الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:



 

الأعمال للفنان مهند عرابى

ولد الفنان فى سوريا عام 1977، ودرس الفن فى جامعة الفنون فى دمشق وتخرج عام 2000. فاز بجائزة الفنان الشاب فى سورية عام 2006. قدم مجموعة من المعارض الفردية والجماعية فى لندن وجدة وبيروت ودمشق وعمان ودبي. تميزت تجربة الفنان فى بدايته فى تركيزه على الوجوه ولاسيما الطفولية التى كانت تسيطر عليها الأشكال الدائرية. تطورت طريقة تعاطى عرابى مع الوجه والشكل، وكذلك الحالات التى يعكسها، فانتقل من الواقعية الى التعبيرية الواقعية. انتقل بسبب الأحداث السورية إلى العيش فى مصر، أقام فيها فترة، ثم انتقل منذ أكثر من سنة إلى دبى، الأمر الذى أغنى تجربته الفنية وانعكس فى أعماله وطرحه.

يتغلغل عرابى من خلال المعرض دواخل النفس البشرية بتحريض الذاكرة على استرجاع لحظات قديمة، ليفصح عن الاحتمالات اللامتناهية للبشر عبر تفاصيل الوجه، فهو يسعى الى إيجاد صيغة تواصل مع الناس، وكأنه يضعنا أمام مرآة تظهر المشاعر من خلال الذاكرة التى تحركها الصور العائلية، فيعيد النظر فى سيميائية الصور، ومفهومها والنماذج، وكذلك المعانى التى تحملها.

انتقل عرابى من سورية الى مصر ثم الى دبى بسبب الأحداث الأخيرة فى سوريا، ولعل هذا التنقل فى الأماكن يقودنا إلى تفسير الحنين الذى يطغى على معرضه، فقد ابتعد الفنان عن أرضه وأهله، ولا يحمل من ماضيه سوى الصور. جسد الفنان موضوع الصور من خلال الوجوه التى يصورها فى حالة التقاط صورة من كاميرا مصور محترف، جالسة بهدوء واستعداد، لكن تفيض من الوجوه مشاعر وانفعالات عدة، خصوصاً العيون التى تحكى الكثير عن تفاصيل أوجاع يومية وحياتية لا تنتهي، فالحزن الذى يخيم على وطن الفنان خيم على لوحات عرابى أيضاً من خلال الألوان الداكنة حيث يغلب الأبيض والأسود.