الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وليد فارس مستشار العلاقات الخارجية السابق لحملة «ترامب» يتحدث لـ« روزاليوسف»: مقال «نيويورك تايمز» ضربة استباقية للتشهير بى قبل الانتخابات الأمريكية

قال د. وليد فارس، مستشار العلاقات الخارجية السابق لحملة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والخبير الأمنى لقناة فوكس نيوز الأمريكية، إن مهاجمة اللوبى القطرى والإخوانى له واتهامه بالعمل لصالح الحكومة المصرية ومحاولة التأثير على الإدارة الأمريكية لصالح مصر، هو محاولة لتشويه صورته وإبعاده عن المشهد قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة، مضيفًا فى حواره لـ«روزاليوسف»، أن قطر والجماعات الارهابية تتخوف من تواجده بجانب الإدارة الأمريكية، وأنه يؤثر على خطتهم فى المنطقة بشكل سلبى، خاصة فى ظل وجود علاقة قوية وشراكة بين قطر والإخوان وصحيفة نيويورك تايمز.. وإلى نص الحوار...  



■  ما أسباب هجوم صحيفة نيويورك تايمز عليك؟ ولماذا فى هذا الوقت بالتحديد؟

- الأزمة الحالية مع صحيفة نيويورك تايمز واللوبى الإخوانى والقطرى لم تبدأ هذا الأسبوع، لكنها بدأت منذ سنوات لاسيما نهاية التسعينيات، عندما قام اللوبى الإخوانى فى الولايات المتحدة الأمريكية بالهجوم ضدى وتبعه بعد ذلك سلسلة من محاولات تحقيرى بسبب وقوفى فى مواجهة التنظيمات المتطرفة المعروفة بالجهادية التكفيرية، واعتبار أنها قد تأثرت بالعقيدة الإخوانية فى القرن الماضي، وقد قدمت شهادتى فى الكونجرس الأمريكى فى منتصف التسعينات وكتبت عدة مقالات فى هذا الاتجاه، وبعد حرب العراق وظهورى عبر شبكات «mbc» و«fox news»، وإصدارى لكتاب بعنوان «الجهاد المستقبل واستراتيجية الارهاب ضد الغرب»، قامت مجموعات الإخوان المحلية فى الولايات المتحدة وعلى رأسها تنظيم «cair» بتصعيد هجومها الإعلامى ضدى لأننى كنت أشرح للرأى العام الأمريكى حقيقة هذه التنظيمات، وبدأت مرحلة الهجوم الأعنف ضدى مع تعيينى من قبل المرشح الرئاسى الجمهورى ميت رومنى كمستشارًا للأمن القومى بحملته خلال عامى 2011-2012، إذ قامت مجموعة «cair» بتوجيه رسائل عنيفة ضدى وللمرشح الجمهورى ميت رومنى فى محاولة لعزلى عن منصبى ولكن ذلك لم ينجح.

■ هل تعتقد أن الإخوان قلقون من توليك منصب ما فى الإدارة الأمريكية؟

- بالفعل كان هناك قلق كبير لدى هذه التيارات المتطرفة من تعينى فى إدارة ميت رومنى حال نجاحه فى معركة الرئاسة عام 2012، لكن أوباما انتصر وقتها وبالتالى خفت هذه الانتقادات ثم تجددت فى عام 2013 بسبب ما حدث فى مصر، حيث أننى من موقعى فى واشنطن وعبر خروجى إلى الإعلام الأمريكى والعربى وقفت مع الشعب المصرى الذى انتفض ضد نظام الإخوان فى مصر خلال ثورة 30 يونيو، التى خرج فيها نحو 33 مليون مواطن مصرى ضد هذا النظام، وكنتُ أنذاك من الأصوات القليلة التى شرحت حقيقة الوضع  فى مصر، بينما كان اللوبى الإخوانى يشيع للرأى العام العالمى أن ما يحدث فى مصر ليس ثورة شعبية تعبر عن إرادة المصريين، وكان لى وقتها مقابلات عديدة فى الإعلام المصرى والعربى والأمريكى وتمكنت من شرح حقيقة الوضع لعدد كبير من أعضاء الكونجرس، وأكدت لهم أن ما يجرى بالفعل هو ثورة شعبية ضد نظام إسلاموى كان يقمع المواطنين، واعتبر اللوبى الإخوانى وقتها بأننى أعمل لمصلحة الحكومة المصرية، وبالتالى بدأ يبث تقاريرًا ضدى فى واشنطن.

