الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إيهاب فهمى مدير المسرح القومى: أراهن على عودة النجوم للعمل بالقطاع العام

 تولى الفنان إيهاب فهمى منصب مدير المسرح القومى منذ شهور قليلة، وكان لفهمى خطة طموحة للنهوض بالمسرح القومى لكن بسبب ما تعرض له العالم مؤخرا من جائحة وباء كورونا، توقف كل شىء وتأجل إفتتاح آخر مشاريع المسرح القومى «هولاكو» للمخرج جلال الشرقاوى كما اضطر فهمى لتأجيل أحلامه لما بعد كورونا؛ لكنه فى الوقت نفسه لم يتوقف عن المشاركة فى إنتاج عروض للمسرح «أون لاين»؛ لحين انتهاء الأزمة عن توليه إدارة المسرح القومى وخطته المقبلة قال إيهاب فهمى فى هذا الحوار:



 

■ ماذا يمثل لك التعيين مديرا للمسرح القومى؟

ـ فى الحقيقة هى مهمة صعبة وإمتحان كبير، أن أجلس على كرسى ومنصب أعلى قامة مسرحية فى مصر، إلى جانب أنه سبقنى بالجلوس عليه اساتذة عظماء كل شخص منهم تاريخ مسرحى منفرد بذاته، وعادة كل منا يكون لديه طموح كى يقدم شىء ناجح وفاعل لبلده فماذا لو كان هذا الشىء مشاركتى فى صناعة منهج مسرحى وخطة للفن المسرحى فى مصر عن طريق إداراتى لهذا المكان العظيم الذى نقدم من خلاله مؤلفين ومخرجين وممثلين وعروض مسرحية وأعتقد أن  التاريخ يسجل دائما فهو امتحان أتمنى اجتيازه بنجاح وأن اقدم شىء مختلف والحمد لله فى عز هذه الظروف السيئة التى تمر بها البلاد لم نتوقف عن العمل.

■ كيف تعمل فى ظل هذه الظروف؟

ـ السيدة وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم وضعت مبادرة الثقافة بين ايديك لتقديم خطة وعروض مسرح «اون لاين» فتقدم صديقى الفنان سامح بسيونى بمبادرة «اضحك. فكر. اعرف» احتفالا بعام مصر روسيا والتى تهتم بإنتاج عشرة عروض مسرحية للمؤلف الروسى انظون تشيكوف وقررت مشاركته بالإنتاج لتقديم هذه الأعمال التى أرى أنها تجربة مهمة مع اتخاذ جميع الإجراءات الإحترازية وستكون مدة المسرحيات من 20 إلى 15 دقيقة ولا يزيد عدد الممثلين عن 3 أو 4 فقط، بالطبع هناك صعوبة فى القيام بهذه الخطة لكننا بدأنا مشروع طموح سيتم تنفيذه خلال 3 مراحل وسوف يشارك فيه معظم مخرجين وفنانين مصر من أعضاء البيت الفنى للمسرح والمسرح القومي.

■ ما مصير هذه العروض المصورة هل ستتم الإستعانة بها لعرضها جماهيريا بعد زوال الأزمة؟

ـ بالطبع عندما أصل إلى 20 عرضا مصورا لدى ثلاثة اتجاهات لإستغلالهم وعرضهم جماهيريا الإتجاه الأول هو تخليد لعروض تشيكوف والتى سيتم تناولها بطريقة جديدة عن طريق مخرجين كبار مثل خالد جلال، أشرف زكى، إسلام إمام، مازن الغرباوي، سامح بسيونى، هشام عطوة، أحمد السيد، بجانب مجموعة كبيرة من الممثلين ومهندسى الديكور عندما يرفع هذا البلاء والدولة تعيد فتح المسارح بالطبع سنعود إلى استغلال هذه العروض لأنه مشروع كبير يجمع كل الأجيال بجانب المخرجين لدينا ايضا مجموعة من الكبار يقومون بالتعليق النقدى على هذه التجربة مثل الفنان سناء شافع وجلال الشرقاوى والمخرج عصام السيد.

■ وماذا عن خطتك الطموح التى وضعتها للقومى فور توليك إدارته قبل انتشار الجائحة؟

ـ قبل الأزمة كان لدى مشروعا قائما بذاته عرض «هولاكو» للمخرج جلال الشرقاوى وبطولة الفنان اشرف عبد الغفور وعفاف شعيب وايمن الشيوى وبالفعل تم الإنتهاء من ديكورات العرض المسرحى وصرفت ميزانيته بالكامل لكن هو ليس انتاجى هو انتاج الإدارة السابقة وكنا فى التحضيرات النهائية لإفتتاحه لكن بسبب الأزمة توقف كل شىء، بينما فى المقابل عندما توليت إدارة المكان وضعت خطة طموح تالية لعرض «هولاكو» كانت تتضمن عروض «صلاة الملائكة» إخراج سامح بسيونى وتأليف توفيق الحكيم، «فنجان قهوة» إخراج خالد جلال وبطولة سميحة ايوب وعبدالرحمن أبوزهرة، «هاملت» بطولة أحمد السعدنى وإخراج عصام السيد، «آماديوس» إخراج ناصر عبد المنعم وبطولة توفيق عبدالحميد بجانب خطة موازية لعروض ماتينيه وهى مسرحيات الفصل الواحد حتى يكون بالمسرح عرضان يوميا عرض ماتينيه وآخر سواريه وكان لدينا تجهيزات لعرضين من إخراج محمد عمر وآخر لأحمد الرافعى وكنت أفكر بأن يكون عرض الماتينيه على نفس تذكرة العرض الكبير بالقومى تشجيعا للجمهور حتى يحضر العملين معا، وهى طريقة جديدة وقد تكون فعالة فى التسويق لتقديم شباب المسرح القومى لأنه ملىء بالأسماء الهامة والتى افخر بوجودها ضمن عضويته مثل عابد عنانى وأحمد الرافعى وصفاء الطوخى ومنال سلامة وأحمد السعدنى وآخرين.

