الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأبواب الخلفية للسلفيين

التدين المغشوش

لا شك أن مجموعات الجماعات المتأسلمة من السلفية والإخوان يحاولون استثمار الأحداث الدينية الكبرى فى الترويج لأنفسهم ، وهو الحال مع شهر رمضان ، حيث يستغل السلفيون الموسم الرمضانى بتوزيع شنط وكراتين غذائية على الأسر الفقيرة بواسطة جمعيات خيرية، بهدف إعادة التسويق لأنفسهم وغسل سمعتهم بعدما أسقطت الأيام والأحداث الأقنعة عن قياداتهم ومشايخهم، الذين يعتقدون أن التدين هو الاعتقاد  أن الشعائر والطقوس أهم من مقاصد الدين، وهذا جوهو الاختلاف مع هؤلاء فهو تدين منقوص ومغشوش يسيطر على عقل ومنطق هؤلاء.. فالتعصب الدينى أكبر داعية للإلحاد، وهو ما يتجلى فى حديث مشايخ السلفية، وهم كلما أفتوا وخطبوا فى الناس كلما زاد عدد الإرهابيين والملحدين معا. 



تكثف الحركات السلفية من تواجدها  فى شهر رمضان من خلال حرص قيادات الجماعة السلفية على استغلال الشهر الكريم من أجل زيادة الفاعلية فى الشارع فى هذا الشهر الذى يعتبر موسما ثقافيا كبيرا  من خلال زيادة نشاطها سواء الدعوة أو الثقافى عن طريق الكتب والمجلدات العلمية التى تطبع فى هذا الشهر فى إطار نشر الفكر السلفى التى تحرص الجماعة عليه.

 ورغم قرارت وزراة الأوقاف بغلق المساجد ومنع التجمعات ومنع إقامة موائد الرحمن خلال شهر رمضان،الا ان مشايخ الظلام وأصحاب التيار السلفى لا يملونمن محاولات التحايل على هذه القرارات، وهو ما علله مختصون بشئون الحركات المتأسلمة، بقدرة التيار السلفى على المزج بين الأنشطة الدعوية والاجتماعية والتحفيزية من مسابقات ورحلات سياحة دينية علاوة على الأنشطة التقليدية من توزيع لهدايا دينية مرتبطة بطقوس رمضان مثل إسدالات الصلاة للنساء وسجادات الصلاة، كما ستوفر فروع التيار السلفى بالمحافظات وجبات إفطار وسحور جاهزة زهيدة السعر لغرض تمكين النساء من التفرغ للأنشطة الدينية بالتخفف من التزامات المنزل والطهى المرهقة خاصة فى رمضان.

ووضعت جماعة انصار السنة مخططا لاستغلال الشهر الكريم يرتكز على  الدروس التوعوية والوعظية والتعليمية فى خلال الشهر الكريم وطباعة ونشر مجموعة من الكتيبات والمطويات والبروشرات عن فضل الصيام والقيام والصدقة وفعل الخير فى هذا الشهر الفضيل ونشر ما يسمى بالأسابيع الثقافية. 

كما تكثف الدعوة السلفية من اقامة معارض لبيع السلع الاستهلاكية بأسعار مخفضة ضمانا لجذب أعداد كبيرة من المواطنين خاصة فى محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والغربية والشرقية والقليوبية بجانب محافظات الصعيد وهناك تصور كامل لأمانات الحزب فى المحافظات بقطاعات شمال ووسط وجنوب الصعيد خلال شهر رمضان فضلا عن القيام بجولات على منازل الفقراء لتوزيع شنط رمضان فضلاً عن توزيع شنط زكاة العيد للفقراء والمحتاجين.

وقال إبراهيم ربيع الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن التيار السلفى بكل أطيافه الدعوية والجهادية والتراثية هو بمثابة طابور خامس لتنظيم الإخوان الإرهابى وهو  أيضا الاحتياطى الاستراتيجى لتنظيمات الارهاب وفى القلب منها تنظيم الإخوان ومعروف ان تيار المتأجرة بالدين بشقيه السلفى والإخوانى مصدر رئيسى من مواردهم المالية تجارة الجملة وتجارة العملة. 