واستمر هذا اللوبى فى أمريكا وسائر الدول بتصويرى وكأننى إسلاموفوبى - كما يزعمون - بينما أنا أقف مع الأكثرية الساحقة من الشعوب العربية والإسلامية لكى يتحرروا من القوى الفاشية المتمثلة فى المجموعات العقائدية التكفيرية، وبالتالى تمت هذه المجابهة فى ساحات كثيرة، إذ كنت أعمل دائمًا فى الدفاع عن المجتمعات المدنية فى ليبيا وتونس واليمن وغيرها من الدول لمواجهة هذه الميليشيات المتطرفة، وفى الفترة ما بين عامى 2014 و2016 كان لى مواقف كثيرة فى هذا الاتجاه.

■ برأيك لماذا صحيفة نيويورك تايمز هى التى تتولى الهجوم ضدك؟

- نيويورك تايمز ليست الوحيدة، فى عام 2016 عندما عيننى الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب مستشارًا له للعلاقات الخارجية، قامت هذه الجماعات بمساعدة اللوبيات الإيرانية بشن حملة شرسة ضدى فى عدة صحف أمريكية بينها صحيفة واشنطن بوست، والموديرجونز وغيرهما فى محاولة لخلق صورة سيئة جدًا عنى لمنعى من الوصول لمنصب رسمى فى الإدراة الأمريكية، رغم أنه لم يكن هدفى وقتها، ولكننى كنت أهدف للخدمة فى حملة دونالد الترامب ثم العودة إلى القطاع الخاص بعد ذلك، والمفارقة أنه فى ليلة انتصار الرئيس ترامب، ومن دون سابق إنذار فى حوالى الساعة الرابعة فجرًا قامت قناة الجزيرة القطرية بشن هجوم استباقى عنيف ضدى على إثر هذا الانتصار خوفًا من أن يتم تعيينى فى إدارة ترامب، ووزعت ملفات سلبية بحقى مدعية أننى أدعم الحكومات العربية ضد شعوبها، لكنها عمليًا كانت تدافع عن التنظيمات المتطرفة بوجه المجتمعات المدنية فى العالم العربي.

■ ما حقيقة ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز حول تحقيق FBI معك؟

- فى تلك المرحلة بعد انتخابات ترامب علمنا فيما بعد أن مصدرًا إخوانيًا فى مصر قام بإرسال ملف ضدى إلى جهات أمريكية رسمية من أجل منعى من الخدمة فى إدارة ترامب، علمًا بأن هذا الموضوع لم يكن مطروحًا وقتها، ولم نعرف بحقيقة هذا الوضع إلا منذ أسبوع تقريبًا، إذ أنه فى عام 2017 عندما طلب الكونجرس والمحققين فى وزارة العدل من كل مستشارى ترامب أن يدلوا بشهاداتهم حول الموضوع الروسي، سُئلت وقتها عن طبيعة علاقتى بدولة مصر وأوضحت لهم أننى كمواطن أمريكى أدافع عن مصلحة بلادى الأم أمريكا، لكننى بنفس الوقت أدعم بقوة العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة الامريكية ومصر وأدعو دائما إلى أن نقف كأمريكيين إلى جانب الشعب المصرى فى مواجهة المتطرفين، وهذا كان كل ما جرى مع مجموعة مولر، ولم أعرف وقتها أن هناك ملفًا أسود قد أرسلته مجموعة الإخوان بطريقة ما لإيذائى فى الولايات المتحدة الأمريكية.