■ هل سيكون من السهل عودة النجوم للمسرح من جديد خلال تلك الفترة؟

ـ بالنسبة للنجوم أرى أن الرؤية اختلفت خاصة هذا العام بعد أن نجح خلال موسم رمضان عدد كبير من الشباب ولفتوا الأنظار وهم ممثلو مسرح بالأساس وبالتالى أراهن على عودة النجوم للعمل بالقطاع العام لأنهم إكتشفوا أن المسرح طاقة تمثيلية مختلفة وورشة للتدريب على كل الأدوار حتى لو كان الجانب المادى عائقا الأولوية ستكون فى تقديم عروض ناجحة وبالفعل احمد السعدنى لم يتردد فى النزول للمسرح حبا فى العمل والرواية والوقوف على خشبة القومى احساس كبير وكذلك لدينا اسماء مثل بيومى فؤاد وماجد الكدوانى.

■ دائما يفرض القومى شروطا على من يقف على خشبته هل سيكون لديك ضوابط لتحديد هذه الشروط؟

ـ أعضاء فرقة المسرح القومى هم اساسا قيمة سواء ممثلين أو مخرجين هم مجموعة عظيمة ينقصهم فقط الفرصة وسوف أدخل بجرأة وسأقدم مخرجين وممثلين ابطال للحركة المسرحية والفنية وأعتقد أن الفن المصرى مثلما ظهر فى دراما رمضان أكد على أن المسرحيين مهمون للغاية. 

■ دائما ما تشكل لجان القراءة عائقا لمدير المسرح فى حسم قراراته، ما رأيك؟

ـ لجنة القراءة شىء مهم لأننى مؤمن بأن «أمرهم شورى بينهم» وكلامها بالطبع مصدق عليه ومهتمى اختيار لجنة تضمن الصفاء والشفافية فى اتخاذ القرارات اللازمة لأننى كفنان من خلال عملى النقابى ندير الأمور بحكمة شديدة جدا وهذا ما تعلمته فإذا كان العمل المعروض على اللجنة ليست حوله أزمة رقابية ومنح تصريح من الرقابة وليس به ما يحرض على أى شيء مناف وترفضه اللجنة وقد أقتنع به سأقدمه.

■ هل من الممكن أن نشاهد عرضا كوميديا على خشبة المسرح القومى؟

ـ يجب أن تلغى فكرة التصنيف بمعنى من قال إن المسرح الكوميدى يقتصر على الأعمال الكوميدية فقط أو القومى منوط به اشكال محددة من الأعمال المسرحية المسرح القومى هو رسالة للفن المسرحى المصرى لا بد أن يكسر التابوهات ويقدم كل ما يحمل رسالة مسرحية حقيقية فهناك فارق بين تصنيف الفرق وتصنيف الإتجاهات هذا خطأ شائع فمن الممكن أن أقدم رواية لنجيب محفوظ مثل «خان الخليلى» أو يوسف السباعى باستخدام فكرة مسرحة الرواية فالقومى منوط به كل الأشكال المسرحية والفنية كوميدى تراجيدى أعمال شكسبير وغيرها لدى حركة إنتاج وباور لتقديم كل شىء مع احترامى لكل الأراء الرافضة والتى من الممكن أن تلوم على فى ذلك ووقتها لا بد أن نؤكد على فكرة أن القومى ساحة رسالة قومية ومن خلال هذا المكان قد نقدم مسرحية مثل «الاختيار» حتى يعود المسرح لتقديم أعمال قومية، سوف أكسر التابوهات وأقدم كل شىء على خشبة المسرح القومي.

■ هل لديك رؤية لتقديم مشروع مشابه لمسلسل الاختيار مسرحيا؟

ـ بالطبع أتمنى تقديم رواية تتحدث عن بطولات الجيش المصرى فى عمل مسرحى يخلد للتاريخ ويؤرخ للأبطال وفى الواقع أننى مغرم بإبراهيم الرفاعى واعمل حاليا على الحصول على موافقات وتجهيزات حتى نبدأ فى العمل واعتقد أن افضل مؤلفين لهذه الأعمال هم أصحاب القصة الحقيقية ولدينا فكرة عمل ورشة كتابة عليه، كما أن المسرح القومى يضم مؤلفين مهمين مثل أمين جمال وأيمن سلامة ومحمد فاروق حتى الآن لم نستقر بشكل نهائى على أحد لكن هى خطة طموحة لتقديم عمل عن بطولات الجيش المصرى.

■ هل من الممكن أن نجدك بطلا لعمل على خشبة القومى؟

ـ لا أحب ذلك على الإطلاق وسبق وأن قدمت عرضين على مسرح البالون عندما كنت مديرا للكوميدى فقد أعمل فى أماكن لست مسئولا بها لكن لو تطلب الأمر خوض هذه التجربة كنوع من التشجيع لزملائى النجوم للنزول إلى خشبة المسرح سأفعلها لإرساء قاعدة لابد أن نحاول، والمسرح المصرى حاليا فى حالة مخاض تخرج منه تجارب ناجحة جدا لدينا أفكار مهمة وعبقرية ولابد أن تتاح الفرص لإستيعاب وإطلاق الأفكار الجديدة واتمنى أن تنتهى الأزمة وتعود الحياة للمسرح من جديد.