راجع كيانات وأباطرة تجارة الجملة فى المواد الغذائية أو مواد البناء ستجد أغلبها سلفية بتمويل إخوانى وراجع شركات الصرافة المالية ستجد أغلبها أيضا سلفى أو فلول بتمويل إخوانى، ولكى يظل هذا الاحتياطى الاستراتيجى دائم الاتصال بروافد التمويل بالموارد البشرية، فلابد من وجود أرضية شرعية وقنوات اتصال طبيعية بالقاعدة الجماهيرية لكى يستقطبها إلى منهجه وينتقى منها عناصرة.

وأضاف ربيع، الجمعيات الأهلية تقوم بدور الوسيط فى الاتصال بذوى الحاجات والانتشار فى أواساطها واعداد قاعدة بيانات وشراء ولائها وانتمائها بالمساعدات الغذائية ومعلوم أن هذه الجمعيات ذات العنوان السلفى لكنها فى الواقع منتجع شرعى لعناصر تنظيم الإخوان ليقوم بالاتصال بالمترددين على جميعات وكيانات التيار السلفى ويتلاعب بعقولهم ويجندهم 

ومعلوم أن شهر رمضان هو موسم سنوى للحشد والاستقطاب من خلال ما يسمى بشنطة رمضان والحشد لصلاة التراويح فى المساجد وحيث إن رمضان شهر استرخاء وتواجد فى المساجد فهو مناسبة مهمة لتجديد دماء هذه التيارات بالعناصر الجديدة ورمضان هذا العام له خصوصية بارزة بسبب انتشار وباء كرونا وتعطل الكثير عن أعمالهم سيقوم التيار السلفى باستغلاله اسوء فى الاستقطاب والحشد عبر المساعدات.

ومن جانب آخر بضحالة وتدنى وعى هذه التيارات بحقيقة الدين وسطحيتها سيقومون بتحريض الناس على الخروج على قانون الدولة والتجمع لصلاة التراويح سواء فى زوايا بير السلم او بيوت احد الأعضاء.

وأكد مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسى، أن السلفيين فقدوا بابا كبيرا من أبواب الحشد والاستقطاب والتجنيد بإغلاق المساجد فى رمضان، ولكن هذا لا يعنى إغلاق جميع الأبواب، فعلى سبيل المثال ينشط السلفيون وغيرهم فى الموسم الرمضانى بتوزيع شنط وكراتين غذائية لعدد من الأسرة الفقيرة بواسطة جمعيات خيرية منتشرة فى العديد من المحافظات، بحيث يحافظون من خلالها على الدور الاجتماعى لهم فى هذا الشهر.

وأضاف المشكلة لا تكمن فى المساعدات فى حد ذاتها لأنها تعتبر شكل من أشكال التكافل الإسلامى، وإنما الإشكالية الحقيقية تكمن فى التوظيف السياسى لهذه المساعدات، حيث يتم الاستعانة بهذه الأسر الفقيرة خلال المواسم الانتخابية لحصد المزيد من الأصوات التى تساعد فى فوز المرشحين السلفيين فى الانتخابات البرلمانية فى العديد من الدوائر.

وتابع  غلق المساجد لن يؤثر على الفتاوى الشاذة للسلفيين، لأنها تلقى رواجا كبيرا عبر الفضاء الإلكترونى، وبعض الفئات فى المجتمع تساهم فى ترويجها بالفهم الخاطئ للدين، حيث يعتبرون التشدد فى الفتوى علامة من علامات الاستقامة والتمسك بالدين، فى زمن الغربة، الذى يوصف القابض فيه على دينه، كالقابض على جمرة من نار.

وأشار إلى أن السلفيين سيستغلون ساحات عدد من المساجد لا سيما بمحافظة الإسكندرية -معقل الدعوة السلفية لحزب النور -  ومقرات للحزب، لتجنيد الشباب  لإقناعه بالمشاركة السياسية من خلالهم، أو على الأقل تأييدهم فى العمل السياسى، مستخدمين فى هذا عددًا من الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة التى تجيز العمل السياسى واستخدام قواعد أصول الفقه لا سيما قاعدة الضرورات تبيح المحظورات واختيار أخفها للرد على العديد من الشبهات المتعلقة بمشاركة المرأة والمسيحيين فى البرلمان.