■ وما حقيقة الاتهام الموجه إليك بشأن وجود علاقة تربطك بالحكومة المصرية فى بداية فوز ترامب؟

- ليس هناك أى ارتباط، أنا أمريكى أعمل لمصلحة بلادى أمريكا وأريد لها اتباع أفضل السياسات الخارجية، لكن بنفس الوقت أعتبر أن الشراكة بين أمريكا وشعوب المنطقة هو الضامن الحقيقى لمواجهة مشتركة ضد الإرهابيين والمتطرفين، وعندما وقفت مع الشعب المصرى عام 2013 كان موقفًا مبدئيًا كإنسان أمريكى محب للحرية وداعم لقضايا الديموقراطية ومواجهة الإرهاب فى المنطقة، هذا هو الأمر بكل بساطة، لدينا بالطبع صداقات وعلاقات فى المنطقة ككل مع رؤساء ووزراء ونواب ومسئولين، وأنا كخبير  إقليمى فى السياسية الخارجية أتناقش مع المسئولين لما فيه المصلحة الدولية لمواجهة الإرهاب.

■  كيف عرفت بتفاصيل الاتهام؟

- فى الأسبوع الماضى نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً زعمت فيه أن مصدرًا مصريًا ادعى أننى أقف مع مصالح مصر وأحاول التأثير على إدارة ترامب، علمًا بأننى لم أخدم فى هذه الإدارة، وقالت الصحيفة إن ذلك يعنى أننى أدعم الحكومة المصرية فى واشنطن، وبالطبع هذا ليس صحيحًا فأنا مواطن فى القطاع الخاص أعبر عن ما أؤمن به عبر نشر كتاب أو مقال، وأنشر كل مواقفى تدريجيًا فى مواقعى على السوشيال ميديا، وأفكارى ليست سرية بل علنية ومعروفة من قبل الكونجرس والإدارة والأجهزة والرأى العام الامريكي، إلا أن هذا المقال الذى نشرته النيويورك تايمز جاء للتشهير بى ويهدف حسب تقدير بعض المحللين إلى ضرب صورتى قبل الانتخابات الأمريكية لأنهم يظنون وربما عن خطأ بأننى ربما أنضم إلى إدارة ترامب الثانية حال فوزه، وبالتالى فهم يحاولون بضربة استباقية تشويه صورتى أمام الرأى العام الامريكي.

■ صرّحت بأن هناك علاقة قوية بين قطر ونيويورك تايمز فما تفاصيل هذه العلاقة؟

- العلاقة بين نيويورك تايمز والإخوان ترتكز فى نقطتان، الأولى هى أن شركات اللوبى التى تعاقدت معها قطر والإخوان تقوم بشكل قانونى بإخبار السلطات الأمريكية عن نشاطها مع الوسائل الإعلامية، ولا يخفى على أحد أن المنشور والمعلن أن هذه اللوبيات تتواصل مع نيويورك تايمز بشكل مكثف، حيث كشفت التقارير أنه فى عام 2018 تواصلت اللوبيات مع نيويورك تايمز أكثر من 67 مرة مقترحة عليها مقالات، أما النقطة الثانية فإنه إذا نظرنا إلى مقالات نيويورك تايمز المنشورة عن مصر سنرى المئات من المقالات والتقارير على مدى سنوات - وبشكل واضح وافضح - تدعم جماعة الإخوان بشكل متكامل سواء كان قبل الثورة أو بعدها، وتنتقد بشكل لاذع الحكومة المصرية، وبالتالى لا حاجة لأكثر من ذلك بأن نيويورك تايمز قريبة من مصالح الإخوان وقطر ونشر مقالها ضدى يأتى فى سياق الشراكة بين الطرفين.

فكُتاب نيويورك تايمز ارتكبوا خطأ عندما قالوا فى بداية المقال نقلًا عن مصادرهم طبعًا أن هناك مصدرًا مصريًا حاول إدخال هذا الملف ضدى لدى المسئولين الأمريكيين، لكن المقال انتهى بالقول أن المسئولين لم يجدوا أى شيء خاطئ ارتكبته وبالتالى أردت أن أرد على نيويورك تايمز والطرف الإخوانى القطرى وأحسم الأمر معهم بشكل قاطع أمام الرأى العام القطرى والأمريكى.

■ ما الذى يقلق نيويورك تايمز والذين يقفون خلفها من توليك منصب فى الإدارة الأمريكية؟

- يخاف اللوبى الإخوانى وبالطبع معه نيويورك تايمز من أن أتولى موقعًا يسمح لى بأن أسدى نصائح جيدة للإدارة الأمريكية المقبلة والبلاد بشكل عام فيما يتعلق بموقع واشنطن مع الأطراف الصالحة والأطراف المتطرفة فى منطقة الشرق الأوسط، ويتخوفون من معلوماتى وتحليلى وقوتى الأكاديمية من أن أسدى نصائح وأساعد واشنطن على إنجاز سياسة أفضل فى الأربع سنوات المقبلة.

