الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عبادة: يجب أن يتفقه فى شئون العصر ويطلع على العلوم الدنيوية

الداعية المجدد.. مطلب دينى ووطنى

لا يزال الخطاب الدينى يواجه تحديات عديدة لكن أساسها الأول هو صناعة الداعية المجدد وهو ما حاولت وزارة الأوقاف التوجه نحوه بعمل برنامج للدعاة المتميزين الذين يمثلون دعاة العصر فى التجديد المنشود كى يواكب الخطاب الدينى متطلبات عصره، وألا تظل الدعوة  للعلوم الشرعية فقط.



«لو اعتبرنا أن تجديد الخطاب الدينى سلعة، فمن سيقيم هذه السلعة؟»، سؤال طرحه مستشار وزير الأوقاف، الشيخ صبرى عبادة حينما سألناه عن دور الدعاة فى تجديد الخطاب الديني، وأضاف على ذلك: «إذا لم يكن الداعية مُلما بالمفاهيم الصحيحة ومزج بين النص الدينى والمفهوم الدنيوى لا تحدثنى عن نجاح تجديد الخطاب الديني».

ومن ناحيته انتقد الشيخ أحمد ترك، أحد علماء وزارة الأوقاف ، تحوّل الداعية إلى موظف لا يطور من نفسه ولا يكتسب ثقافات أخرى تعينه على أداء عمله، وأردف  فى تصريحاته لـ «روزاليوسف» قائلًا: «يجب أن يتعلم الداعية فنون التواصل الجماهيرى الجديدة فى عصر السوشال ميديا حتى لا يتقوقع فى بوتقة منعزلة عما يجرى حولنا»، لافتًا إلى أن الداعية هو الضلع الرئيسى فى مثلث تجديد الخطاب الديني، من حيث قدرته على شرح الدين بآليات مبسطة للناس تتناسب مع الواقع الذى يعيشونه.

واستنكر ترك تصدى الكثير من الدعاة غير المؤهلين للخطاب الدعوى فى مصر، قائلًا: «بعضهم كارثة من الكوارث، ومنهم من يتصدى للدعوة والإفتاء دون أى ضمير أو تأهيل، الداعية ينبغى أن يكون مفكرا وملما بقضايا عصره، والأفضل أننا نؤهل خريجى الأزهر ليتصدروا الخطاب الدعوى فى الفضائيات».

بينما اعتبر  المفكر الإسلامي، وأستاذ الشريعة فى جامعة الإسكندرية، دكتور محمد كمال إمام، إن مطلب الرئيس بأن يكون الداعية شاملًا هو فى الأساس مطلب دينى قبل أن يكون سياسيَا، فالدين يلزم الداعية ألا يفتى أو يمارس الدعوة إلا إذا كان مُلما بعلوم العصر، وليس فقط الثقافة الدينية المأخوذة من السنة النبوية المطهرة، والقرآن الكريم، والإجماع، فهذه ثقافة تعطى أحكامًا، أما تطبيق هذه الأحكام فى الواقع الاجتماعى يحتاج التفقه فى العلوم الدنيوية.

«كمال» فى تصريحاته لـ «روزاليوسف» شدد على أن اكتساب الداعية لهذه الثقافة ضرورة وليس من باب التجميل، وإلا فلا يصدر فتوى أو يمارس عملًا دينيًا دون استشارة الخبراء فى المجال المعنى بالقضية التى يتحدث فيها، مختتمًا بقوله: «ما قاله الرئيس هو ما يطلبه الدين من العلماء والمشايخ، ومن لم يلتزم بذلك يكون مقصرًا فى حق نفسه ودينه ووطنه».

أما أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية، عضو مجلس النواب، الدكتورة آمنة نصير فاكدت على أهمية أن يكون الداعية موسوعى وملم - ولو قشور- بالطب والاقتصاد والفلسفة والسياسة وعلم النفس والاجتماع والمستجدات

وتابعت «نصير»: «علماؤنا الأوائل كانوا موسوعيين فى العلم والعقيدة والفكر، فما الذى يمنع أن يكون داعية اليوم ممسكًا بتلابيب الدعوة بحق عن طريق الإطلاع على تلك العلوم، مع تسهيل تحصيلها من جانب الأزهر والأوقاف فى شكل مناهج متماسة مع الدين»، مضيفة أن إمكانية الإطلاع على أى علم الآن صارت متاحة لكل شخص من خلال الانترنت، على عكس جيلها الذى عانى لتحصيل المعلومة، إذ قالت: «أتذكر حينما كنت أعد رسالة الماجيستير عن المخطوطات فى دار الكتب، كنت أستعين بطلاب المعهد الأزهرى لمساعدتى فى نسخ المخطوطات، فلم يكن هناك حتى تصوير. أما الآن فنحن فى عصر لملمة المعلومات من مواقع الانترنت، أصبحت المعرفة متاحة بسخاء، فلماذا لا نستخدمها لفهم قضايا العصر فى ضوء ما ورثنا؟».