الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

خراطة ولحام ومهام شاقة

«الأيـدى الناعمــة» تـروض الحـديد

تعتبر مهنة الخراطة من الحرف الشعبية القديمة، والتى لا يمتهنها سوى الرجال، وارتبطت صناعة الخراطة واللحام بمهنية عالية وفيها تحديات لكل الصعاب، وعلى الرغم من «كلام الناس»، خاصةً أن المجتمع له أعرافه وتقاليده الخاصة، والتى دائما ما تقسو على المرأة بشكل خاص، ولكن أميرة عصام، تحدت الصعاب لتصبح أول فتاة مدربة فى مجال الخراطة فى مصر.



كسرت أميرة التى تبلغ 27 عاماً، القاعدة القائلة بأن هناك مهنًا بعينها تقتصر على الرجال فقط، إذ تعمل مدربة خراطة فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى منذ 6 سنوات، ولم تيأس للوصول إلى هذه المكانة.

تخرجت أميرة فى الجامعة العمالية قسم ميكانيكا، ثم درست دورات تدريبية فى المجالات الصناعية داخل مجمع خدمة الصناعة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ومن هنا فتح العمل ذراعيه لها، بالإضافة إلى حصولها على منحة دراسية فى معهد الدراسات التقنية والمهنية مقدمة من رئيس الأكاديمية د.إسماعيل عبد الغفار، بسبب تفوقها المهنى الذى قادها إلى الريادة فى المجال الصناعي، وكانت بمثابة نقطة التحول فى حياتها فتأهلت عن طريقها للانضمام لفريق عمل الأكاديمية، ومن هنا أصبحت أول فتاة مصرية تعمل مدربة فى ورشة للخراطة فى مصر، يتدرب على يديها طلبة وطالبات كليات الهندسة.

شاركت أميرة فى مسابقة شباب مصر الأولى للمهارات ٢٠١٨، التى تنظمها الأكاديمية ضمن عشرة متقدمين، وحصلت على المركز الثانى على مستوى الجمهورية، وكانت الفتاة الوحيدة المشاركة فى المسابقة، ولم تكتف بذلك خلال مشوارها المهنى فقد طورت من قدراتها بشكل أوسع ونطاق أشمل، بحيث لم تقتصر على الخراطة التقليدية فقط، بل دخلت فى مجال الـCNC، واكتسبت العديد من المهارات التقنية فى مجالات صناعية عديدة أخرى مثل اللحام بجميع أنواعه، وفنون تشكيل الحديد، خاصة أن بعض الرجال لا يقبلون العمل بها إلا نادرًا، وذلك لخطورتها وصعوبتها، وتعلمت فن التشكيل والرسومات على الأبواب والخراطة واللحام.

تقول أميرة تلقيت دعما نفسيا كبيرا من أسرتى خاصة والدتى التى وقفت بجانبى ومازالت حتى الآن ولولاها لم أستطع الوصول لهذه المكانة، حيث شجعتنى على مواجهة العديد من الصعاب أبرزها كلام الناس وأن كل تعاملاتى مع الرجال، لكنها ساندتنى ودعمتنى لكى أركز فى طريقى الذى أختارته وأن استمر فى عملى الذى أحبه، كما أتوجه بالشكر لكل شخص فى العمل دعمنى وقدم لى معلومة وشجعنى وساعدنى فى بناء شخصيتى حيث أصبحت قادرة على مواجهة أى صعاب.