى اقتصاد المنطقة هذه السنة 5.3% وهو الأسوأ منذ 1930».

وفى تشيلى إذ ارتفع عدد الوفيات بنسبة 29% فى الساعات الأخيرة، تحدى بعض السكان العزل للتظاهر والمطالبة بمساعدات غذائية بعدما أدى الوباء إلى انفجار البطالة والجوع فى الأحياء الأكثر فقراً.

وفى الشرق الأوسط، يواصل تسجيل الإصابات بفيروس كورونا فى العديد من الدول العربية منحاه التصاعدى، فى وقت يبدو أن بعض البلدان العربية تشهد نهاية الموجة الأولى من العدوى. 

أما حالات الشفاء فتزداد يومياً فى معظم الدول العربية، بينما يشهد بعضها حالات وفاة بكورونا.

أما عدد حالات الشفاء من فيروس كورونا فى تونس فوصل إلى 903. فى المقابل سجلت تونس فى المجمل 47 حالة وفاة بكورونا، فيما لا يزال 98 مصاباً يحمل الفيروس.

وفى سلطنة عُمان، أعلنت وزارة الصحة، أمس السبت، تسجيل 463 إصابة جديدة بمرض فيروس كورونا، ما يرفع العدد الإجمالى للحالات إلى 7257.. وسجلت عُمان فى المجمل 43 حالة وفاة بكورونا، بينما تعافى 1848 مصاباً من العدوى فى السلطنة.