الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خطة مصر لعودة السياحة بعد أزمة «كورونا»

نجحت مصر خلال الفترة الماضية فى اتخاذ عدد من الإجراءات المطمئنة للراغبين فى زيارتها من سائحى العالم، وذلك وسط أزمة فيروس كورونا المستجد، وتكلل هذا النجاح باعتماد المجلس الدولى للسياحة والسفر ضوابط السلامة الصحية التى أقرتها وزارة السياحة والآثار المصرية لإعادة استقبال السياحة الوافدة اليها، كما منح المجلس مصر خاتم السفر الآمن Safe Travel،خاصة أن مصر أعلنت فتح السياحة الخارجية الوافدة إليها بداية من أول يوليو المقبل كمرحلة أولى بالمحافظات السياحية الساحلية.



1 تواصل دولى

ومن هذا المنطلق سألنا الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار عن استعداد الوزارة لعودة السياحة وخاصة فيما يتعلق بالتنسيق مع الدول الأخرى، وقال العنانى لـ«روز اليوسف»: إنه أجرى عدة اتصالات مع وزراء ومسئولى السياحة فى عدد من الدول كان آخرها قبرص، حيث بحث العنانى مع نائب وزير السياحة القبرصى دفع وتنمية التعاون المشترك، والاجراءات الاحترازية التى اتخذتها كل من مصر وقبرص لاستئناف الحركة السياحية،وأطلع العنانى المسئول اليونانى على الضوابط التى أقرتها الوزارة للسلامة الصحية لإعادة تشغيل الفنادق وفتح المتاحف والمواقع الأثرية.

وكشف أنه أيضًا اتصل بوزير الرياضة والسياحة فى بيلا روسيا Sergei Kovalchuk، وبحث معه سبل التعاون بين البلدين، كما سأله عن القواعد الخاصة باستئناف السياحة القادمة من بيلاروسيا وما إذا كان هناك أي اشتراطات أو متطلبات خاصة بالسائحين القادمين من بلاروسيا، وبحثا معا الاستعدادات والاجراءات الاحترازية لاستئناف السياحة بينهما عند عودتها اعتبارًا من مطلع يوليو المقبل.

وقد استندت المباحثات بين الوزيرين على إقبال سائحى بيلاروسيا على المقاصد السياحية المصرية خاصة المدن السياحية الساحلية فى البحر الأحمر وجنوب سيناء، والتى يقبل عليها أكثر من 90% من السائحين البيلاروسيين، حيث أشار وزير الرياضة والسياحة البيلاروسى إلى أهمية العلاقات بين البلدين فى السياحة، مؤكدًا أن مصر من أهم المقاصد السياحية التى يزورها السائح البيلاروسى، وهم مهتمون بإطلاق حملة صحفية للترويج للمقاصد السياحية والثقافية المصرية. وعن الدول الكبرى المصدرة للسياحة الى مصر قال وزير السياحة والآثار: إن ألمانيا من أبرز هذه الدول، ولذلك تواصلت هاتفياً مع توماس بارايس وزير الدولة الألمانى لشئون السياحة، وبحثنا معا التعاون المشترك فى القطاع السياحى والاستعدادات والاجراءات الاحترازية لاستئناف الحركة السياحية بين مصر وألمانيا عند عودة الحركة السياحية بصفة منتظمة، واتفقنا على تكثيف التواصل على المستوى الفنى بين البلدين لضمان اتساق الضوابط المتعلقة باستئناف السياحة واستيفائها للمتطلبات الألمانية والأوروبية والمصرية على السواء.

 

2 فتح تدريجى

 

وسألنا وزير السياحة والآثار عن المواقع الأثرية وفتحها مرة أخرى أمام الزوار، وقال: إنهم لديهم بالفعل خطة للفتح التدريجى لبعض المتاحف والمواقع الأثرية، تمهيدًا للفتح الكلى لها عندما يتقرر ذلك، حيث تم اختيار مجموعة مواقع ومتاحف لفتحها كمرحلة أولى الفترة القادمة، وبدأنا بالفعل ذلك بفتح متحف الغردقة مرة أخرى، وسنوالى ذلك بالقاهرة والجيزة والأقصر وأسوان وشرم الشيخ ومرسى مطروح.

وأكد العنانى أن خطة الفتح التدريجى للمواقع الأثرية ستتم مع تطبيق صارم للإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية لضمان صحة وسلامة الزائرين والأثريين والمفتشين وأمناء المتاحف وجميع العاملين بها وتوفير سبل الوقاية والحماية لهم، ومن هذه الضوابط تحديد عدد الزائرين فى الأماكن المغلقة والطاقة الاستيعابية لها كل ساعة، وتوفير سبل الوقاية بالمداخل والمخارج وشباك التذاكر.