وتابع حمزة، السلفيين يمتلكون أبوابا أخرى فى غاية الاهمية ولا تقل عن سيطرتهم على المساجد وأهم الأبواب الخلفية للسلفيين فى رمضان هى المجمعات الغذائية التى هى سياسة الزيت والسكر الإخوانية ولكن بطريقة أذكى من الإخوان، لأن الإخوان كانوا يوزعون الزيت والسكر بالمجان، أما السلفيون فيبيعونه بسعر الجملة بدون إضافة أى هامش ربح.

وقال هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن هناك أبوابا خلفية للسلفيين فى شهر رمضان وهم لهم وسائلهم الخاصة وينتهزون فرصة رمضان لمعاودة النشاط بقوة من خلال الحضور الدعوى ونشاطات العبادة ودروس العلم، مشيرا إلى أن نشاطاتهم الاجتماعية تتلاقى مع طبيعة الشهر الكريم من إنفاق على الفقراء والمرضى وغير ذلك من نشاطات تصب فى تعويض ضعف الحضور السياسى فى الفترة الماضية لأسباب معروفة.

وتابع: غلق المساجد لن يكون عائقا أمام السلفيين فهم سيلجأون إلى نشر فكرهم من خلال المجمعات الغذائية واستغلال منع إقامة الموائد بعمل شنط رمضانية وتوزيعها على الناس اى انهم ينقلون فكرهم مباشرة اليهم من خلال التواصل معهم مشيرا إلى أن جميع أنشطة الجماعات ومن ضمنها التيار السلفى تصب فى مصلحة إنتاج التطرف وصولا فى آخر المراحل الخاصة بتفريخ إرهابى مسلح.

وأضاف النجار: هناك تنظيمات لا تظهر ميلا ولا اهتماما بالسياسة تعمل على جذب الكثير من المنتمين للفئات المهمشة لنشاطات روحانية بالمساجد مثل جماعة التبليغ والدعوة، ونظرا لتفوق التيار السلفى عمليا فهو يبذر الأسس الأولى للتشدد الأصولى داخل عقول المنضوين لهذا النشاط.

وشدد، على أن المرحلة الأخيرة كانت من نصيب التكفيريين والسلفية الجهادية التى وجدت العناصر المترددة على دروس ولقاءات التيار السلفى أكثر استعدادا للتجنيد فى نشاطها السرى المسلح والشائع من واقع اعترافات العديد من الشباب المقبوض عليهم فى قضايا عنف هو استقطابهم من قبل قادة وعناصر التنظيمات التكفيرية والسلفية الجهادية من المساجد والزوايا التابعة لجمعيات سلفية خاصة بالمناطق والأحياء الشعبية من تلك التى اعتادوا التردد عليها لتلقى العلوم الشرعية وسماع الدروس الفقهية.

وقال أسامة القوصى الداعية السلفى أن أكثر ناس معترضين على غلق المساجد هم الإخوان والمتعاطفون معهم وأنهم كانوا يجتمعون فيها ويتبادلون التعليمات بعيدا عن الرقابة مشيرا إلى أن هناك مواجهة بين تيارات تنويرية وتيارات ظلامية، مشيرا إلى ان الخطاب الدينى بأكمله يحتاج إلى تطوير بما فيه الأزهر، خاصة مع وحود نشاط ملحوظا لمشايخ الظلام يعملون من خلاله على بث سمومهم فى الشارع مستغلين قدسية الشهر الكريم خاصة مع غلق المساجد من خلال المجماعة الغذائية والشنط الرمضانية وغيرها من الاساليب الرخصية التى يستهدفون منها التأثير على الشباب خاصة فى القرى الفقيرة. 

وأضاف  المساجد تحتاج إلى تطوير كبير حتى نسطيع أن نرفع درجة الوعى عند المواطنين خاصة فى الأماكن العشوائية والتى ينخدع فيها الناس بأساليب الدعوة من بعض التيارات الظلامية للعب على عقول الناس وحتى نقطع الطريق على كل الأبواب التى يسلكها أصحاب الفكر المتطرف.