■ لماذا لم تتخذ أمريكا والدول الاوروبية موقفًا حاسما ضد الإخوان رغم ما ترتكبه من إرهاب؟

- موضوع وضع تنظيم الإخوان على قوائم الإرهاب قرار منفرد فى كل دولة، ففى الولايات المتحدة الأمريكية كان هناك أغلبية داخل الكونجرس عام 2018 فى الهيئتين تريد أن تبدأ بآلية تصنيف هذا التنظيم كمنظمة إرهابية ولكن كان عليها أن تستكمل الاجراء القضائية والقانونية، ولكن مع تغيير الأغلبية فى مجلس النواب عام 2018 وقدوم معارضة الرئيس ترامب توقفت هذه الآلية التى ربما تعود عام 2021 إذا أعيد انتخاب الرئيس ترامب، أما فى الدول الأخرى فهى تختار خطواتها السياسية، ولكن لنكن واضحين، إن وجود لوبى قوى يحمى هذه الجماعات فى أوروبا وأمريكا له دور كبير فى هذه المسألة. ■  كيف ترى شكل العلاقات المصرية - الأمريكية خلال عهد الرئيس السيسى ونظيره ترامب؟

- العلاقة المصرية - الأمريكية الان أفضل مما كانت عليه لثمانية سنوات تحت إدارة أوباما، وذلك لأن الرئيسان (السيسى وترامب) يتفقات بشكل واضح على مواجهة الإرهاب وتعميم الاستقرار فى المنطقة، ودعم الإزدهار الاقتصادي، وحماية عملية السلام فى المنطقة، وقد تجسدت هذه الشراكة فى الزيارات المتبادلة بين الرئيسان وخاصة عندما توجه الرئيس ترامب فى مايو عام 2017 بالرياض إلى 50 زعيما عربيا ومسلما، وتم إطلاق ما يسمى بالتحالف العربي، والتحالف العربى - الأمريكي، وعماد هذا التحالف هم مصر والسعودية والإمارات، وبالتالى فإن العلاقات على الصعيد المبدئى جيدة جدًا، إلا أن هناك أزمات لم تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية خلال حقبة الرئيس ترامب الأولى أن تحلها فمثلًا ليبيا واليمن وشمال سوريا وغيرها من المناطق تحتاج إلى إيجاد حلول لها خلال الفترة الثانية إذا تم إعادة انتخابه.

■ فى ظل متابعتكم للوضع المصري، كيف ترى إدارة القيادة السياسية المصرية الحالية للبلاد؟

- مصر أنقذت نفسها من أن تتحول إلى إمارة جهادية تحت حكم الإخوان، وانتقلت إلى جمهورية تتجه نحو الحداثة، فقامت بإصلاحات اقتصادية وإدارية وبالطبع هناك أمور داخلية لا يمكننى التدخل فيها لأنها بين المواطنيين وحكومتهم ولهم آلية سياسية لحل أى أزمة قائمة، ولكن بشكل عام مصر بحاجة إلى دعم اقتصادى كبير، ودعم دفاعى وأمنى لتقوم بمهمتها الكبرى فى المنطقة وهى حماية قناة السويس واستمرارها فى مواجهة الإرهاب فى سيناء.

■  من خلال تقييمك للوضع فى ليبيا، ما هو الحل الأمثل للأزمة هناك من وجهة نظرك؟

- عبرت عن رأيى فى موضوع ليبيا لسنوات، هناك المؤسسة المنتخبة الأخيرة وهى المجلس النيابى الموجود فى بنغازى وقد شرعنت هذه المؤسسة الجيش الوطنى الليبى الذى يواجه الجماعات الإرهابية، المشكلة الحالية هو وجود ميليشيات إرهابية فى غرب ليبيا تعيق الآلية السياسية وعلى المجتمع الدولى أن يعمل من أجل تجريد الميليشيات من سلاحها وتفكيكها وإيجاد آلية سياسية لانتخابات جديدة، وأمل أن تأتى هذه الحلول عام 2021.