 

3 تسويق إلكترونى

 

وكشف العنانى أن الوزارة حريصة على كل ما من شأنه دعم السياحة والآثار والترويج والتسويق لها خاصة ألكترونيا، وفى هذا الإطار شاركت الوزارة مؤخراً ممثلة فى هيئة التنشيط السياحى فى الانطلاقة الافتراضية لسوق السفر العربى ATM2020 بدبى بمشاركة 12 ألف شخص ومتخصص من خبراء السفر والسياحة بالعالم و148 دولة، والذين بحثوا تداعيات فيروس كورونا المستجد على قطاع السياحة حول العالم، وكيفية تلافى آثاره السلبية خاصة أن الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى تولى اهتماماً كبيراً بالسوق العربية، حيث إن الدراسات والأبحاث أوضحت أن 60% من المسافرين العرب لديهم الرغبة فى السفر لرحلات سياحية فور رفع الحظر على الطيران الدولى والسماح بالسفر،لذلك ستكون الأسواق العربية هى الأقرب والأسرع فى التعافى من آثار الأزمة، حيث يتميز السائح العربى بطول فترة الإقامة وارتفاع معدلات انفاقه.

 

4 قرارات تحفيز

 

ورغم كل تلك الجهود المبذولة من الوزارة تماشيا مع استعدادات الدولة لعودة السياحة الوافدة الى مصر كان لا بد من أشياء محفزة ومشجعة على التدفق السياحى وهو ما قامت به وزارة السياحة والآثار بالفعل، حيث كشف العنانى أنه تم منح حوافز وتخفيضات لتشجيع الشركات ومنظمى الرحلات السياحية الكبرى لتنظيم الرحلات الى مصر، كما تم إلغاء التأشيرات السياحية  للأجانب الوافدين الى المحافظات السياحية حتى ٣١ أكتوبر المقبل ومد العمل ببرنامج تحفيز الطيران الحالى حتى ٢٩ أكتوبر.

كما تم منح 20% تخفيضات على أسعار تذاكر زيارة المتاحف و المواقع الأثرية وتصاريح الزيارة للسائحين القادمين من الخارج على مصر للطيران وإير كايرو، ومدة سريان التخفيض ١٥ يوما، كما قرر المجلس الأعلى للآثار إعفاء جميع الكافيتريات والبازارات بالمتاحف والمواقع الأثرية من دفع إيجارات يونيو ويوليو وأغسطس، وذلك لحين انقضاء أزمة فيروس كورونا وعودة الحركة السياحية بصفة منتظمة.

وكشف العنانى أن القرارات والتخفيضات التحفيزية لم تقم بها وزارة السياحة والآثار فقط،بل تعاونت معنا وزارات أخرى لصالح عودة السياحة بقوة إن شاء الله، حيث منحت وزارة البترول تخفيضا 10 سنتات على الجالون الواحد من وقود الطيران، كما منحت وزارة الطيران المدنى تخفيضات لشركات الطيران ٥٠% على رسوم الهبوط والإيواء  و20% على رسوم الخدمات الأرضية المقدمة للطيران المباشر بالمحافظات السياحية وذلك للطيران المباشر حتى ٣١ أكتوبر المقبل.

 

5 مشاريع مقبلة

 

ماذا عن مشاريع ومتاحف الآثار الجديدة والمقرر افتتاحها الفترة المقبلة؟..سؤال وجهناه لوزير السياحة والآثار خاصة أنه زار وتفقد عددا من هذه المشاريع خلال الأيام الماضية، وقال العنانى: إن الوزارة وضعت خطة وجدولا زمنياً للافتتاحات الأثرية القادمة، ومنها قصر البارون ومتاحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والمركبات الملكية ببولاق والقومى للحضارة المصرية ومطار القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة.

وعن المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط قال افتتاحه بات وشيكًا وجار حالياً العمل على سيناريو العرض المتحفى للقاعة المركزية، وذلك ضمن 3 قاعات سيتم افتتاحها قريباً، وجار شغيل البوابات الإلكترونية للدخول والخروج ووضع القطع الأثرية داخل فتارين العرض، كما أنه يجرى على قدم وساق العمل على تجهيزات واستعدادات نقل المومياوات الملكية فى موكب ملكى مهيب من متحف التحرير إلى الحضارة.

أما متحف العاصمة الادارية الجديدة الذى سيتم افتتاحه قريبًا، قال: إنه جار العمل على وضع القطع الأثرية فى أماكنها المحددة  تجهيزات طبقا لسيناريو العرض المتحفى لها، ونبحث حالياً وضع مجموعة من اللوحات الفنية الخاصة بالعواصم المصرية رسمها كبار  فنانى ق 19، وذلك لإثراء المجموعات الأثرية والتاريخية المعروضة فى المتحف.. أما متحف شرم الشيخ فقال: إن المشروع انتهى بنسبة 98% ويتضمن 6 قاعات عرض للآثار، بخلاف المبنى الإدارى واستراحات الموظفين والأمن، والمطاعم والكافيتريات والبازارات والحرف الأثرية والمسرح المكشوف، وقد تم حتى الآن نقل ما يفوق 5000 قطعة أثرية إليه.