■ هل ترى أن الرئيس ترامب كان موفقًا فى مواقفه السياسية والخارجية خلال فترة رئاسته الحالية؟

- عهد الرئيس ترامب بدأ أشهره الأولى بأزمات داخلية عميقة منها عملية الاتهامات الروسية أدت إلى إضعاف الإدارة فى تسديد رؤية وسياسة خارجية سريعة، ما تسبب فى شلل بقدراتها وأدى إلى إغلاق جميع الملفات التى وعد بإنهائها ومن بينها إيجاد حلول للأزمات فى المنطقة وأزمة المتطرفين، لكن ذلك لا يعنى أن الرئيس ترامب لن ينجح فى إغلاق هذه الملفات العالقة  فى مرحلته الثانية إذا تم انتخابه.

■ كيف تقيم تعامل الإدارة الأمريكية مع أزمة كورونا؟

- إدارة الرئيس ترامب نجحت على الصعيد المالى والاقتصادي، وأوصلت أمريكا إلى مرحلة متقدمة قبل أزمة كورونا، أما فى مرحلة انتشار الفيروس تمكنت الإدارة من توجيه الرأى العام الامريكى لتصل إلى أقل نسبة من الإصابات، لكن كون أمريكا بلد كبير ومنفتح، بالإضافة إلى عدم تحذير الصين للإدارة الأمريكية قبل تفشى الجائحة بوقت مناسب، أدى إلى وقوع إصابات كثيرة خاصة بين المواطنين المتقدمين فى السن أو الذين كانوا يعانون من أمراض معينة، وكانت الإدارة تعمل على العودة إلى بناء الاقتصاد ولكن الأحداث التى تراها الان قد تشكل أزمة سياسية جديدة.

■ هل ترى أن عمليات الشغب المندلعة فى أمريكا الان قد تضعف فرص الرئيس ترامب فى الانتخابات المقبلة؟

- المحتجون منذ الحادثة الأليمة التى وقعت فى مينيابوليس وراح ضحيتها شاب من أصول إفريقية، ينقسمون إلى 3 فئات، الفئة الأولى هم المحتجين  الشرعيين الذين لا ينتهجون العنف، وهذه الاحتجاجات موجودة منذ زمن وهو أمر قديم يقع بين قوات الشرطة وأفراد المجتمع المدنى سواء كانوا من هذه الطائفة أو تلك، وبالتالى هو أمر ليس بجديد، إلا أن هذه الحادثة تم تصويرها بالفيديو مما أدى إلى تعميمها، وبالتالى فإن المحتجين الشرعيين هم الذين يسعون إلى إصلاح العلاقات مع الشرطة ومختلف الطوائف فى أمريكا، ولذلك هم يخرجون الشعارات ولهم تأثير فى هذا الموضوع وهم من جميع الأجناس والأعراق، أما المجموعة الثانية فهى التى تدير التحركات على الأرض وتقوم بإحراق المبانى والضغط على تلك المؤسسات الفيدرالية والإقليمية وهى منظمة «التيفا» التى ولدت فى بداية التسعينات وهى من أقصى اليسار ولها ارتباطات دولية مع أنظمة وتنظيمات متطرف عديدة، وقد وضعها الرئيس دونالد ترامب على لائحة الإرهاب، وأيده فى ذلك الديموقراطيون والجمهوريون، أما المجموعة الثالثة التى نراها على شاشات التلفزيون نسميها هنا فى أمريكا هي  الـ looters وهم اللصوص والسارقون الذين يستفيدون من أى أزمة ولا علاقة لهم بمقتل الشاب جورج فلويد، فأنا باعتقادى أن المعركة الفعلية بين السلطة الفيدرالية والتيفا، وأن المسألة ستأخذ بعض الأيام والأسابيع، لكن فى النهاية فإن الاغلبية الساحقة من المواطنيين الأمريكيين يهمهم أمرين الأول هو الأمن والثانى هو الأمن الاقتصادى، وبالتالى فإن إدارة ترامب إذا تمكنت من حل هذه الأزمة بمساعدة الحكام، وإعادة أمريكا إلى اقتصادها بحده الأدنى فى حلول شهر سبتمبر المقبل فستكون حظوظ الرئيس ترامب لا تزال كبيرة.